عبد اللهيان: لحل سياسيّ قبل فوات الأوان، متفقون مع السعوديّة وشركاؤنا جاهزون للرد

عبد اللهيان: لحلٍ سياسي قبل فوات الأوان
متفقون مع السعودية وشركاؤنا جاهزون للرد
سامي كليب:
رفع وزير الخارجيّة الايرانيّة مستوى التحذيرات اليوم لإسرائيل وأميركا من احتمال توسّع نطاق الحرب، لكنّه أبقى الباب مفتوحًا لحلٍّ سياسي قبل فوات الأوان، وأبقى التحرّك الإيراني، على الأقل حتّى الآن، في سياق المساعي السياسية، والاستطلاع مع الشركاء، والعمل على عقد اجتماعٍ لمنظمة المؤتمر الإسلامي بغية تحضير ملفاتٍ حول جرائم الحرب والضغط لرفع الحصار عن غزّة وإيصال المساعدات الانسانيّة والطبيّة المُلحّة.
جاء كلام حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي عقده في بيروت في أعقاب لقاءاته مع أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله وعدد من كبار مسؤولي الدولة. وأبرز ما فيه هو التالي وفق الترجمة الرسميّة التي رافقت المؤتمر:
- إنّ قادة المقاومة لديهم تماسك وتنسيق بمستوى عالٍ وممتاز. هم حدّدوا وصمّموا جميع السيناريوهات ومستعدون لها ويدهم على الزناد، وفي حال تلكؤ المجتمع الدولي ومنظّمة الأمم المتّحدة والفاعلين في العالم والمنطقة وأولئك الذين يدعمون اثارة الحروب التي يقوم بها الكيان الصهيوني، فسيأتي الرد في المكان المناسب وهو الرد الذي تريده المقاومة.
- من خلال الحديث الذي جرى بيني وبين قادة المقاومة، ادركت أنّه في حال اتخاذ المقاومة القرار بالرد فهذا سيجعل الجميع يندمون وسيغير خريطة الأراضي المحتلة.
- إنّ لدى المقاومة الطاقات العالية من أجل الردّ على جرائم الحرب واستمرار حصار غزة. وإنّنا على ثقة بأنّ شركاءنا في المنطقة سيتّخذون أفضل القرارات حيال أزمات المنطقة.
- إنّ قادة المقاومة وخلال لقاءاتي معهم اكّدوا إنّ المستوطنات الصهيونيّة والمراكز العسكريّة ما زالت تحت سيطرة قوات المقاومة، وإنَّ الكيان الصهيوني يعيش اليوم في حالة تخبّط وصدمة غير مسبوقتين، وهو لا يستطيع استعادة المستوطنات ومراكزه العسكرية.
- خلال لقائي مع أمين عام حزب الله سماحة السيّد حسن نصرالله، اطّلعت على آخر التطورات الميدانيّة في غزة وفلسطين وجنوب لبنان. كلّ العالم يعرف أنَّ سماحة السيّد هو رجل الميدان وبراغماتي، وهو طالما كان له الدور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة، وما يفكر به هو تحقيق أمن لبنان والمنطقة وضمان الأمن المستدام في هذه المنطقة، لذلك فإنَّ حزب الله في لبنان يأخذ جميع الابعاد بعين الاعتبار وسيقوم بالدعم والخطوات المناسبة، لكنّ أسلوب وطريقة عمل السيّد نصرالله، هو أولاً اتخاذ الخطوة والاجراء وبعد ذلك يوضحهما للرأي العام. وما زالت المقاومة تحظى بإمكانيات وطاقات واسعة من اجل الصمود والمقاومة لإظهار رد قوي ومستدام في المنطقة
- سيناريوهات الحزب ستؤدي الى زلزال كبير ضدّ الكيان الصهيوني، ووفقًا لإدراكي لواقع المقاومة أود أن أُحذر مجرمي الحرب وداعمي هذا الكيان في هذه المنطقة بأنّ عليهم قبل فوات الأوان وقفٌ عاجل لجرائم الكيان المزيف وقاتل الأطفال في غزة ، وربما الوقت سيتأخر في الساعات المقبلة .
