نحو 186مصرفًا أميركيًّا أمام شبح الافلاس
186 مصرفًا أميركيًّا أمام شبح الافلاس
من المرجح أن تستمر الأزمة المصرفية الإقليمية في الولايات المتحدة، مما يجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على تعليق حملته لرفع أسعار الفائدة. فقد كشفت صحيفة “يو إس إيه توداي”، وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا حول هشاشة النظام المصرفي الأمريكي، أن 186 مصرِفًا إضافيًا يمكن أن تفلس حتّى لو قرر نصف المودعين غير المؤمن عليهم فقط سحب أموالهم.
أوضح الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، روبرت كابلان، في مقابلة مع بلومبرج أنّ «أفضل ما يمكن القيام به هو ما يسمى بوقفة عدوانية، للإشارة إلى أنّنا في موقف حرج، لأنني في الواقع أعتقد أن الوضع المصرفي قد يكون أكثر خطورة مما نفهمه حاليًا».
أضاف “من المهم أن تكون قادرًا على الحفاظ على السعر الحالي لفترة طويلة، أطول مما يعتقده السوق، بدلاً من الحصول على 25 إلى 50 نقطة أساس إضافية والمخاطرة بالاضطرار إلى التخفيض مرة أخرى. أعتقد أنّ الأمر سيكون مزعجًا للغاية. “
تساءلت يو إس إيه توداي: «مع إفلاس ثلاثة بنوك إقليمية منذ آذار/مارس الماضي وبنك آخر على شفا الانهيار، هل ستشهد أمريكا قريبًا سلسلة من الإخفاقات المصرفية ؟»
في الواقع، أصبح بنك الجمهورية الأولى ثالث بنك رئيسي يُفلس، وهو ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة بعد شبكة بنك الادخار المتبادل واشنطن، التي انهارت في عام 2008 في منتصف أزمة الرهن العقاري العالي. وقبله أفلس بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر في مارس 2023.
قالت يو إس إيه توداي: «إنّ المصارف الإقليمية تفشل لأن الارتفاعات القوية في أسعار الفائدة على الاحتياطي الفيدرالي للحد من التضخم، أدّت إلى تآكل قيمة الأصول المصرفية مثل السندات الحكومية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري».
في الثالث من أيار/مايو الجاري ، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة، وهي الزيادة العاشرة في التضخم السريع منذ آذار/مارس 2022. وقد يُشكل الانسحاب بالجملة من هذه البنوك خطرًا على المودعين، خصوصًا أولئك الذين لديهم 250 ألف دولار أو أقلّ في حساباتهم، في حين أنّ صندوق تأمين الودائع التابع للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، وهي الوكالة التي تؤمن الودائع الشخصية وتدير إفلاسات البنوك في الولايات المتحدة، كتبوا أنهم بدأوا بتكبد خسائر.
ما يقرب من نصف الأمريكيين قلقون بشأن سلامة الأموال التي يحتفظون بها في حسابات البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى، وفقًا لاستطلاع جديد نُشر قبل يومين من قبل مؤسسة غالوب الاستشارية، كشف أنّ 48٪ من البالغين الأمريكيين يقولون إنهم قلقون بشأن أموالهم، 19٪ منهم قلقون للغاية و 29٪ قلقون «بشكل معتدل». و30٪ منهم فقط يقولون إنهم «غير قلقين» و 20٪ «غير قلقين على الإطلاق».
تم إجراء الاستطلاع بين 3 و 25 أبريل، بعد انهيار بنك وادي السيليكون SVB في 10 أذار/مارس وبنك سيغنتشر في 12أذار/ مارس.
هذه الكارثة تُعيد إلى الأذهاب شبح الزلزال المالي للعام 2008، فخلال تلك الأزمة المالية العالمية، وببعد فترة وجيزة من إفلاس شركة Lehman Brothers، التي لا تزال أكبر إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة، قال 45٪ من البالغين الأمريكيين إنهم قلقون للغاية أو على نحو معتدل بشأن أمن أموالهم.