آخر خبرثقافة ومنوعات

هذه مباديء النجاح وفق أحد أثرياء العالم

روزيت الفار-عمّان 

المبادئ و مبادئ النّجاح.Principles & Principles For Success

ما هي؟ وما الأسباب الّتي دعت الأمريكي ري داليو، مؤسّس ورئيس مجلس إدارة “بريدج ووتر” -أكبر شركة استثمار مالي في أمريكا والعالم- وأحد أغنى وأشهر مئة شخصيّة عالميّة مُحسِنة ومؤثّرة، لأن يجعلها عناويناً لأهم كتبه؟

 أراد في كتابيه “المبادئ” و”مبادئ للنّجاح” تمرير تجربته الشّخصيّة للنّاس للاستفادة منها في مسيرتهم نحو أهدافهم ووضع مبادئ عامّة للنّجاح ليختار منها الفرد ما يناسبه؛ مدركاً وجوب اختلافها المرتبط باختلاف حاجات الأشخاص وطموحاتهم.

شكّل “النّجاح” لديه مفهوماً إيثاريّاً؛ رآه في العمل والتّعاون مع الآخرين ونتيجة جهدهم الجماعيّ، ومفهوماً آخر غير تقليديّ يقدّم فيه الفرد شيئاً لعالمِه مقابل ما يأخذه منه، بما يجعل العالم أفضل.

أظهر العلاقة بين مفاهيم القِيَم والقرارات والمبادئ وكيف تؤثّر بحياة الشّخص وتقدّمه. فالِقيم -كما رآها- تمثّل أهم ما يؤمن به الفرد ويجب أن تعكس مبادئه الّتي عليه أن يعتمدها في أخذ قراراته وخصوصاً الصّعب منها لكون نوعيّة حياته مرتبط بنوعيّة قراراته. بيّن أنّه دون مبادئ لا يمكن لأحد تحقيق أيَّ ذي معنى أو قيمة. واعتبرها منارات تضيء طريق النّجاح ووَصَفاتٍ جاهزة للتّعامل الذّكي مع جميع المشاكل المتكرّرة، إذ أن هذه المشاكل تعيد نفسها باستمرار ولنفس نوعيّة الأسباب؛ دون أن نلاحظها.

قال بأنّ المبادئ تُصنع عادة من المشاكل الّتي تواجهنا بعد التّفكّر بها وإيجاد حلول لها فهي تُعدُّ مكافئة وطريقة مُثلى للتّمييز بين العادي والمهم والأهم؛ وتمكّننا من تحديد أولويّتنا من بين الخيارات المطروحة؛ ما يؤدّي لحياة ثابتة مستقرّة وهو الأمر الأساسيّ للنّجاح. فمثلاً؛ عند التّعرّض لتجربة مؤلمة؛ ففي أوّل مرّة تتولّد لدينا مشاعر حزن وألم شديدين تؤثّر على صحّتنا ومَن هم حولنا. لكن من خلال تقبّلها والتّفكير بأسباب حدوثها الجوهريّة نستطيع أن نجد طريقة إمّا للتّعامل معها أو لتجنّبها. ونتبنّى هذا الأسلوب كمبدأ نعتمده مستقبلاً إذا ما صادفتنا نفس التّجربة؛ فنلاحظ حينها بأنّ ردود أفعالنا تجاهها -إن وقعت- تختلف، وأصبحنا نتعامل معها بطريقة أفضل. 

نستنتج بأنّ الاعتماد على المبادئ يجعلنا نفكّر بطريقة منتظمة وعميقة ويساهم بإيجاد حلول للمشاكل؛ خلاف الاعتماد على أفكار ومعلومات خاطئة أو مجتزأة؛ ما يزيدها صعوبة وتعقيداً.  

