مسيرة الأعلام الإسرائيلية، هل تُشعل القُدس اليوم
القدس- لعبة الأمم
رغم كل التحذيرات الدولية وتهديدات حماس والفصائل بما فيها فتح، قرّر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بارليف السماح بإجراء مسيرة الأعلام الاسرائيلية التي تمرّ في باب العامود” وقال إن “الشرطة قادرة على الحفاظ على نسيج الحياة الرقيق وسلامة الجمهور”
وقد ضرب بارليف بعرض الحائط تهديدات حماس قائلا إن “القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل وأن التظاهر والقيام بمسيرة هما أمر مسموح به في كل الأنظمة الديمقراطية”
يُشار الى أن الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي استهلت حُكمها بمغازلة المستوطنين، تضم وزراء عربا من القائمة المشتركة وبينهم اسلاميون، وقد وجّه هؤلاء رسالة الى رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت طالبوه فيها بالغاء المسيرة “منعا للتصعيد وتأجيج نار الفتنة وسفك الدماء” . ولو رُفض طلبهم وتأججت الأوضاع سيكون الأمر أول صفعة حقيقة لهم في مستهل مشاركتهم في الحكومة.
الفصائل الفلسطينية جميعها، دعت الى مسيرة غضب تزامنا مع مسيرة الاعلام الاسرائيلية تحت شعار حماية القدس والمقدّسات.
هذا التحدّي السياسي والأمني الأول للحكومة الاسرائيلية التي تشكلت بعد الاطاحة ببنيامين نتنياهو، سيحمل الكثير من الرسائل خصوصا اذا ما اضطرب الوضع الأمني، ذلك أن هذه المسيرة التي ألغيت سابقا بعد الجنوح صوب الحرب الأوسع، ستعكس التوجهات الحقيقية لهذه الحكومة التي يُعتقد أنها ورغم تنويعاتها، اما تكون أكثر يمينية وتطرفا من حكومات نتنياهو، أو تتفكك من داخلها.
وقد حمل أكثر من طرف عربي ودولي وساطات لعدم تأجيج الأوضاع، كما حمل بعضهم تحذيرات جدية من قبل فصائل المقاومة الاسلامية بالعودة الى لغة الصواريخ اذا ما تعرّضت المقدسات مجددا للتهديد.
هذه التحذيرات الفلسطينية أعقبها أيضا تحذير من أمين عام حزب الله في لبنان السيد حسن نصرالله من أن المساس بالمقدسات في القدس خط أحمر وقد يُشعل حربا أوسع.
ثمة من يقول إن الجانب الاسرائيلي يُراهن على ارضاء المستوطنين بحيث يسمح بالمسيرة من جهة، وقد يلجأ الى تسييرها عبر طرق لا تستفز مشاعر الفلسطينيين من جهة ثانية، لكن معلّقين آخرين قالوا إن الحكومة الجديدة التي قالت انها ستكون أكثر انفتاحا وإنها ستعود الى لغة السلام والتهدئة، مستمرة في السياسات السابقة التي تعتبر ان القدس هي عاصمة أبدية لاسرائيل وأنه لا بد من قبول الطرف الفلسطيني بذلك، مع استمرار الاستعدادات لتطويق الفصائل المُسلحة واضعاف حماس.
الساعات المُقبلة حرجة جدا وقد تفجّر الأوضاع في أي لحظة ما لم يتم التراجع عن الاستفزاز الاسرائيلي الأول للفلسطينين بعد تشكيل الحكومة الجديدة. وكل شيء سيتعلق بطرق مسيرة الأعلام الاسرائيلية . وربما في إشارة الى خطورة الأوضاع اليوم الثلاثاء فإن السفارة الأمريكية في إسرائيل منعت موظفيها من دخول البلدة القديمة بالقدس واوصت المواطنين الأمريكيين باليقظة و اتخاذ الحيطة و الحذر …