آخر خبرمقال اليوم

       الرئيس الصيني: القوة حيال تايوان خيارٌ..ولكن

    نادين فرح-الصين       

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم في افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم:”إنَّ حلَّ قضية تايوان يعود إلى الشعب الصينيّ، وإنَّ الصين لن تتخلّى مطلقاً عن حقها في استخدام القوّة، لكنَّها ستكافح من أجل التوصّل لحل سلمي. وإنَّ حلَّ قضية تايوان أمرٌ يخصُّ الشعب الصينيّ، ويقرّره الشعب الصينيّ”.

أراد شي على ما يبدو، توجيه رسالةً ثلاثية الأبعاد في خطاب التحدّي هذا، فهو من جهة يوجّهه الى الداخل الصينيّ لتعزيز الشعور القومي المتنامي والمقرون بالتقدم الصينيّ المتواصل في مختلف المجالات الداخليّة والاقتصاديّة والخارجيّة، ومن جهة ثانية يخاطب التايوانييّن أنفسَهم كي لا ينزلقوا إلى فِخاخ الأطلسي، وأمّا الرسالةُ الثالثة فهي موجّهة حتمًا الى إدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها، ومفادُها أنّ لا  تُخطئوا التقدير، وتعتقدوا أن ما فعلتموه في أوكرانيا ضد الجيش الروسي  سيثني الصين عن الاستمرار في ما تعتبره ” استرجاع حقّ صينيّ”. فبكين تعتبر المسألتين مختلفتان تمامًا.

لم تغيّر بكين موقفها حيال تايوان، فإذا كانت هذه الأخيرة تتمتّع بحكم ديمقراطيّ ذاتيّ، الاّ أنّ بكين تعتبرها إقليمًا تابعًا لها، وهو ما دأبت الحكومة التايوانيّة على رفضه معتبرةً أن للتايوانيين فقط الحقَّ في تقرير مصير بلادهم. 

الواقع أن هذه القضيّة بدأت تأخذ أبعادًا خطيرة بين أميركا والصين، وذلك وسط التنافس الاقتصاديّ والصناعي والتكنولوجيّ الحاد، حيث ترى الإدارة الأميركية أنَّ بكين هي خصمها ومنافسها الأول والأخطر في العالم، وتسعى للحد من نفوذه المتنامي عبر العالم، ولذلك بدأت منطقة بحر الصين تشهد غليانًا، لا أحد يعلم إلى أين قد يصل، وهل سينفجرُ يومًا كما انفجرت الحرب في أوكرانيا؟

يُلاحظ أنه منذ منتصف الصيف، بدأت نُذُر المواجهة تقترب أكثر من أيّ وقتٍ مضى، خصوصًا بعدما تحدّت إدارة بايدن الصين عبر قيام رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، بزيارة تايبه، في حين أجرى الجيش الصينيّ مناوراتٍ حربيّةً بالقرب من تايوان.

حاول الرئيس الصيني في خطابه اليوم، أن يستخدم العصى الغليظة والجزرة، فهو إذ قال إنّ بلاده:” تحترم وتهتم وتفيد شعب تايوان، وتلتزم بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية عبر مضيق تايوان” الاّ أنه شدّد على أحقيّة شعب الصين بتقرير مصير هذه المنطقة من العالم، وقال :” نحن نُؤكّد على الكفاح من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وأفضل الجهود، ولكنّنا لن نعد أبداً بالتخلي عن استخدام القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.

وهو سعى لتحميل الخارج ” وعدد صغير جداً في الداخل التايواني” وليس الغالبية العظمى، مسؤولية هذه التوتّرات الهادفة الى محاولة انفصال تايوان، وهو ما استدعى ردًا فوريًّا من  المكتب الرئاسي في تايوان ، والذي قال مُباشرة بعد انتهاء خطاب شي :”  إنّ الجزيرة المتمتّعة بالحكم الذاتيّ لن تتخلى عن سيادتها أو تتنازل عن الحريّة والديمقراطيّة، وإنَّ شعبها يعارض بوضوح فكرة بكين عن إدارتها وفقا لمبدأ “بلد واحد ونظامين”.

أضاف بيان الرئاسة التايوانية:” إنّ الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجانبين، وإنَّ اللقاء في ساحة المعركة ليس خيارًا مطروحا.” وذلك فيما أكدت

رئيسة تايوان تساي إنغ وين، إنَّ الحرب بين تايوان والصين “ليست خياراً على الإطلاق وأنا مستعدّة لإجراء محادثات مع بكين” لكن الصين لا تتجاوب مع مطالب الرئيسة تساي بل تعتبرها انفصالية تخدم مصالح الأطلسي.

يومًا بعد آخر، تقتربُ نُذُر المواجهة في بحر الصين، وقد اتّخذت بكين إجراءات عقابيّة عديدة ضد تايوان شلّت العديد من تجارتها وتبادلاتها، فهل قدوم إدارة جمهوريّة الى الكونغرس الأميركيّ سيخفّف من مستوى التصعيد خصوصا بعد كارثة أوكرانيا، أم يفاقمه؟ لننتظر ونر، لكن الأكيد أن القيادة الصينيّة الحاليّة، مُصرّة على القول إن مصيرَ تايوان هو في يدها فقط وليس في يد أي دولة أخرى، وهي ستقوم بكل شيء لأجل ترسيخ هذه القناعة، حتى بالقوّة.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button