آخر خبرقالت الصحف

صحيفة اسبانية: إسرائيل وإيران بين المغرب والجزائر

ميراي حدّاد-باريس

نشرت صحيفة El Confidencial الاسبانية الالكترونية تقريرا مفصلاً حول ما أسمته بالصراع الاسرائيلي-الإيراني عبر المملكة المغربية والجزائر، وركّزت فيه على مجال الأمن السيبراني، وهنا ترجمته الحرفية:

 منذ عام، نرى أن الصراع الأكثر خطورة في الشرق الأوسط يتقدّم الى أبواب الاتحاد الأوروبي، وآخر جولات هذه الظاهرة حدثت بين المغرب، مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غينتس، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي وقّع خلالها مع نظيره المغربي عبد اللطيف لوديي “اتفاق تعاون في المجال الأمني”.

يتضمن الاتفاق خاصةً رسمية بشأن التعاون في مجال خدمات الاستخبارات، والتي كانت تجري في الظل منذ عقود. ولكنه يفتح أيضا المجال لشراء معدات عسكرية إسرائيلية، انطلاقا من الدرونز الى Skylock Dome، وهو نظام يراقب ويدمّر الدرونز المعادية.

يقف خلف هذا التقارب، اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2010 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. كانت هذه المبادرة جزءا من الاتفاقات الابراهيمية التي تهدف الى تطبيع علاقات إسرائيل مع عدد من الدول العربية وخصوصا الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، وأخيرا المغرب.

إن إقامة علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل تفتح آفاقا للتعاون التجاري بين البلدين، وهكذا فإن الشركة الإسرائيلية Ratio Petroleum أعلنت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن مشروع لاستكشاف النفط من الصحراء الغربية.

يشنّ المغرب منذ عام، حربا بوتيرة خفيضة ضد جبهة بوليساريو، وهذا الصراع مُرشّح للاحتدام وفق ما يقول القيادي الصحراوي إبراهيم غالي، كما أن التوتر بلغ ذروته مع الجزائر، والعلاقات بين المملكة وحلفائها الأوروبيين تمرّ في مرحلة صعبة.

الجزائر ليست خصما فقط للمغرب، بل أيضا لإسرائيل. فهي بلا شك الدولة العربية التي قدّمت مساعدات مُكثّفة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي تُعارض اليوم حصول إسرائيل على منصب مراقب في الاتحاد الافريقي. وكان من الطبيعي أن يُعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في زيارته الأولى الى الرباط في شهر آب/أغسطس الماضي، عن قلقه حيال دور الجزائر في المنطقة و ” تقاربها مع إيران”.

وقد اقتبس وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطا، هذا الخطاب في شهر شباط/فبراير الماضي، مُشدّدا على ان ” إيران حاضرة في المغرب، وأن بوليساريو تتعاون مع حزب الله”، أي الميلشيا اللبنانية القريبة من طهران والعدو اللدود لإسرائيل. وهو الاتهام نفسه الذي ساقه دوري غولد، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، والذي أكد في مقالاته، ان حزب الله يُدرّب عصابات صحراوية، حتى ولو ان لا هو ولا بوريطا قّدما دلائل مُقنعة على ذلك.

تقيم الجزائر منذ سنوات طويلة علاقات وثيقة مع روسيا التي تبيعها السلاح، وتُعتبر سادس مُشتري للسلاح عالميا، كما أن الجزائر باتت أول زبون لنظام الدفاع الجوي الروسي S-400 منذ العام 2014.  وقد عزّزت الجزائر قبل أشهر قليلة سرّا علاقاتها مع إيران. وفي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، فسارعت طهران لتقديم دعمها للجزائر وقال علي خامنئي مُرشد الثورة الإسلامية ” إن المغرب ارتكب خطيئة بتطبيع علاقاته مع النظام الصهيوني”.

الأمن السيبراني

بعيدا عن الدعم السياسي من قبل طهران، فان أكثر ما تحتاجه الجزائر هي المساعدة في مجال الأمن السيبراني. والمعروف ان إيران تتعرض بصورة دورية لهجمات سيبرانية إسرائيلية بغية إفشال برنامجها النووي وتدمير اقتصادها. كانت النتيجة أن حسّنت طهران قدراتها في مجال الأمن السيبراني ويبدو أنها تقدّم دعما في هذا المجال للجزائر التي تنقصها الخبرة فيه. ومنذ نهاية الصيف، تعرّض المغرب لعدد من الهجمات السيبرانية من قبل Lyceum، وهو عبارة عن مجموعة من القراصنة الالكترونيين الإيرانيين. وقد يكون هؤلاء تحرّكوا لصالح الجزائر.

 وإذا كانت الجزائر تتقدّم على المغرب في مجال التسلّح التقليدي، فإنها بالمقابل متأخرة عن المملكة في ما يتعلق بالأمن السيبراني. وقد تضمن الاتفاق الذي وقّعه غانتس في الرباط قسما يتعلّق بهذه المسألة، فهو شرّع التعاون الثنائي في المجال السيبراني الذي انطلق بين البلدين قبل توقيع هذا الاتفاق. وقد كتب إسلام حلواني الباحث في المركز الدولي في القاهرة لحل النزاعات وحفظ السلام أن:” إسرائيل تموضع نفسها حاليا على أنها أهم ضامن للسلام في مجال أمن الفضاء الالكتروني في مواجهة إيران وتهديدات أخرى”.

وفي نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، كشفت منظمة ” Forbidden Stories” والتي تضم 17 وسيلة إعلامية، عن استخدام نظام التجسس الإسرائيلي Pegasus، من قبل الأجهزة المتخصص المغربية للتجسس في العام 2019 على 10 آلاف هاتف محمول جزائري بنسبة 60 %.

وفي 16 تشرين الأول/نوفمبر، شارك موظفون مغاربة في برنامج افتراضي لهجوم سيبراني ضد طيران مدني نظّمته الإدارة الوطنية للأمن الفضائي السيبراني في إسرائيل. وتم القيام بهذه العملية من الجناح الإسرائيلي في معرض دبي 2020، وبعد الانتهاء منه تم الإعلان عنه.

تعرّضت الجزائر مؤخرا لعدد من الهجمات السيبرانية، وأهمها وقع في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، حين تم شل موقع الانترنيت التابع لوزارة الداخلية ومؤسسات عامة أخرى، وهو ما يشير الى أن ضعف خبرة الجزائر في المجال الرقمي، يجعل الإدارة الجزائرية هشّة. ولو تعرّضت لاستهدافات أخرى ، مثلا ضد شركة النفط الهائلة سوناطراك، فإن الجزائر ستتعرض لخسائر كُبرى أو لزلزال كما يقول دبلوماسي جزائري.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button