سامي كليب:
أكد لي السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة قبل يومين أن ربط لبنان بالكهرباء الأردنية والغاز المصري صار قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز بعد حل القضايا المتعلقة بالجانب المالي مع صندوق النقد الدولي وأن الكهرباء ستصل الى لبنان مطلع العام إذا سارت كل الأمور على نحوها الراهن، وأن معظم العرب كما المجتمع الدولي لا يريدون أن يستمرّ الانهيار، لكن على اللبنانيين أن يتفقوا ويوحدوا قرارهم في ما يتعلق بإنقاذ بلدهم والتفاوض مع الخارج.
كلّ المسؤولين العرب والمصريين الذين تسنى لنا اللقاء بهم في العاصمة المصرية على مدى الأسبوع الماضي، يُجمعون على ما انتهى اليه السفير الأردني، ومفاده أن على اللبنانيين مساعدة أنفسهم أولا كي يجدوا المساعدة من الخارج، وأن لبنان كان وسيبقى رُكنا أساسيا في هذا الشرق.
الكلامُ نفسُه يسمعه السائل، في باريس وواشنطن وموسكو، وهي عواصم معنية جدا هذه الأيام بما يحصل في لبنان. فمسؤولو هذه الدول الذين عارضوا علانية أو ضمنيا استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يُدركون ان الوقت ضاغط، وأن كلّ تأخير في تنفيذ الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، يعقّد فرص الإنقاذ. واذا كانت معظم هذه الدول العربية والدولية تعرف ان قضية الغضب السعودي من لبنان لا تتعلق فعليا بتصريح للوزير جورج قرداحي، الا أنها ترى ان الاستقالة تُسهّل الأمور، وهذا ما سمعه أيضا وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مؤخرا.
فماذا في المعلومات؟
تواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس ميقاتي قبل أن يتوجّه يوم السبت المقبل الى السعودية مستهلا جولة رئاسية فرنسية الى الخليج. قال إنه سيحمل معه ملف لبنان ويحاول حلحلة الموقف السعودي، الذي يبدو للقاصي والداني أنه مستحيل الحلحلة في الوقت الراهن لأسباب كثيرة. طلب ماكرون من ميقاتي أن يُقدِم لُبنان على بادرة حسن نية تُساهم في تقوية الموقف الفرنسي في الرياض، سأله ميقاتي:” ما المطلوب، أي بادرة بالضبط؟ هل مثلا استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي؟” سارع ماكرون الى القول:” نعم، هذا سيسهل كثيرا الأمور حتى ولو كنا ندرك تصلّب الموقف السعودي حيال لبنان”.
اتصل ميقاتي بالوزير قرداحي للقاء شبه سرّي بعيدا عن الاعلام، ونقل اليه ما قاله ماكرون وما سمعه في الفاتيكان، وذلك فيما كان مسؤول فرنسي رفيع قد اتصل أيضا مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فكان جواب وزير الاعلام إنه سيفكّر بالأمر وان عليه أولا ان يتشاور مع أطراف معنية بهذه القضية (وهو يعني على الأرجح سليمان فرنجية وحزب الله”.
ثمة من قال لقرداحي إن الاستقالة ضرورية قبل عودة مجلس الوزراء للانعقاد، ذلك أن الغالبية فيه ستقف ضده، خصوصا أن بعض الوزراء المقرّبين من حلفائه لهم مصالح في الخليج وقد يفاجئونه بمعارضته وطلب استقالته.
واذا كان سليمان فرنجية يرغب ضمنيا بإنهاء هذه القضية وباستقالة مُشرّفة لقرداحي، فهو ما زال حتى اليوم يقول:” انا لا اتدخل بقراره، صحيح أني اقترحته وزيرا، لكني لم اطلب منه شيئا حين تم تعيينه، والان لا اريد ان اطلب منه الاستقالة او البقاء وانا معه في الحالتين، وهو يعرف ماذا يختار لأجله وأجل الوطن”.
خلاصة القول:
يبدو أن اليومين المقبلين سيشهدان أحد الحدثين، فإما استقالة قرداحي (وهي باتت مُرجّحة جدا) أو استقالة رئيس الحكومة رغم مطالبته بالبقاء. فهل يلوّح ميقاتي بالاستقالة ليحسّن الشروط، أم انه طبخها تحت الطاولة داخل وخارج لبنان وصارت مُمكنة وتفيده؟
لن يتأخر الوقت حتى نعرف ربما قبل نهاية الأسبوع.
La télécommande, l’arme silencieuse du pouvoir domestique Nadine Sayegh-Paris La télécommande n’est pas qu’un outil.…
الشرق الاوسط كشفت تقارير إسرائيلية معلومات جديدة عن اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله»، السيد…
Le 1er mai, une fleur, une histoire ! Nadine Sayegh-Paris Tout a commencé au Moyen Âge,…
سامي كليب لم يخف بنيامين نتنياهو يومًا أطماعه. عرضها بالتفصيل في كتابه "مكان بين الأمم".…
Pâques : un kaléidoscope de traditions en perpétuelle évolution ! Nadine Sayegh-Paris La fête de Pâques…
La fragrance de la Mésopotamie qui a envoûté le monde entier ! Nadine Sayegh-Paris L’histoire des…