قطر تتولى رسميا رعاية المصالح الاميركية في افغانستان
واشنطن-باريس- وكالات- لعبة الأمم
حصل ما كان مُنتظراً بين الولايات المتحدة الأميركية وقطر، فبعد الدور الكبير الذي لعبته الدوحة في التوسط بين حركة طالبان والقيادة الاميركية لتسهيل خروج آمن للقوات الاميركية من افغانستان ووضع مسودة اتفاق للمرحلة المقبلة، وذلك من خلال اللقاءات العديدة التي عُقدت في العاصمة القطرية بين الجانبين قبل وخلال الانسحاب، ها هو وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن يعلن من واشنطن في مؤتمر صحافي مع ضيفه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن :” أن الحكومة القطرية ستعمل كقوة لرعاية لمصالح الولايات المتحدة في أفغانستان، حيث لم يعد للولايات المتحدة وجود دبلوماسي”
وبناء على اتفاق الجانبين القطري والاميركي، فان الدوحة ستؤسس قسما لرعاية المصالح الأميركية في سفارتها في كابول بغية تسهيل الحصول على تأشيرات السفر ورعاية ما بقي من مصالح أميركية مع أطراف افغانية حليفة، وذلك في أعقاب 20 عاما من الإحتلال الاميركي لافغانستان والانسحاب وسط فوضى عارمة ما سمح لحركة طالبان بالسيطرة على البلاد بأسهل طريقة ممكنة . ولعبت قطر دورا كبيرا في تسهيل الانسحاب وأيضا في عملية الاجلاء حيث مرّ نصف الغربيين والأفغان المتحالفين مع الغرب والذين هربوا من البلاد عبر قطر ويفوق عددهم 124 ألفاً، وهي تتمتع بعلاقات ممتازة مع الحركة الاسلامية.
وقال بلينكن لوزير الخارجية القطري “دعني أكرر تعبيري عن امتناني لقيادتكم ودعمكم في أفغانستان، وألفت إلى أن شراكتنا أوسع من ذلك بكثير”.
يشار الى أن واشنطن كانت قد أغلقت سفارتها في كابول، ويبدي المسؤولون الأميركيون تفاؤلا حذرا حيال إمكان التعامل مع طالبان، ويشيرون إلى أن عناصرها يطبّقون بالمجمل تعهّداتهم بشأن السماح للناس بمغادرة البلاد. ويعود قسم من ذلك الى الدور الذي لعبته قطر. لكن ذلك لم يدفع واشنطن بعد الى الاعتراف بطالبان بانتظار ما ستفعله الحركة حيال التعهدات الداخلية والخارجية.
واذا كانت واشنطن تفيد من هذا التعاون مع حليفتها قطر التي تقيم على اراضيها قاعدة عسكرية كبيرة، فان الدوحة قادرة هي الاخرى على الافادة من هذا الدور الذي توكلها اليه واشنطن، ليس فقط لانها ستمثل دولة كبيرة في تلك المنطقة الأسيوية ولكن أيضا لانها قادرة على توظيف علاقاتها القوية مع طالبان ومع التنظيمات الاسلامية الموجودة على أراضيها لتعزز دورها الاقليمي والدولي وتتقدم بذلك على عدد من الدول العربية والخليجية خصوصا ان العلاقات الاميركية السعودية تمر بمرحلة من الفتور اللافت منذ وصول جو بايدن الى سدة الرئاسة. وهذا الدور القطري ستحتاجه أيضا دول كبرى مثل الصين وروسيا خصوصا في ما يتعلّق منه بقلق الدولتين من التمدد الاسلامي المتطرف صوب اراضيهما.
وثمة سؤال يطرحه مراقبون غربيون بشأن هذا الدور القطري في أفغانستان وعلى التقاطع الافغاني الاميركي، وهو ما يتعلق باحتمال انتعاش تيارات اسلامية قد تتخذ من افغانستان قاعدة لها، ذلك ان الدوحة التي دعمت تيار الاخوان المسلمين بعد الربيع العربي وساندت جماعات مسلّحة في دول عديدة من سوريا وليبيا الى افريقيا، تجد في الساحة الافغانية ملاذا مهما لحلفائها الذي ضُربوا في أكثر من دولة بعد اطاحة الجيش المصري بالاخوان في مصر.