سامي كليب:
سيُصاب الكثير من اللبنانيين بخيبة أمل كبيرة بعد الانتخابات، حين يكتشفون أن كل صراعاتهم الداخلية والشعارات الرنّانة التي أطلقوها في خلال الحملة الانتخابية، تحطّمت كالمعتاد على أعتاب التطورات والصفقات الإقليمية والدولية، وسيكتشفون كذلك أن بلادهم، وللأسف، ما زالت رُقعة بسيطة من الشطرنج في لُعبة الآخرين.
في المعلومات أولاً:
في التحليل ثانيا:
انتشر في لُبنان منذ ارتفاع حرارة الانتخابات النيابية، شعارُ ” سلاح حزب الله والاحتلال الإيراني”. كاد يحجب أي برامج انتخابية أو شعارات أخرى. قابَلَه سعيٌ حثيث من قِبَل الحزب وحلفائه لتخوين رافعي هذا الشعار والقول إنهم يعملون لأجندات خارجية هدفها القضاء على المقاومة.
إذا صدقت بعضُ التوقّعات والدراسات والاحصائيات الانتخابية، فإن مقاعد الثنائي الشيعي محفوظة بالكامل، وإن السعي الآن يتمحور حول مساعدة حلفاء الحزب انتخابيا. هذا يعني أن الثنائي سيكرّس شرعية شعبية وتشريعية بعد 15 أيار المُقبل، حتى ولو حصلت بعضُ الاختراقات من الحراك المدني. وهي شرعية مطلوبة إقليميا ودوليا أكثر مما هي مطلوبة محليّاً.
إذا حصل هذا، كيف سيكون الوضع غداة الانتخابات؟
هنا يبرز رأيان:
لو وسّعنا نطاق التحليل أكثر، لوجدنا أن الانفراجات الإقليمية والتي تجري بمعزل عن توقيعٍ قريب للاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس أو عدم توقيعه أو تأخيره، تتطلب العمل مع كل الأطراف اللبنانية في المرحلة المُقبلة وفي مقدمها حزب الله نفسه.
بمعنى آخر، إن ترسيم الحدود والاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتمرير الإصلاحات ووضع أسس الحوار الوطني المُقبل والانتخابات الرئاسية، تتطلب في المرحلة المُقبلة توافقا وطنيا وليس صراعات. ولذلك سيكون حزب الله وحلفاؤه من جهة، والقوات اللبنانية والأطراف السُنيّة التي ستفرزها هذه الانتخابات وحلفاؤهما من جهة ثانية، مُتسلّحين جميعا بشرعيات شعبية وتشريعية (ولو بِنسَبٍ متفاوتة) ومستعدّين للشروع بحوار وطني واسع برعاية إقليمية ودولية (على الارجح فرنسية)، لإعادة صياغة قواسم مُشتركة قبل وبعد الانتخابات الرئاسية.
من الصعب جدا، لا بل من المُستحيل، أن تتمرّد الأطراف الداخلية على التسويات الخارجية، خصوصا إذا شملت هذه التسويات كلا من السعودية وإيران والامارات وسورية ومصر وفرنسا، لكن من الصعب كذلك تخيّل أن كل الأمور قابلة للحل بين ليلة وضحاها.
ما تقدّم يعني، أنه في زمن الانفراجات على خط السعودية مع كل من دمشق وطهران، يُخشى أن تتحرّك الأوضاع اللبنانية قبيل وخلال وبعد الانتخابات في اتجاهات تصادمية، ليس للعودة الى منطق الحرب البائدة، وإنما لتحسين شروط التفاوض عند هذا الطرف أو ذاك، أو لتخفيض سقف المُغالاة بالربح والخسارة عند معظم الأطراف. ولذلك ثمة من ينصح في الوقت الراهن، بعدمِ محاولة كسرِ أي طرف مركزي من الطوائف، أو انهاء فريق سياسي، تفاديا للانزلاق الى مغامرة خطيرة، وأنه من الأفضل التواضع من قِبَلِ كل الأطراف كي لا تنحرف الأمور عن خطوطها الحمراء. هذا بالضبط ما حرّك منذ فترة وسطاء يعملون بعيدا عن الأضواء على أكثر من خط داخلي لإعادة وصل بعض ما انقطع بين بعض الأطراف.
هل تحصُل مفاجآت إذاً في ما بقي من وقت قبل الانتخابات أو بعدها مُباشرة؟ ربما. وقد يبدأ بعضها مع نهاية الأسبوع الحالي. وبعضها الأهم في الأسابيع المقبلة، فالصيفُ اللُبناني متحرّك في كل الاتجاهات وثمة متضرّرون سيحاولون تغيير مجاري الرياح، وليست الخطط الإسرائيلية بعيدة أذا ما رأت إسرائيل أن الأمور جنحت كثيرا لصالح إيران، رغم كل ما يُحكى عن دور اماراتي في محاولة إعادة فتح مفاوضات سورية إسرائيلية.
لا شك ان لُبنان يمرّ حاليا في مخاض صعب، لكن كلمة السرّ لن تكون أبدا داخلية حتى ولو تحرّك البعض في الداخل لعرقة الأمور عبر بعض التصعيد. ففيما اللبنانيون يتلهّون بصراعاتهم وشعاراتهم الانتخابية الوهمية، ثمة من يرسُم لهم خططا في الخارج….وهذا الخارج لا يهتم سوى بمصالحه بغضّ النظر عمّن يؤمنها في الداخل.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…