قالت الصحفمقال اليوم

هل يفوز المُعارض العلوي، أم يبقى أردوغان بدعم خليجي؟

هل يفوز المُعارض العلوي، أم يبقى أردوغان بدعم خليجي  

باريس ميراي حدّاد

نشرت صحيفة لوكوريه انترناسيونال الفرنسية مقالة اليوم حول الانتخابات التركيّة والدور الخليجي فيها والمؤثرات الروسية، يُمكن ترجمتها واختصارها بالتالي: 

هل ستنجح المعارضة التركية في إنهاء قبضة رجب طيّب أردوغان على السلطة ؟  الواقع أنّ الصحافة العالمية تحبسُ أنفاسها وهي تنتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية التركية التي تجري هذا الأحد.

أولاً، لأن الرئيس المنتهية ولايته، رجب طيب أردوغان، أضعفته أزمة شعبية حادة بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد والتي تعرّضت إدارتها إلى حملة انتقاد شديدة حيال الاغاثة والمساعدات الدولية بعد الزلزالين القاتلين. 

 ثانيًا، لأنَّ نتيجة الانتخابات ستطرح قضايا دولية قوية. فبعد موقف أردوغان الغامض بشأن الحرب في أوكرانيا، قد يكون تغيير السلطة نعمةً لأوروبا والناتو، تمامًا كما قالت صحيفة بوليتيكو  الايطاليّة، ذلك أنّ روسيا، التي حافظت مع  أنقرة على علاقات وثيقة منذ غزوها لأوكرانيا، لديها أيضًا الكثير لتخسره اذا انهزم اردوغان. فالمعارضة وخصوصّا بينها كمال كيليتشدار أوغلو ، أبرز منافسي أردوغان، اتهمت موسكو بالتدخل في الانتخابات. 

عربيًّا ثمة دول غنيّة دعمت أردوغان،  فالمملكة العربية السعودية مثلاً ، أودعت 5 مليارات دولار   لدى البنك المركزي التركي لتحقيق الاستقرار في عملة البلاد،في 6 آذار/ مارس الماضي ، وذلك في اليوم الذي أعلنت المعارضة التركية رسميًّا مرشحها. وهذا يكفي «لإثارة بعض الدهشة وإثارة بعض المخاوف»، وفق ما تقول صحيفة الغارديان البريطانيّة.  والسؤال هُنا : هل انّ السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان متأكّدة فعلاً من فوز أردوغان على كمال كيليتشدار أوغلو  

من جانبها قعت الإمارات العربية المتحدة أيضًا، اتفاقية تجارية بقيمة 40 مليار دولار لمدة خمس سنوات مع تركيا في 3 آذار/ مارس الماضي. لذلك فإن نتيجة التصويت حاسمة للجغرافيا السياسية الاقليمية والعالمية. ويبدو أن معسكر أردوغان يخشى أن تتغير الرياح. وقد قال قال وزير الداخلية سليمان صويلو في الشهر الماضي :” إنّ«14 مايو 2023 (يوم التصويت)هو محاولة لانقلاب سياسي غربي».

هذا مُختصر ما قالته الصحيفة الفرنسية التي تختصر الكثير من مقالات الصحف العالمية والذي كشفت فيه عن مساعدات سعودية واماراتية ناهيك عن الدعم القطري الدائم لأردوغان الذي يقيم مع الدوحة تحالفًا استراتيجيًّا واسلاميًّا واقتصاديًّا منذ سنوات طويلة.  يُشار الى أن زعيم المعارضة الحالي والمُرشح الأبرز والأقوى ضد أردوغان، يُجاهر باعادة العلاقات مع سوريا في حال فاز في الانتخابات، ويفاخر بانتمائه الى الطائفة العلوية، ويلقى دعم عدد كبير من الاحزاب ومن بينها الكُرديّة، وفتح النار على روسيا ما يجعل الغرب أقرب إليه، وتبنّى عددا من ملفات الفساد التي يُتهم أردوغان واقرباؤه بالتورط بها. فهل يُحدث المفاجاة. 

من المُهم التذكير أيضًا بان المعارضة بقيادة أوغلو، تُريد العودة بالبلاد إلى النظام البرلماني بدلاً من الرئاسي الذي فرضه أردوغان منذ وصوله الى السلطة قبل نحو 21 عامًا، كما أن الأزمات الاقتصادية والتضخم وآثار الزلزالين، وضعت الرئيس التُركي في مكان لا يُحسد عليه، ومع ذلك فالكثير من المراقبين يقولون بضرورة التروّي قبل الجزم باحتمال هزيمته، ذلك ان الرجل ما زال يملك أوراقًا كثيرة، ويتمتع بدعم واسع في الداخل وفي أوساط الجاليات التركيّة في الخارج.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button