سيناتورة أمريكيّة تطالب بالتحقيق في حذف منشورات تناصر فلسطين
روزيت الفار-عمّان
بتاريخ 15 ديسمبر 2023 نشر موقع Engadget.com المُتخصّص بأحدث أخبار التّطوّرات التّكنولوجيّة والمراجعات الفنّيّة المهنيّة حولها، تقريراً كتبته “كاريسا بيل” -أحد مسؤولي التّحرير الكبار للموقع والمتخصّصة بسياسة التّكنولوجيا وثقافة الإنترنت على جميع مواقع التّواصل الاجتماعي- تقريراً يتضمّن فحوى رسالة موجّهة من السّيناتور الأمريكيّة “إليزابيث وارين” من ولاية مساشوستس لشركة “ميتا” تطالب فيها مزيداً من الشّفافيّة لكيفيّة تعامل الشّركة مع محتوى منشوراتها على موقع انستغرام وفيس بوك، المتعلّقة بحرب إسرائيل على غزّة، وتريد أن يتمَّ الكشف عن تفاصيل عدد المشاركات الّتي أزالتها وعدد الطّعون الّتي تلقّتها الشّركة، على أن تتلقّى الرّد على ذلك قبل تاريخ 5 يناير 2024.
السّيناتورة “إليزابيث وارين”، أحدث شخصيّة عامّة تتساءل عن كيفيّة قيام “ميتا” بتعديل المحتوى خلال الحرب على غزّة.
ففي رسالة وجّهتها ل”مارك زوكيربيرغ”، أثارت وارين العديد من المشكلات الّتي أبلغ عنها مستخدمو المواقع انستغرام وفيس بوك العائدان ل”ميتا” الّتي يملكها زوكيربيرغ، تضغط فيها “وارين” للحصول على معلومات أكثر شفافيّة حول سياسة الشّركة الأساسيّة وحجم المحتوى الّذي تمّ إلغاؤه والمتعلّق بالحرب منذ اندلاعها بتاريخ 7 أكتوبر.
تستشهد السّيناتورة وارين في رسالتها بتقارير من وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان حول التّناقضات في ممارسات الشّركة “المعتدلة” منذ بداية الحرب. وتشير إلى أنّ العديد من مستخدمي انستغرام اتّهموا الشّركة بفرض “حظر الظّل” shadow banning -وهي عمليّة حظر لمنشورات المستخدمين بشكل مبهم لا يعرف عنه المستخدم أو يشعر به- عليهم لنشرهم أخباراً عن الأوضاع في غزّة. وتشير إلى تدقيق قامت به جهة خارجيّة بتكليف من “ميتا” نشرته العام الماضي والّذي أثبت أنّ الشّركة انتهكت حق الفلسطينيّين في حريّة التّعبير في عام 2021. وهي المرّة الأولى الّتي حدث فيها تصعيد كبير في أعمال العنف في قطاع غزّة.
وكتبت وارين: “تثير التّقارير حول قمع ميتا للأصوات الفلسطينيّة؛ تساؤلات جدّيّة حول ممارسات معتدلة في محتوى ميتا والحماية ضدّ التّمييز”. يستحق مستخدمو وساءل التّواصل الاجتماعي معرفة متى ولماذا يتم تقييد حساباتهم ومنشوراتهم خاصّة؛ على أكبر المنصّات الّتي يتم فيها تبادل المعلومات الحيويّة ومشاركتها”.
وتطلب الرّسالة معلومات مفصّلة حول كيفيّة تطبيق ميتا لسياساتها في سياق الحرب؛ كالكشف عن إحصائيّات تظهر عدد المنشورات الّتي تمّت إزالتها منذ 7 أكتوبر وعن عدد عمليّات الإزالة الّتي تمّ الاستئناف عليها. كما تطلب من الشّركة شرح التّقارير الّتي تفيد بأنّ الشّركة أخفت العديد من تعليقات الإنستغرام مع الأعلام الفلسطينيّة بحجّة أنّها “مسيئة”.
تمنح الرّسالة زوكيبربيرغ تاريخ 5 يناير 2024 للردّ على استفساراتها. طبعاً؛ لم تتمّ الاستجابة للطّلب.
تعرّضت ميتا منذ 7 أكتوبر لطلب متزايد على التّدقيق على ممارساتها تجاه ما يجري في غزّة، فيما ألقت الشّركة اللّوم على العديد ممّا يحدث من المشكلات؛ على مواطن الخلل والأخطاء الفنيّة غير المحدّدة، لكنّها أقرّت أيضاً باتّخاذ إجراءات طارئة مؤقّتة لإبطاء انتشار المحتوى الّذي -تراه هي- “ضارّاً”.
ويقوم مجلس الرّقابة المستقل التّابع لشركة ميتا أيضاً بتسريع قضيّتين تتعلّقان بمحتوى الحرب القائمة في غزّة، وهي المرّة الأولى الّتي تختار فيها المجموعة تسريع عمليّتها المعتادة الّتي تستغرق بالعادة، أشهراً. وقال المجلس في ذلك الوقت أنّه شهد زيادة في المناشدات من مستخدمي فيس بوك وانستغرام منذ بداية الحرب.
إليزابيث آن وارن ( Elizabeth Warren) ولدت في 22 يونيو 1949، وهي سياسيّة وأكاديمية سابقة، تشغل منذ عام 2013 منصب السيناتور الأقدم في مجلس الشيوخ الأميركية من ولاية ماساتشوتس. لها العديد من المواقف الجريئة ضد نتنياهو وملفات خارجية أخرى وبعضها يتعلّق بدول عربيّة وصفقات. كانت سابقًا أستاذة في كلية الحقوق مختصة في قوانين الإفلاس. كونها سياسية تقدمية وعضوًا في الحزب الديمقراطي، ركزت وارن على حماية المستهلك، وتساوي الفرص الاقتصادية، وشبكة الأمان الاجتماعي أثناء عملها في مجلس الشيوخ الأمريكي. وارن أيضًا مرشحة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020.
تخرّجت من جامعة هيوستن وكلية روتغرز للحقوق وقد علمت القانون في العديد من الجامعات، بينها جامعة هيوستن، وجامعة تكساس في أوستن، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة هارفرد. كانت إحدى أكثر الأساتذة الجامعيين تأثيرًا في مجال القانون التجاري قبل أن تبدأ عملها السياسي. ألفت خمسة كتب وشاركت في تأليف ستة كتب أخرى.