- لقائي مع الرئيس السوري بشّار الأسد كان جيّدا كالعادة، وأنّنا على ثقة بأن شركاءنا في المنطقة سيتّخذون أفضل القرارات المناسبة. نحن لا نحدد ما يقومون به، وهم مستقلون وقادرون على اتخاذ القرارات، ويعملون وفق المصالح الجماعية للمنطقة، ولعلّكم رأيتم كيف كان المشهد الجماهيري في سورية ودول عديدة نصرة لفلسطين . وخلال حواري مع الرئيس السوري أدركت أنّهم سيتّخذون الخطوات المسؤولة حيال غزّة.
إيران والسعودية وفلسطين
- إنّ ما كان يُتداول من أخبار بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني المزيّف، أعتقد أنه أُزيح اليوم عن الطاولة في هذه الظروف المستجدّة التي تعيشها فلسطين والمنطقة.
- إنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تواصل هاتفيًّا مع وليّ العهد سمو الأمير محمد بن سلمان وذلك للمرّة الأولى، وقد جرت هذه المباحثات في ظل الأجواء الجديدة المتمثلة بالعلاقات الطيّبة بين طهران والرياض، وإنّ طهران والرياض متفقتان على دعم فلسطين وإدانة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد النساء والأطفال والمدنيين.
- إنّ غالبية قادة دول المنطقة والدول العربية متفقون على أنّ عمليات طوفان الأقصى جاءت كردٍ عفوي على جزء من الجرائم والتطرف الذي يمارسه نتنياهو.
- لا السعودية ولا أي من قادة العالم العربيّ والإسلاميّ أخرجوا القضية الفلسطينية من جدول أعمالهم ولن يقوموا بذلك في المستقبل.
التهجير القسري:
- في ما يخص التهجير القسري لسكان غزة، فإن هذا يدلّ على أنَّ الكيان الصهيوني العنصري وبدلاً من أن يواجه المقاومة في ساحات القتال، فهو يهاجم النساء والأطفال والمدنيّين.
- أنّ أولى نتائج هذه الحرب، كان اسقاط حكومة نتنياهو، وهو لذلك أراد اثارة ضجّة كُبرى ويقوم بمحاولات يائسة من خلال قتل الأطفال والنساء والمدنيّين.
أميركا شريكة والغرب مسؤول
- أنّ هذه الحرب الاجراميّة في غزة هي أبعد من مجرّد حرب الكيان الصهيوني ضدّ المدنيّين، ذلك أنّ أميركا أعلن عن إرسال السلاح والمعدات وتقديم كلّ الإمكانيات في سياق الدعم الشامل للكيان، وهذا يعني أنها انخرطت بالحرب ضد المدنيّين في غزة.
- لا فرنسا ولا أي دولة غربية بإمكانها فرض مشروع أو خطّة ضد الشعب الفلسطيني. لا يوجد عاقل في العالم يتمتّع بروح الانسانيّة، يستطيع ان يتحمّل هذه المجازر ضدّ النساء والأطفال والمدنيين في غزّة. أن الغرب والعالم لديهم مسؤولية حيال جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني المزيّف. وهذا الكيان لا يستطيع الخروج من هذا الميدان منتصرًا، ان استراتيجيته الوحيدة حاليًّا هي قتل المدنيين والأطفال والنساء، وهذا سيكون محكومًا بالفشل والهزيمة.
الفرصة الأخيرة
- ما زالت هناك فرصة سياسية للحيلولة دون اتساع الأزمة في المنطقة. ولذلك انا اليوم وبعد هذا المؤتمر سيكون لدي لقاء مع ممثل الأمم المتحدة في المنطقة، وسأقول له إنّه ما زالت هناك فرصة لإطلاق مبادرة سياسية ودولية وسيكون يوم غد متأخرًا.
- من خلال اتصالاتي مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاحظت أنّه يبذل قصارى جهده وبشكل مسؤول لوقف جرائم الحرب ورفع الحصار وتوفير حقوق الفلسطينيّين وتحقيق مطالبهم المشروعة والتي صار العالم أجمع يعرفها. ومن الضروري أن تتحوّل تصريحات غوتيريش الى مشروع قرار دولي يتضمن حقوق الشعب الفلسطيني والوقف الفوري للحرب ورفع الحصار وتأمين الماء والكهرباء والدواء والغذاء واحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
- أؤكد أنّ أي اتساع لرقعة الحرب في المنطقة يعني أن إسرائيل وداعميها هم الذين يتحمّلون المسؤولية.