مقال اليوم

هدفُ الحرب: شرق أوسط جديد..فتّش عن أميركا

هدفُ الحرب: شرق أوسط جديد..فتّش عن أميركا

هل هناك تغيير في الشرق الأوسط؟؟ الطوفان الكبير 

صالح بن عبدالله المسلّم *

هدم للمنازل، وقتل للأرواح، وانتهاك أبسط حقوق الانسان، وتشريد للأطفال والأسر، وقصف المدارس والمستشفيات، كُل ذلك يحصل في غزة، والحرب الفلسطينية- الإسرائيلية، بمُباركة من دولة كانت تُسمي نفسها شرطي العالم، وحافظة لحقوق الانسان، ومربط الفرس، بل مُنطلق الديمقراطية ومدارسها، وعالمها، ومُنتجاتها، ومُختلف مشاربها!

دولة كانت تقول نحنُ مع الامن، والاستقرار، ومن حق الشعوب تقرير مصيرها، وهي، مع الأسف، لا تزال تنتهك الحقوق، وتخلق الحروب، فمن فيتنام الى العراق و أفغانستان، ومنها الى اليمن، والشام، و ليبيا، وتونس، وتدخلاتها في لبنان ودعمها للميليشيات في شتى انحاء العالم!

مُنذ السابع من أكتوبر ونحن نعيش سيناريو مُرعبا رغم كل المُطالبات الدولية (ماعدا أميركا وحلفاؤها الغربيون) يُريدون وقف الاقتتال، ونزيف الدماء ووقف القصف، الا ان التعنّت الأميركي يرفض، ويواصل دعم الابن المدلل “والبنت المدللة “إسرائيل”، بالصواريخ والعتاد والأسلحة.

مُنذُ الوهلة الأولى اتضح أنَّ من يُدير الحرب هم الخُبراء الاميركيون، والجنرالات الاميركيين، ويطيلون امد القصف الجوي ليصل الانهاك مُنتهاه، ويمل المقاومون، ويتم تجميع اكبر قدر من المعلومات الاستخبارية قبل الاجتياح البري!

مُنذُ الوهلة الأولى هناك تعتيم اعلامي، واتفاق القنوات الغربية، أهمها وعلى رأسها الـ”بي بي سي” و”فوكس نيوز” و”سي ان ان”، التي تجد أن توجهها واجندتها واحدة، ورسائلها الإعلامية ومحتواها تكاد تكون من مطبخ واحد!

الى الآن، وحتى هذه اللحظة، اتضحت الصورة والهدف، وهي إقامة “شرق أوسط جديد” من رعاة الحرب ومدبريها (أميركا)، وهُناك تسارع وتسابق من الحلفاء الغربيين (فرنسا، المانيا، إيطاليا، إنكلترا) للحصول على كعكة من هذا التوجه وهذا الـ”شرق أوسط الجديد”، فكيف سيكون عامنا المُقبل؟ وكيف ستكون هذه الحروب والنزاعات في المنطقة؟ وما هو الدور الإيراني المُرتقب؟ وهل ستستطيع أميركا استفزاز إيران عن طريق “حزب الله” لجرها الى الحرب؟

اذا حصلت هذه السيناريوهات فكيف سيصبح شكل المنطقة، وجغرافيتها، وتركيبتها السكانية، وكيف سينعكس ذلك على التكوين السكاني، والتغيير الديموغرافي في المنطقة؟

خارطة طريق جديدة تُرسم في مكاتب فاخرة تحت الأرض بعيدة عن الأعين والكاميرات، وعن ألسِنة الاعلام، والجمهور، والباحثين والدراسين، والمكاتب الستراتيجية، ومراكز البحوث، ورُبما أيضا بعيدة عن بعض من مراكز القوى في تلك الدول!

املنا كبير ألا تمتد هذه الحرب إلى ما هو ابعد، وان تهنأ المنطقة بالأمن والاستقرار، وتتوقف النزاعات، والحروب لنتعايش معا وننهض بالتنمية والبناء.

صالح بن عبدالله المسلّم كاتب سعودي

نُشر هذا المقال في صحيفة السياسة الكويتيّة

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button