آخر خبرثقافة ومنوعات

جلّود: هكذا خُفي الإمام موسى الصدر في ليبيا           

سامي كليب

يروي عبد السلام جلّود الرجل الثاني سابقا في عهد العقيد معمر القذّافي في ليبيا، قصة اختفاء الإمام موسى الصدر الزعيم الشيعي اللبناني ومؤسس حركة أمل بعد سفره الى طرابلس الغرب في 31 آب أغسطس من العام 1978. ويقول في كتاب مذكّراته الحامل عنوان:” مذكّرات عبد السلام أحمد جلّود-الملحمة”، التالي:  

خلال احتفالات الفاتح من سبتمبر كل عام، يحضر العديد من الوفود الرسمية والحزبية والشخصيات المرموقة. في كل عام، وقبيل بدء الاحتفالات بأسابيع، يجتمع معمّر بمدير المراسم وكذلك بمسؤول العلاقات مع الأحزاب والمنظّمات في العالم أحمد الشحادتي، ويبلّغهما أسماء الشخصيات التي يرغب في حضورها. في احتفالات الفاتح من سبتمبر 1978، كان الامام موسى الصدر من بين الشخصيات التي دعاها القذافي. وفي الواقع لم أكن أعرف أن القذافي دعا الصدر لزيارة ليبيا، الا بعد أن أعلنت وكالات الانباء اختفاءه.

ما إن سمعتُ بالنبأ، حتى اتصلت هاتفيا بأحمد رمضان مدير مكتب القذّافي وطلبت منه أن يوصلني هاتفيا بالأخ معمّر لأتحدث معه، وكنت في حالة غضب شديد. قلت له:” ما هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبتَها؟ هل من المعقول أن تدعو شخصا وهو في ضيافتك وفي بيتك، باعتبار ليبيا هي بيتنا الكبير، ثم ترتكب هذه الجريمة. هذا ليس من الشهامة والمروءة والرجولة. إنه عمل خسيس وغيرُ أخلاقي ومدمر”، فقال لي بغضب:” أنت تتهمُني بقتل موسى الصدر؟ برّا دوّر عليه (اذهب وابحث عنه) أنا لا أعرف عنه أيَّ شيء”، ثم أغلق سماعةَ الهاتف في وجهي. وهذه الواقعة ذكرها أحمد رمضان عند التحقيق معه بعد سقوط النظام.

ثم اتصلت بمدير الأمن الداخلي العقيد، محمد الغزالي، وقال لي:” أنا لا علم لدي بهذه القصة. ما أعلمه هو ما تقوله وكالات الأنباء”، ثم اتصلت بأحمد خطاب، وهو مسؤول الأمن في صالة كبار الزوار في المطار، وقلت له غاضبا:” عليكم أن تخرجوا لي الإمام موسى الصدر من تحت الأرض وألا فسوف أعدمكم جميعا”. وهذا ما قاله خطاب في صفحته في ” فيسبوك”. وبعد ذلك، علمت أن القذافي طلب من أجهزة الأمن أن يختاروا له شخصاً بحجم وطول الإمام الصدر، ليتقمص شخصيته ويلبس ملابسه ليغادر الى روما. وبالفعل رشحوا له أحد الضباط وهو برتبة عقيد في الأمن الداخلي اسمه إمحمد علي المبروك الرحيبي. وفي هذا السياق، اذكر أن الأخ معمّر، خلال لقاءاتي معه، كان يقول لي دائماً إنه يرفض ويعارض بشدة أن تتولى شخصية شيعية إيرانية زعامة الشيعة العرب في لبنان أو العراق، وكان يقول:” الإمام الصدر هذا إيراني وإنه مدسوس في الطائفة الشيعية، وإن قيادة الشيعة في العالم العربي يجب أن تكون قيادة عربية”.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button