المرأة تبكي 5 أضعاف ما يبكيه الرجل، لماذا، وما هي الدموع؟

روزيت الفار-عمّان 

 

إن أردتِ قضاء ليلة رومنسيّة مع الشّريك فإيّاكِ أن تبكي أمامه.

قال سقراط: “بمقدور الشّمس تجفيف مياه المحيط لكنّها لا تستطيع تجفيف دموع المرأة”.

 الدموع: سائل مِلحي شفّاف لا ينضب لكنّه يخفّ مع التّقدّم بالعمر، تفرزه غدد فوق العين لدى جميع الثّديّات. ينتشر على سطح العين بالرّمش Blinking وتحمله قنوات رقيقة وقريبة من السّطح عند المرأة وغليظة وأكثر عمقاً عند الرّجل. يتم تصريفه عبر ثقوب تقع عند زوايا جفنيْ العين العلوي والسّفلي. تسير الدّموع نحو الأنف وتختلط بسائل أغشيته المخاطيّة وترافقها مُحدثة به سيلاناً. للدّموع تركيبة مشابهة لتركيبة اللّعاب إضافة للملح والدّهون المشبعة ولأكثر من 1500 نوع من البروتينات تشكّل بمجموعها 3 طبقات مختلفة داخل العين:

1. الطّبقة المخاطيّة: وتكون لزجة تجعل الدّمعة تلتصق بالعين.
2. المائيّة: وهي الأكثر كثافة ترطّب العين وتبعد عنها البكتيريا وتحمي القرنيّة.
3. الدّهنيّة: وظيفتها منع الطّبقتين السّابقتين من التّبخّر وإبقاء السّطح أملساً يسمح بعمليّة الرّؤية.

أنواع الدموع:

1. القاعديّة: هي الموجودة دائماً بالعين لحمايتها من الشّوائب والحفاظ على رطوبتها ولتغذيتها.
2. الانعكاسيّة: تنتجها العين كردّة فعل حين تعرّضها لمهيّجات خارجيّة كالدّخان أو الغازات السّامّة أو الرّوائح كرائحة البصل عند تقطيعه أو بعد القراءة الطّويلة أو التّعرّض للإضاءة الشّديدة.
3. العاطفيّة: المرتبطة بالمشاعر على اختلافها من حزن وفرح. تحّرك القلب أو العقل أو الإثنين معاً. [يُقال أنّ دموع المرأة تحرّك القلب ودموع الرّجل تحرك العقل]. وتكون أغزر وأسرع وأطول مدّة عند المرأة بحكم الهرمون الأنثوي المرتبط بالانفعالات ولطبيعة قنوات الدّمع الرّقيقة والأقرب لسطح العين، إضافة لضعف بنية المرأة الجسديّة وحساسيّتها مقارنة بالرّجل. تستثمرها النّساء أحياناً بذكاء ودهاء لغايات تحقيق أهداف معيّنة خاصّة أمام الرّجال الّذين غالباً ما نراهم يمتثلون لتلك الدّموع دون معرفة المرأة بضرر ذلك عليها.

تحتوي الدّموع العاطفيّة بروتينات وهرمونات غير موجودة في الأنواع الأخرى؛ يستفيد منها الجسم في تنظيم وظائفه وإعادتها لحالتها الطّبيعيّة؛ بمعنى إعادة التّوازن العاطفي له بعد أيّ خلل.

ترسل الدّموع إشارات مرئيّة يختلف معناها باختلاف غاياتها ومسبّباتها. لكنّها بمعظمها تعبير عن ضعف أو شعور بالحزن والكآبة يوحي بطلب المساعدة أو التّضامن والمؤازرة بالشّكلين؛ المادّي والمعنوي.

أشارت دراسة نُشرت عامي 2011 و2012 أنَّ لبعض الدّموع -وعلى غير المألوف- رائحة تستدرج عاطفة الرّائي، وجاء فيها أيضاً أنّه باستطاعة المرأة التّأثير بعاطفة الرّجل لكنّها تبدو حينها أقل جاذبيّة بنظره وتؤثّر بخفض مستوى هرمون التّستسترون الذّكري ما ينعكس سلباً على نشاطه الجنسي. المشاعر أوتوماتيكيّة خارجة عن السّيطرة؛ ليس للمنطق فيها أيّ دور. غير أنّ هناك من يتّهم المرأة بأنّ لها إمكانيّة التّحكّم بها دون العلم بالأسباب البيولوجيّة والنّفسيّة خلف ذلك.

لماذا دموع الرّجل أقل؟

تبكي النّساء بمعدّل 5-6 أضعاف ما يبكي الرّجال تقريباً مع بقاء هامش الدّقّة هنا مرناً جدّاً. يفسّر العلم ذلك بأنّ الهرمونات الذّكريّة المرتبطة بالعاطفة لها تأثير في الحدُّ من انتاج هذا السّائل الدّمعيّ خلافاً لما هي عليه عند المرأة. ناهيك عن الأسباب البنيويّة القويّة والكتلة العضليّة الأكبر لدى الرّجل والّتي بمجموعها ترفع مستوى “الأنا” والكبرياء لديه وتساعده في ضبط مشاعره. كذلك للبيئة والثّقافة والتّنشئة تأثير كبير وخاصّة بالمجتمعات التّقليديّة الّتي تربط الدّموع بالمرأة وتعتبر الرّجل ناقصاً للرّجولة في مجتمعه وأمام الغير إن هو بكى.

بالنّهاية لن نجد حقائق ومسلّمات مطلقة فيما يخصّ سلوك البشر وردود أفعالهم، فما يراه البعض قوّة يراه الآخر ضعفاً ووهناً، وما يكون سلبيّاً وغير مرغوب به عند البعض نراه إيجابيّاً ومحبّباً لدى غيرهم.

بقصيدته “أحبُّكِ عندما تبكين” يقول نزار قبّاني: بعضُ النِّساءِ وجوهُهُنَّ جميلة وتصِيرُ أجملَ عندما يبكينَ.

وتبقى الدّموع -بالتّفسير الأدبي- كلماتٍ تحكيها العيون حين تعجز الأفواه عن نطقها.