3 نقاط صينية في القاهرة لحل الدولتين
القاهرة-بكين-لعبة الأمم
كانت فلسطين في صُلب المحادثات التي أجراها وزير الخارجية ومستشار الدولة الصيني وانغ يي في القاهرة اليوم، حيث طرح في خلال لقاءاته مع الرئيس عبد الفتّاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، 3 نقاط بغية تنفيذ ” حل الدولتين” وإعادة إطلاق المسار التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
قال الوزير الصيني:” إن بكين وبوصفها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي قامت بدفع المجلس لمراجعة القضية الفلسطينية 5 مرات حتى تم نشر بيان صحفي لرئيس المجلس. واستضافت مؤخرا ندوة جديدة ضمت شخصيات فلسطينية وإسرائيلية مُحبّة للسلام وبذلت جهودا دؤوبة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”
واقترح الوزير الصيني النقاط الثلاث التالية:
أولا: يجب تعزيز نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية وتفويضها صلاحيات أداء الوظائف السيادية الوطنية في مجالات الأمن والمالية وتحقيق السيطرة الفعالة على المناطق الخاضعة للحكم الذاتي والأراضي المحتلة.
ثانيا: يجب دعم الفصائل الفلسطينية لتعزيز التضامن وتحقيق المصالحة الداخلية عبر التشاور والحوار للوصول إلى موقف تفاوضي موحد بشأن القضية الفلسطينية.
ثالثا: يجب تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف مفاوضات السلام على أساس “حل الدولتين”. وفي هذا السياق يرحب الجانب الصيني ممثلي المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بإجراء مفاوضات مباشرة في الصين. كما يدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، لإيجاد حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.
ويُمكن اختصار الأفكار التي طرحها وانغ لي في القاهرة والتي تُعتبر في صلب السياسة الصينية حيال الصراع العربي الإسرائيلي بالتالي:
- لن يتحقق السلام الدائم بدون أساس من العدالة.
- لا يمكن تأجيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى أجل غير مسمى.
- لا يمكن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب العربية لزمن طويل.
- إن “حل الدولتين” هو السبيل الواقعي الوحيد لحل القضية الفلسطينية.
- يجب على الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية والمجتمع الدولي بذل جهود عملية لدفع “حل الدولتين” على أساس قرارات الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد كل من سامح شكري وأحمد أبو الغيط موافقتهما على الأفكار الصينية المطروحة وأكدا استعدادهما لتكثيف التواصل والتنسيق مع الجانب الصيني بشأن القضية الفلسطينية، معربين عن الأمل في أن ” يحث المجتمع الدولي إسرائيل على وقف الاستيطان على الأراضي المحتلة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة”. ومؤكدين على أن الصين ” لم تقم بالاستعمار والعدوان على الآخرين في تاريخها، بل تقف دوما إلى جانب القيم والمبادئ الدولية وتقوم بدور إيجابي في دفع حل القضية الفلسطينية” وشدّدا على ضرورة أن تضطلع الصين بدور أكبر في شؤون المنطقة.
و تعليقاً على الطرح الصيني أوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية وائل خليل ياسين :” أن موقف الصين هو مساند دائماً لحقوق الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، فالصين تدعم حق عودته وترفض التوطين، و إن موقفها لم ولن يتلون أو يتغير بل انه ثابت وواضح في مساندة القضية الفلسطينية بقوة “
أضاف : ” إن الصين ثابتة في موقفها على قاعدة حل الدولتين و تعتبره الطريقة الصحيحة الوحيدة للمضي قدما لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وهي تؤكد في المحافل الدولية، على وجوب دفاع المجتمع الدولي عن التعددية ودعم العدالة والإنصاف في تعزيز حل شامل وعادل ودائم.
وقال “إن الصين ترفض أي مغامرة قد تؤدي الى مصادرة حقوق الشعوب، وترى أن الحل الأقرب هو مبادرة السلام العربية على مبدأ الأرض مقابل السلام، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، توفر معايير أساسية لحل النزاع”.
ولفت ياسين أنه :” بموجب هذه المعايير تطرح الصين نقاطها الثلاث التي تعتبر خارطة طريق لتحقيق الحل، و إن دعوة الصين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بقيادة الأمم المتحدة بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومختلف الأطراف في عملية السلام في الشرق الأوسط تؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وإن أي مبادرة جديدة يجب أن تمتثل للمعايير الدولية الأساسية.”