آخر خبرثقافة ومنوعات
ناظم الغزالي النهر الثالث في العراق
ناظم الغزالي النهر الثالث في العراق في ذكرى رحيله
المايسترو علاء مجيد-العراق
في مثل هذا اليوم 21 تشرين الاول من العام 1963 رحل عنا مبكراً “نهر العراق الثالث” ناظم الغزالي وهو في اوج عظمته وازدهاره الفني ،سفير الاغنية العربية والعراقية الفنان الكبير بفنّه وعطائه، رحل وترك لنا ارثاً موسيقيا مهماً وبهذه المناسبة تستذكر دائرة الفنون الموسيقية سيرة الفنان الغزالي
حياته الشخصية:
ناظم أحمد ناصر خضير الجبوري أصل أسرته من مدينة سامراء ، أما لقبه فقد جاء من جده لأمه المدعو (جهاد عبد الله) كان طويلاً ورشيقاً وسريع الخطى لذلك لقب (بجهاد الغزال) ومن ثمّ تطوّرت الصفة إلى لقب الغزالي,
ولد في منطقة الحيدر خانة في بغداد يتيمًا، بمنتهى الصعوبة استطاع أن يكمل دراسته الابتدائية وبعد تردّد طويل التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح، ليحتضنه فيه فنان العراق الكبير حقي الشبلي نجم المسرح آنذاك، حين رأى فيه ممثلاً واعداً يمتلك القدرة على أن يكون نجماً مسرحياً، لكن الظروف الماديّة القاسيّة التي جعلته يتردد كثيرًا في الالتحاق بالمعهد نجحت في إبعاده عنه، ليعمل مراقبًا في مشروع الطحين بأمانة العاصمة.
أبعدته الظروف عن المعهد، لكنها لم تمنعه من الاستمرار في قراءة كل ما تقع عليه يداه، والاستماع إلى المقام العراقي المعروف بسلّمه الموسيقي العربي الأصيل، كما كان يستمع أيضاً إلى أم كلثوم، ومحمّد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة، كانت أغنياتهم في حينه تملأ الأسماع في مناخ كان يدعو كلٌّ منهم إلى الاجتهاد والإجادة لإمتاع متذوّقي الطرب، ولجعل ناظم يتعلق أكثر فأكثر بالغناء ويحفظ أغنياتهم عن ظهر قلب، ليكتشف بذاته، ويكتشف المحيطون به أنَّ هناك موهبة غنائيّة لن تكرر في حنجرة مراقب مشروع الطحين.
أكسبته تلك الفترة، طموحاً غير محدود وعنادًا وإصرارًا على إكمال الطريق الذي اختاره رغم الصعاب المالية والنفسيّة، التي واجهته، وجعلته حين يعود إلى المعهد، يبذل قصارى جهده ليحصل على أعلى الدرجات. أمّا قراءاته فجعلته يمتاز عن زملائه بثقافته، تلك الثقافة التي ظهرت عام 1952 حين بدأ ينشر سلسلة من المقالات في مجلة «النديم» تحت عنوان «أشهر المغنين العرب»، وظهرت أيضاً في كتابه «طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 ـ 1962»، كما ميّزه حفظه السريع وتقليده كلّ الأصوات والشخصيات، وجعلته طوال حياته حتى في أحلك الظروف لا يتخلى عن بديهته الحاضرة ونكتته السريعة، وأناقته الشديدة حتى في الأيام التي كان يعاني فيها من الفقر المتقع
تقدّم إلى اختبار الإذاعة والتلفزيون، وبين عامي 1947 و 1948 انضمَّ إلى فرقة الموشَّحات التي كان يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش والتي كانت تضمّ عدداً كبيراً من المطربات والمطربين.
كان صوته يعتبر من الأصوات الرجولية الحادة (التينور) الدرامي وهو الصوت الرجالي الأول في التصنيفات الغربية، أمَّا مجاله الصوتي فيراوح بين أوكتاف ونصف إلى أوكتافين، والأوكتاف أو «الديوان» بالعربية يتضمن ثماني نوتات أو درجات، وتنحصر حلاوة الأماكن في صوت الغزالي بين النصف الأول والثاني من الأوكتافين. بهذا الشكل تكون مساحة صوت ناظم قد زادت على أربع عشرة درجة في السلم الموسيقي، ومع انفتاح حنجرته كانت قدرته غير العادية على إجادة الموال وتوصيل النوتات بوضوح، بجوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها، وإضافة إلى ذلك كلّه، فقد ساعدته دراسته للتمثيل على إجادة فن الشهيق والزفير في الأوقات الملائمة. لقد أجاد الغزالي الموال باعتراف النقّاد وكبار الموسيقيين الذين عاصروه، وما كان يميّزه في ذلك معرفته وتعمّقه في المقامات العراقية وأصولها إضافة إلى ذلك انفتاح حنجرته وصفائها، وكذلك جوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها.
امّا أبرز اغانيه فهي:
هلا هلا
المضيع ذهب
ثاني أغانيه، من ألحان وديع خونده.
أقول وقد ناحت
وهي من أشهر قصائد أبي فراس الحمداني.
عيرتني بالشيب
فوق النخل
طالعة من بيوت أبوها
يا أم العيون السود
أحبك وأحب كل من يحبك
مروا عليه الحلوين
هذا المقال القيّم والجميل منشور أيضاً على صفحة المايسترو علاء مجيد على فايسبوك