آخر خبرثقافة ومنوعات

الثقافة والفن يتنفسّان مجدّدا في المغرب

 أيمن مرابط – الرباط 

يستطيع اليوم العديد من الطلبة الجامعيين والباحثين والقراء الدخول للمكتبات والمراكز الثقافية وتنظيم الندوات والمحاضرات، بعد عام وشهرين من “الركود الثقافي” بالمملكة جراء تفشي وباء كورونا والإجراءات الاحترازية المرافقة له.

قرار الحكومة المغربية الصادر قبل أيام حول  السماح بفتح المسارح وقاعات السينما والمراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وذلك منذ إغلاقها قبل أكثر من عام مع ظهور الجائحة في بداية مارس (آذار) 2020، لقي تفاعلا وصدى إيجايبا عند رواد الأماكن الثقافية ومهنيي القطاع الثقافي بالمملكة، ولم يتوانوا عن التعبير عن  تأييدهم لهذا القرار في منصات التواصل الاجتماعي.

“سعيد جدا بخبر إعادة فتح وقاعات السينما..رئة أخرة نتنفس منها الحياة تشتغل من جديد” بهذه الجملة عبّر الباحث في الشأن الثقافي الأمازيغي يوسف توفيق في صفحته على “الفيسبوك” عن سعادته بالقرار الحكومي الذي طال انتظاره.

أما المخرج السينمائي المغربي عز العرب العلوي فقال “اليوم كان أول دخول لقاعة السينما منذ بعيد.. وجدنا الكراسي في حداد.. وستار العرض كفن للذكريات.” وأضاف في تدوينة له قبل أيام على صفحته بموقع فايسبوك  “إشراقة نور من قمرة العرض تعيد الحياة للمكان”.

وكانت مكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمدينة الدار البيضاء قد أعلنت فتح أبوابها في وجه روادها من الباحثين والقراء بدءا من فاتح هذا الشهر، مع التقيد والالتزام بالتباعد الجسدي وإلزامية ارتداء الكمامة داخل المكتبة واحترام التدابير الأخرى.

تخفيف الإجراءات الاحترازية الذي صاحب استقرار في الحالة الوبائية بالمغرب، من شأنه أن يعيد زخم الحياة وإعادة تدوير نواعير القطاع الثقافي والفني واستئناف الإبداع بعد مروره بظروف حرجة أثر سلبا على كل الفاعلين بالقطاع اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.

يقول عبد المجيد سباطة كاتب روائي ومترجم مغربي “إننا نتحدث هنا عن قطاع كان يترنح أصلا قبل الجائحة، مع تضاؤل أو ربما غياب أي دعم حقيقي له، فجاء الفيروس لإسقاطه بالضربة الموجعة، بدا جليا أن النهوض بعدها أقرب للاستحالة”.

ويضيف سباطة في تصريح خاص ل “لعبة الأمم” أنه “نشطت اللقاءات الثقافية عن بعد، وبشر البعض بأنها قد تكون بديلا حقيقيا حتى بعد انتهاء كابوس كورونا، لكن الواقع أثبت بأن تعويض دفء الحضور الإنساني غير ممكن”.

يشار إلى أن آخر تقرير سنوي حول النشر والكتاب بالمغرب أصدرته مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود سنة 2019 أي قبل “سنة الجائحة”، يتحدث عن نشر 4219 عنوانا بين  كتب ومجلات، وهو رقم أفضل من أرقام السنوات السابقة حسب التقرير.

ويطمح دور النشر بالمغرب لتحقيق أرقام عالية تعوضهم عن الخسائر المالية التي تكبدوها جراء إغلاق المعارض الدولية والوطنية للكتاب ومنع تنظيم اللقاءات وحفلات التوقيع والندوات بالمكتبات والفضاءات الثقافية.

ولفت الروائي المغربي إلى أنه “مع تقدم حملة التلقيح التي انخرط فيها المغرب باقتدار، جاءت البشرى بعودة جزء من المياه إلى مجاريها”، مضيفا أنه يترقب “الكيفية التي ستعود بها الأنشطة الثقافية والإنتاج الأدبي بعد سبات إجباري طويل.”

وشدد في ختام حديثه على ضرورة “ألا يصاحب هذه الصحوة طوفان من الأعمال الأدبية والفنية تتناول موضوع كورونا بشكل سطحي ومتسرع”، مؤكدا بذلك أن “الأدب وباقي الفنون ملازمة للبطء والتروي في التعامل مع الأحداث الراهنة، واستشراف مآلاتها على المدى القريب والمتوسط وحتى البعيد”.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button