أوصى داليو بالاستفادة من قوانين الطّبيعة وفهمها؛ فبواسطة ذلك نستطيع فهم الحقائق وتقبّلها كما هي دون أن نتمنّاها عكس ذلك، ودعا ذلك (بالحقيقة المفرطة -Hyperrealism)، فالحقيقة + الأحلام + التّصميم = حياة ناجحة. شبّه الأحداث والمشاكل بماكينات يصمّمها الفرد بنفسه ويعرف آليّة عملها؛ وهو أيضاً مَن يقوم بتشغيلها والتّعامل مع أعطالها. وبيّن ضرورة سير العمليّتين (التّصميم والتّنفيذ) باتجاه واحد. ولكي تستمر عجلة الحياة؛ قال بأنّه لا بدَّ لهذه التّصاميم أن تتفكّك مع الوقت ثم تعود قطعها وأجزاءها الصّغيرة لتتجمّع وتشكّل تصاميم أخرى جديدة. نحزن لتدميرها، لكن حين نراها من بعيد نعرف كم هي جميلة ومهمّة لعمليّة النّمو والتّطوّر بالحياة.

من المبادئ العامّة للنّجاح: اختيار دقيق وتحديد واضح للأهداف بشكل شخصيّ حرٍّ مستقل؛ ومعرفة حقيقتها، فأنت الّذي سيُكافأ على نجاحها ومن يتحمّل وزر فشلها، إلاّ إذا أردت لنفسك عكس ذلك واخترت أن تكون تابعاً لسواك. واعلم بأنّك لا تستطيع أن تحصل على كلّ شيء بالحياة لكنّك تستطيع الحصول على ما تريد أو مَن ترغب أن تكون.

المشاكل جزء أساسي من الحياة لا يمكن تجنّبها، لكنّك تستطيع الالتفاف حولها ومعالجتها بذكاء وبعقليّة المنفتح الّذي يتقبّل الفشل والعثرات ويجعل منها دروساً للمستقبل، فمن خلالها: يتعلّم، يتطوّر ويصبح قادراً على إحداث التّغيير. فالفشل والألم النّاتج عنه + التّفكّر بأسباب حدوثه الأصليّة ومعالجتها = تقدّماً ونجاحاً. بمعظم الأحيان تكون أنت سبب المشكلة ولديك نقاط ضعف كما لدى الآخرين، فتخلّيك عن “الأنا” الّتي توهمك بأنّك تعرف كلّ شيء والاستعانة بأصحاب المعرفة والخبرة لتغطية مواطن ضعفك؛ يحمل مفتاحاً للحل. قال داليو بأنّ تمسّك الأشخاص بأفكارهم المغلوطة واعتبارها صحيحة -كي يحافظوا على صورتهم- تعدّ أكبر المشاكل. وباختصار شديد طريقة الخمس خطوات نحو النّجاح:

  • وضع الأهداف.
  • تحديد المشكلة ومواجهتها.
  • تحليلها ومعرفة السّبب الأصلي لنشأتها.
  • تصميم خطّة تفصيليّة تحمل الحلول.
  • التّنفيذ.

ري داليو الّذي فقد كل ما لديه أثناء النّكسة الاقتصاديّة الأمريكيّة العالميّة عام 1982 واستدان من والده 4000$ كي يسيّر أمور عائلته. بقي الوحيد الّذي يعمل بشركته المنكوبة الّتي أسّسها عام 1975 بعد أن أُجبر على التّخلّي عن جميع موظّفيه.

وبقوّة الإرادة والتّصميم؛ عمل وفريقه الجديد المتجدّد من الموظّفين الأكفّاء، ما رآه ضروريّاً للنّجاح إلى أن وصل لما هو عليه الآن من امتلاك وإدارة منشأة ماليّة عالميّة تُقدّر ممتلكاتها بِ 160 مليار دولار. حسب مجلاّت تايم وفوربزTime and Forbes-.  

بالنّهاية لا شيء مستحيل مع الإرادة، فعلى صخرتها تتحطّم كل المستحيلات.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button