الصحافة المغربية تودع هرماً
الصحافة المغربية تفقد قيدومها خالد الجامعي
أيمن مرابط – الرباط
توفي يوم أمس بالرباط الصحفي المغربي الكبير خالد الجامعي، رئيس التحرير السابق لجريدة “لوبينيون” وعضو اللجنة التنفيذية سابقا في حزب الاستقلال، عن عمر ناهز 75 عاما، بعد صراع مع المرض.
استهل خالد الجامعي مساره المهني موظفا في وزارة الثقافة قبل أن يقرر ترك الوظيفة والنزول إلى الميدان من بوابة “صاحبة الجلالة”. ورغم تركه هموم الثقافة ظل متشبثا بها، حيث كان يدير الصفحة الثقافية في جريدة “لوبينيون” “الرأي” الناطقة بالفرنسية والتابعة لحزب الاستقلال المغربي، وفي أواخر السبعينات تكلف بالصفحة الدولية في الجريدة وكان متخصصا في قضايا الشرق الأوسط، كما يقول الصحافي أبو بكر الجامعي، ابن الراحل، “فقد كان خالد الجامعي مقربا من جبهة التحرير الفلسطينية.”
الراحل كان صديقا مقربا من خليل الوزير (أبو جهاد)، وهاني الحسن الذي يعتبر من الرعيل الأول المؤسس لحركة فتح الفلسطينية، انتقل خالد الجامعي إلى طهران لتغطية أحداث الثورة الإيرانية. وكان أول صحافي مغربي يغطي هذا الحدث البارز عام 1979.
يحكي ابن الراحل لإحدى وسائل الإعلام المغربية أن “والده كان مقربا من قيادات جبهة التحرير الفلسطينية، حيث طلبت الأخيرة من حزب الاستقلال المغربي أن يصدر صفحة خاصة عن أشغال الجبهة يتكلف بها خالد الجامعي شخصيا.”
وقد كان الراحل أول صحفي عربي يحاور جنرالا إسرائيليا خلال عام 1982، وفقا لما نقله أبو بكر الجامعي؛ إذ كانت لخالد الجامعي اتصالات قوية مع قيادات فلسطينية رتبت اللقاء مع الجنرال ماجور السابق في صفوف الجيش الإسرائيلي ميتي بيلد(Mettey Belled)، وتم اللقاء بباريس سنة 1982. ويضيف أبو بكر أنّ “اللقاء تمّ بطلب من ياسر عرفات شخصيا.”
وقد تعرض الصحافي خالد الجامعي بعد نشر نص الحوار لحملة من الانتقادات، بسبب المقابلة التي أجراها مع الجنرال بليد.
وعُرف خالد الجامعي قيدوم الصحفيين المغاربة طيلة مساره الصحفي الزاخر بمواقفه المبدئية والشجاعة في الوقوف ضد الظلم الإستبداد ومحاربة الفساد، وكان دائم الحضور في التظاهرات والمسيرات المؤيدة لمطالب البسطاء والفقراء والمظلومين، ويشهد له وقوفه مدافعا صلبا عن القضايا الإنسانية العادلة وطنيا ودوليا وعلى رأسهم القضية الفلسطينية، ومناصرا قويا للحقوقيين وعن حقوق الإنسان.