ثقافة ومنوعات

  جمانا حدّاد تكشف وصايا شهرزاد الأخيرة والمثيرة

 لعبة_ الأمم القسم الثقافي 

لو كتبت جمانة حدّاد تُحدث ضجّة أو صدمة أو هزّة، ولو تحدّث، فهي تكسر كل المحرّمات والموروثات والتقاليد، تمامًا كأسطورة حواء التي تمرّدت على خالقها، وعصت النصائح والأوامر، وتناولت من الشجرة المُحرّمة ما يُرضي حريّتها وثورتها وتفوّقها على تحفّظ الرجل الأول . فكيف إذا كتبت هذه الأديبة اللُبنانيّة عن أسطورة أخرى تعيش في الخيال الجمعي لأجيال عديدة، اسمها شهرزاد، فتُلقي عليها تجربتها الخاصة في الحياة ونظرتها الى الحريّة بكل معانيها، وتضيف إليها من موسوع الخيال وتجارب الواقع في العلاقات الانسانية أو العلاقة بين الرجل والمرأة أو علاقة المرأة بجسدها؟ 

لا ندري بعد مدى الهزّة الارتدادية التي قد يحدثها مولودها الجديد الحامل عنوانًا واعدًا :” وصايا شهرزاد الأخيرة” ، لكن يمكننا ان نتوقع كثيرًا من التمرّد على الموروثات، وكثيرًا من كسر المُحرّمات، وجسرًا إضافيًّا صوب حرية العقل والجسد. 

فبعد خمسة عشر عاما على صدور مانيفستو «هكذا قتلتُ شهرزاد: اعترافات امرأة عربية غاضبة” الذي أحدث ضجّة إجتماعيّة وأدبيّة وثقافيّة كبيرة، والذي تُرجم إلى اكثر من عشرين لغة. تعود إلينا الأديبة والشاعرة والإعلامية اللُبنانيّة المتمرّدة على الخنوع والقيود، لتكتب على طريقتها، وصايا شهرزاد، فتدخل من بوابّات المرأة، والنسويّة، والجسد، والزواج، والعلاقات المتفلّتة من كل عقال،  والأمومة  وغيرها من اختبارات الحياة. تُقارع النظام الأبوي، بتمظهراته الساطعة وتلك المتوارية، منطلقة كعادتها من التجربتين الذاتية والعامّة، لتشارك أفكارها حول القضايا الراهنة،ذلك أنه نادرًا ما نجد كاتبًا يُشبه تمامًا ما يكتب ويقتنع به ويعيشه كما هي الحال مع جمانة حدّاد.

نحن إذًا أمام معادلاتٍ ومحاكماتٍ جديدة، حول الحرية،والحب، والعمر وغيرها من الثيمات، حيث تختلف التساؤلات وتتنوّع ليبقى الثابت الوحيد في هذا الكتاب هو الدعوة إلى التحرّر من كل الموروثات التي تقيّد النساء والرجال على السواء.

جمانة حدّاد 

شاعرة وكاتبة وإعلاميّة لبنانيّة، حازت جوائز عربيّة وعالميّة عدّة. شغلت منصب المسؤولة عن الصفحة الثقافيّة في جريدة «النهار»، أسّست مجلّة «جسد»، علّمت الكتابة الإبداعيّة في «الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة»، وقدّمت برنامج «كلمة حقّ» على شاشة «الحرّة». لها حاليًا بودكاست بعنوان «قعدة بنات»،

تُناقش فيه مواضيع العلاقات والحبّ والجنس وسواها من منظور نسويّ. تكتب دوريًّا في صحف ومواقع عربيّة وعالميّة. ناشطة في مجالات المساواة والعلمانيّة وحريّة التعبير خصوصًا، وحقوق الإنسان عمومًا. اختارتْها مجلّة «آرابيان بيزنيس» واحدةً من المئة امرأة عربيّة الأكثر تأثيرًا في العالم، بسبب نشاطها الثقافيّ والاجتماعيّ. تُتقن سبع لغات، وتُرجمت أعمالها إلى أكثر من 25 لغة، منها «عودة ليليت» و«أنطولوجيا الشعراء المنتحرين»، وعن نوفل «قفص»، «هكذا قتلتُ شهرزاد»، «سوبرمان عربي»، «الجنس الثالث»، «بنت الخيّاطة» و«القتيلة رقم 232. »

مقتطف  “وصايا شهرزاد الأخيرة”

ثمّة جراح لا تطيب إلّا إذا نُكئت مرارًا وتكرارًا، ومنها، بل أوّلها، جرح اللامساواة. وسنظلّ، نحن محارِبات هذه القضيّة في العالم أجمع، نصبّ الزيت وننكأ الجرح ونصوّب البوصلة ونصرخ ملء رئاتنا أنّ هذا الموضوع أولويّة مطلَقة وقصوى، حتى نرى تقدّمًا حقيقيًّا على هذا المستوى، تقدمًّا لا يتزعزع ولا يتداعى ولا تُطيحه رياح البطريركيّة.

وأنتِ أيّتها المرأة، تذكّري دائمًا، أينما كنتِ ومهما فعلتِ، أنّ جسدكِ، بما فيه من هيدروجين وأوكسجين وكربون ولحم ودم وأعضاء وأعصاب وأحلام ورغبات إلخ…، أنّ هذه المعجزة البيولوجيّة التي تختَبرين بها الدنيا بطولها وعرضها، والتي غالبًا ما تُسيئين معاملتها لأنّكِ تنسين، في خضمّ جشعكِ للعيش والاختبار، أنّها بحاجة إلى عناية واهتمام وحبّ… تذكّري، أقول، أنّ جسدكِ هذا ليس مِلكيّة العائلة، ولا مِلكيّة المجتمع، ولا مِلكيّة الدين، ولا مِلكيّة التقاليد، ولا مِلكيّة الوطن، ولا مِلكيّة الثقافة، ولا مِلكيّة الزوج/ة، ولا مِلكيّة الحبيب/ة، وهلمّ.

جسدكِ، حصرًا وتحديدًا ويقينًا ونهائيًّا، مِلكيّتكِ أنتِ وحدكِ.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button