آخر خبرمقال اليوم

 بايدن يموّل وبوتين يقضم…سقطت ماريوبول الاستراتيجية

واشنطن- ليال المتني

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم تقديم مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، تشمل مدفعية ثقيلة وطائرات مسيرة ستُخصص للخطوط الأمامية للمعركة كما قال، إضافة الى 500 مليون دولار لدعم الاقتصاد الأوكراني، وذلك فيما هنّا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيشه على السيطرة على ماريوبول الاستراتيجية.

 ووفق القيادات العسكرية الأميركية فإن هذه المساعدة التي تؤكد ما كان أعلنه البيت الأبيض قبل نحو أسبوع، تأتي في وقت يستعد الجيش الروسي للسيطرة على كل شرق أوكرانيا، وهو الهدف الأهم لحربه الحالية، ولذلك يُنتظر أن تكون المعارك شرسة وطاحنة، خصوصا أن المساعدات الأميركية تشمل أسلحة دقيقة ومضادة للطائرات والدبابات وذات تكنولوجيا عالية”

 وفيما يُنتظر أن تصل المساعدات الأميركية في غضون أسبوعين، فان موسكو قالت على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف انها ” ستُعد هذه المعدات الأميركية والاطلسية أهدافا عسكرية مشروعة”

تزامن الإعلان الأميركي هذا مع تهنئة بوتن لوزير دفاعه سيرغي شويغو الذي أبلغه السيطرة على كامل مدينة ماريوبول الساحلة التي وصفها بأنها ” معقل النازيين” ، كما أن بوتين أكد أن لا حاجة لاقتحام المنطقة الصناعية فيها. وشرح شويغو أن اكثر من 2000 مُقاتل من الأوكرانيين والمرتزقة ما زالوا محاصرين في منشأة آزوفستال، بينما استسلم 1478 مُسلّحا آخر. ووعد بعود الحياة الى طبيعتها في المدينة قريبا جدا.

بوتين وعد من جهته، بعدم التعرّض للقوات الأوكرانية التي تُغادر المُنشأة المذكورة وتسلّم سلاحها، تماما كما ان الخارجية الروسية قالت أنها تهتم بإطعام الأسيرين البريطانيين اللذين اعتقلتهما من بين مرتزقة آخرين، وطمأنت أن صحتهم وحياتهم بخير.

 أهمية ماريوبول:

 ماريوبول مهمة جدّا في الحرب الروسية على أوكرانيا، ذلك أنها عاشر المدن الأوكرانية مساحة بنحو 224 كيلومترا مربعا وكانت تضم نحو نصف مليون نسمة قبل الحرب، وهي ثانية أهم مدن منطقة دونيتسك في أقليم دونباس، التي أعلنها الانفصاليون “جمهورية شعبية” عام 2014،  

تبعُد 55 كيلومترا عن الحدود الروسية، وسوف تسمح السيطرة عليها بإقامة الطريق البري الذي تريده موسكو لربط روسيا بشبه جزيرة القُرم، كما ان السيطرة عليها تعني حرمان أوكرانيا من أبرز منفذ لها على بحر آزوف، وتمتع موسكو بالتالي ببحيرة كبيرة خصوصا بعد سيطرتها أيضا على ميناء بيرديانسك.

أما اقتصاديا، فإن السيطرة على ماريوبول، تحرم أيضا أوكرانيا من أهم وأكبر الموانئ على بحر آزوف، والذي كانت تمرّ عبره وعبر ميناء أوديسا على البحر الأسود، معظم الصادرات الأوكرانية الى العالم، ولذلك فالخسارة الاقتصادية كبيرة، خصوصا إذا ما علمنا ان 40 % من صناعة التعدين الأوكرانية ستُصاب بالشلل.

وإذا ما نجح بوتين في السيطرة على كامل الشرق الأوكراني، فلا شك أن مصير أوكرانيا برمّته سيُصبح أمام تحوّل كبير، خصوصا اذا ما ارتأى الأطلسي في نهاية المطاف العودة الى التفاوض مع بوتين على مستقبل البلاد. أما اذا نجح الأطلسي عبر مساعداته في إمالة الكفّة لصالح أوكرانيا ( مع الصعوبة الشديدة لذلك حاليا)، فهذا سيرمي بوتين في فخٍ يُذكّره بمأساة أفغانستان السوفياتية والأميركية على السواء. لا شك ان السباق مع الوقت كبير هذه الأيام، وأن الضحايا سيزدادون بوتيرة كبيرة ما لم تنجح المفاوضات.     

 

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button