آخر خبر

أول مسؤول أميركي رفيع اليوم في السعودية من إدارة بايدن

دبي-نادين الشيخ

في زيارة هي الأولى لأرفع مسؤول أميركي الى السعودية منذ وصول جو بايدن الى الرئاسة،  يلتقي اليوم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مدينة نيوم السعودية بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وكبار المسؤولين السعوديين، في مستهل جولة تقوده أيضا الى الإمارات العربية ومصر .

من المفترض أن تكون العلاقات السعودية الأميركية التي شهدت كثيرا من المؤشرات المقلقة منذ وصول بايدن الى السلطة، في صلب هذه المحادثات، خصوصا أن دول الخليج بدأت منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان تشعر باحتمال ان تفعل إدارة بايدن الأمر نفسه في الخليج أو العراق وسورية، وهي منذ فترة صارت تعزز علاقاتها مع الصين وروسيا على نحو كبير.

تجدر الإشارة هنا الى انه في مقابل الخطوات الأميركية التي حملت ضغوطا واضحة على السعودية وإشارات مناهضة للأمير محمد بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي وحقوق الانسان وغيرها، فإن ولي العهد السعودي لم يُبد أي تراجع بل بالعكس ردّ بكلام قلّ نظيره سابقا في السعودية، مُذكّرا أميركا بفضل الرياض عليها في الاتفاقات النفطية التي أعطتها الأفضلية بدلا من بريطانيا، وبأن العالم ما عاد أحادي القوة مع ظهور قوى أخرى كالصين وروسيا وغيرهما، وشدد على أن بلاده لا تقبل أي ضغوط خارجية.

لذلك فمن المنتظر أن تحمل زيارة المسؤول الأميركي مؤشرات حول مستقبل هذه العلاقات التي كان وما زالت ضرورية للطرفين منذ نحو مئة عام. ولا ندري حتى الآن هل أن الزائر الأميركي جاء ليرطّب الأجواء أم حاملا تحذيرات خصوصا ان زيارة لوزير الدفاع الأميركي الى السعودية كانت أرجئت بذريعة تضارب المواعيد.

ومن الملفات الأخرى التي تفرض نفسها هي خطط انهاء حرب اليمن في فرصة قريبة ولذلك فان المبعوث الأميركي الخاص لليمن بريت ماكجورك سينضم الى سوليفان ما يشي بأن ثمة أمورا مهمة قد تُناقش حول هذا الملف المستمر على التهابه.

 كذلك ستكون تطورات الملف النووي الإيراني في صلب هذه المحادثات خصوصا انها تفرض كثيرا من الضبابية هذه الأيام بين قائل باحتمال العودة الى التفاوض ومستبعد ذلك.

وواشنطن راقبت عن كثب اللقاءات السعودية الإيرانية التي جرت على الأراضي العراقي أو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي طبعا لا ترغب كثيرا بتقدم أي محادثات إقليمية مع إيران قبل معرفة مآلات الاتفاق النووي والتفاوض الأميركي الإيراني.

أما في ما يتعلق بمسالة الصراع العربي الاسرائيلي وقضية التطبيع، فان الضغوط الهائلة التي مارسها الرئيس دونالد ترامب في سياق “صفقة القرن” قد انحسرت نهائيا، وما عاد هذا الأمر فارضا نفسه الا في ما يتعلق باحتمالات استئناف التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي، وهذا لا يبدو في أولويات الادارة الاميركية الحالية التي تعيد تجميع أوراقها ضد خصم وحيد ، هي الصين المحتاجة الى السعودية وايران وغيرهما في المنطقة لمشروعها الهائل ” الحزام والطريق” .

كان مستشار الأمن القومي الأميركي قد التقى في البيت الأبيض في تموز/ يوليوالماضي نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان حيق ال بيان مشترك ان الجانبين ناقشا “الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأمن الإقليمي، والالتزام الأميركي بمساعدة المملكة في الدفاع عن أراضيها من الهجمات التي تشنها الجماعات المتحالفة مع إيران”

لكل ما تقدّم، تبدو زيارة المسؤول الأميركي اليوم الى السعودية بالغة الأهمية، ولا شك أن ولي العهد كان قد نجح في تحصين نفسه داخليا، وقام بإصلاحات عديدة  وعميقة لم يجروء أي مسؤولي سعودي قبله على القيام بها على صعد اجتماعية وثقافية ودينية وحيال المرأة ومستقبل الاقتصاد والنفط والتكنولوجيا،  جعلت الخارج غير قادرة على التأثير كثيرا عليه نظرا لشعبيته العالية، ومن المعروف أن الأمير محمد راهن على هذا الأمر بحيث يعتبر أن تصليب عود الداخل هو الذي يُجبر دول الخارج على تحديد كيفية التعامل مع بلاده.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button