لُجين سليمان-الصين
ثمة من يقول إن من الحُبّ ما قتل، وآخرون يقولون إن من الحبّ ما يُحيي القلوب والحياة. لكن من ينظر الى التقاليد الصينية العريقة في ليالي الزفاف يضع يده مرارا على قلبه خوفا من أن تكسر العروس رقبتها لكثرة الاختبارات التي تخضع لها مقابل اختبارات أخرى لعريس المُستقبل كي تكتمل الفرحة. ما زال كثيرٌ من الصينيين يحبّون ويحافظون على هذه العادات الأصيلة، لكن المجتمع الحديث غيّر الكثير منها عند الشاب.
بعضُ مشاهد الزواج الحديث
على وقع موسيقا صينية تقليدية، تقدمت العروس بفستانها الأبيض مع والدها نحو زوجها، الذي فتح ذراعيه ليستقبلها بكل محبّة، هي عملية التسليم والتسلم ذاتها التي تحدث في معظم الأعراس العربية، مع فروقات كبيرة تشتمل عليها مراسم العرس الصيني، فلا موسيقا صاخبة، ولا رقصات، بل تكون حفلة العرس عبارة عن مجموعة من الطقوس التي تجري تباعا.
الطقوس وفق ما شاهدتُ قسماً منها قبل أيام كانت كالتالية:
تغيّر الكثير من طقوس الأعراس في الصين بسبب انتقال مئات الملايين الى المدن في خلال الثورة الصناعية، وأما ما بقي من الزفاف التقليدي حتى يومنا هذا فيُلزم العريسين بالجلوس أرضا ليقدّما الاحترام لثلاثة أشياء وهي “الكون واالذي يشمل الأرض والسماء” و”الأجداد” و”الأهل”.
الزفاف التقليدي
يستمر الزفاف التقليدي أياما عديدة، يتعرّض فيها العريس لاختبارات كثيرة وهي عبارة عن حيل وخدع من قِبَلِ أهل العروس واصدقائها، فيُطلب من العريس مثلا أن يُلبِس عروسَه الحذاء، أو أن يحملها ويلف بها، إضافة الى طلبات أخرى كثيرة وذلك بغية الإعراب عن حبه الحقيق لزوجة المستقبل.
أما اختبارات العروس، كي لا تبدو أنها قَبِلت عريسها بسهولة، فتُجبرهُا مثلا على القفز من على ظهر الحصان الذي يقلّها إلى البيت الزوجي، وكذلك القفز فوق وعاء من نار لتثبت أنها مع زوجها على الحلوة والمرة، وأنه مهما كان القادم صعبا فإنها ستتحمل، وبعد ذلك عليها أن تقفز من فوق عتبه لتصل الى باب المنزل.
والبكاء في هذه الحال ضروري للعروس حتى ولو كانت في قمة فرح زفافها، فهي عبر الدموع فقط تبثث للعالم أنها ما تركت بيتَ أهلها سعيدة، وإذا لم تفعل، فهي بعيون الحاضرين غير جيدة. أما الهدايا فهي تكون من نصيب والدة العروس، الأمر الذي يختلف عن المهر بين العائلات العربية.
بقي الزفاف التقليدي متألقا وراسخا في المجتمع الصيني حتى الثورة الثقافية في العام 1966، أما اليوم فصارت السُرعة لغة العصر ولا حاجة لكل الطقوس في المجتمع الحديث، فالحبّ هو الأساس والباقي تفاصيل، أو كما تقول الحكمة الصينية “اللقاء بعد فراق طويل خير من ليلة الزفاف”.
يذكر أن نسبة الطلاق في الصين تراجعت إلى أكثر من 70 بالمئة خلال الربع الأول من العام الحالي، وذلك عقب تطبيق قانون يفرض على الأزواج “فترة تهدئة”، أما نسبة الزواج فقد انخفضت من 9.9% عام 2013 إلى 7.2% عام 2018. كما ان في الصين عادة :” اسواق أو حفلات التعارف والزواج” والتي يلتقي فيها الشبان والشابان عادة لاختيار عروسهن، وغالبا ما تُقام حفلات زفاف جماعية بمساعدة الدولة.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…