آخر خبرمقال اليوم

الانتخابات المغربية..آمال بالتغيير والإصلاح.

أيمن مرابط – الرباط 

للمرة الأولى تشارك كنزة حسيني الخضير “طالبة باحثة” في الانتخابات بعد مقاطعتها في المرات السابقة، قدمت للمركز الانتخابي القريب لها بأحد أحياء مدينة مراكش المغربية خلال الساعة السادسة ونصف مساء، لتدلي بصوتها في الانتخابات البرلمانية والجهوية والمحلية التي تُنظم في يوم واحد.

تقول كنزة التي اشتغلت اليوم ك”ملاحظة الكترونية” في حديثها مع موقع “لعبة الأمم” أن “العملية الانتخابية في المركز حيث صوتت، مشت بسلاسة، لا توجد تجاوزات أو خروقات سواء للتدابير الاحترازية الخاصة ب”جائحة كورونا” أو لمبادئ الشفافية والنزاهة”.

وتضيف المتحدثة  الشابة أن “الانتخابات عموما لم تكن مميزة عن سابقاتها، حيث الهيئات الحزبية والمرشحون لم يركزوا على الجانب الالكتروني، وشهدت بعض التجاوزات والخروقات في بعض المناطق خاصة القروية، إما بعدم احترام التدابير الصحية أو قيام بعض الأشخاص بدفع الناخبين للتصويت على مرشح معين”، متسائلة “هل الدولة ستكون حازمة لرصد هذه التجاوزات وتوقيف أصحابها”.

وتتوقع الباحثة كنزة حسيني أن “تكون هناك تحالفات اعتيادية في المشهد الحكومي بعد الانتخابات، وسيتدخل العاهل المغربي لإعطاء توجيهات وإشارات لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن”، مشيرة إلى أنها “سيكون أغلب أعضائها، تكنوقراط سينفذون المشاريع الكبرى التي انخرط فيها المغرب على المستوى الوطني والإفريقي والعالمي”.

وقد عرفت المملكة المغربية اليوم، تنظيم الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية للمرة الأولى، يتنافس فيها 31 حزبا مغربيا ضمن 92 دائرة محلية  الدوائر المحلية في الانتخابات التشريعية،إضافة إلى 12 دائرة جهوية مخصصة للنساء (90 مقعداً).

وبلغ  يبلغ عدد الناخبين 17 مليوناً و983 ألفاً و490 ناخباً بزيادة نحو مليونين و280 ألفاً و898 ناخباً خلال خمس سنوات، أي بنسبة 14,5 في المئة، مقارنة بالقوائم المعتمدة للانتخابات التشريعية لعام 2016. وتؤكد المعطيات أن جزءاً كبيراً من هؤلاء المسجلين الجدد هم من الشباب من 18 إلى 24 سيصوتون في أغلب الأحيان لأول مرة في حياتهم، ويمثلون 8 في المئة من إجمالي الناخبين.

 وشهدت نسب المشاركة في الانتخابات، حسب معطيات رسمية حوالي 12 بالمئة حتى منتصف نهار اليوم، وارتفعت هذه النسبة إلى 36بالمئة في الساعة السادسة مساء، لتصل كنسبة نهائية على الصعيد الوطني إلى 50 بالمئة حسب ما أعلنته وزارة الداخلية المغربية.

 وتتجه الأنظار خلال هذه الساعات نحو المراكز الانتخابية التي أقفلت أبوابها منذ ساعات لمعرفة النتائج النهائية، والتي حددت وزارة الداخلية المغربية صدورها ليلة الأربعاء-الخميس.

ويرى مراقبون مغاربة أن الاستحقاق الانتخابي اليوم قد نجح رغم كل الإكراهات والتحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

في هذا الإطار يقول منتصر حمادة “كاتب وباحث مغربي” أن المؤشرات الأولى للانتخابات تفيد أنها مبشرة أخذا بعين الاعتبار الاكراهات المرتبطة بتدبير الجائحة وكذا انخراط بعض الفعاليات السياسية من عدة مرجعيات إيديولوجية في الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.”

يضيف منتصر في حديثه مع موقع “لعبة الأمم” أن “أرقام نسب المشاركة هي أرقام دالة تفيد أن الاستحقاق الانتخابي، مؤهل لكي يكون في الموعد”، آملا بذلك أن “تفرز النتائج أسماء جديدة، خاصة من فئة الشباب والنساء، في سياق تغيير مجموعة من الأسماء والنخب في الساحة”، مشيرا إلى أنها “أصبحت مستهلكة ومتجاوزة، بل إن بقاء بعضها كان من الأسباب المغذية لخطاب العزوف”.

ولفت الباحث المغربي في حديثه أن “الحكومة المغربية القادمة، ومعها النخب السياسية والحزبية، هي مطالبة بتفعيل مقتضيات النموذج التنموي الجديد المعلن عنه من قبل العاهل المغربي قبل أشهر”، موضحا أن “بحكم فشل النموذج السابق الذي تتحمله النخبة السابقة، فطبيعي أن نعاين حالات تفاؤل ومؤشرات مبشرة بخصوص مرحلة تطبيق نماذج تنموية بديلة، مع أسماء وأفكار جديدة، بما يخدم المصالح العليا للوطن في سياق إقليمي ملتهب”.

من جانبه، يرى خالد أشيبان باحث في الشأن السياسي أن “المغرب نجح اليوم في اجتياز امتحان الانتخابات بامتياز رغم ظروف الجائحة”، مؤكدا أن “كل شيء مر في ظروف جيدة جدا“.

وقال أشيبان في حديثه مع موقع ‘لعبة الأمم” أن “النتائج الليلة ستفرز مشهدا جديدا من المتوقع أن يتراجع فيه حزب العدالة والتنمية وتتقدم أحزاب أخرى”، مضيفا أن  “قوس عشر سنوات من تسيير العدالة والتنمية للحكومة سيغلقه المغاربة الليلة بصناديق الاقتراع”.

وبالنسبة للباحث السياسي أن المهم في المرحلة المقبلة هو ان يفرز “المشهد الجديد حكومة في مستوى انتظارات المغاربة وفي مستوى التحديات التي تنتظرها”، مشددا على أنه “هناك انتظارات كبيرة جدا ولا مجال اليوم لأي هدر جديد للزمن وللفرص“.

يذكر أن هذه الانتخابات هي الثالثة من نوعها بعد التعديلات الدستورية الذي أجري عام 2011 إبان حراك اجتماعي شهدته المملكة تزامنا مع “الربيع العربي”، وأفرزت دستورا جديدا. 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button