آخر خبرقالت الصحف

جوائز مهرجان “كان” للكوميدا والحب ولإيراني معارض ومتحوّلة جنسيًّا

                         جوائز كان للكوميدا والحب ولإيراني معارض ومتحوّلة جنسيًّا

هكذا تناولت الصحف الاوروبية مهرجان “كان” الذي انتهى أمس مُخيّبًا آمال البعض، ومُفرحًا آخرين لكونه منح جوائزَ للحُبّ والضحك، أو للسياسة المناهضة للنظام الإيراني، أو للمتحوّلين جنسيَّا والموسيقى. 

هذه مقالة ترجمتها د. إيملي توران *:

حصل الأمريكي شون بيكر على السعفة الذهبية  عن فيلمه Anora”أنورا”، وهي كوميديا “مبهرة”،نالت استحسان الصحافة الدولية بشكل عام. ومع ذلك، يأسف البعض على نقص “الراديكالية” في الجوائز، مما يعكس منافسة “مخيبة للآمال” إلى حد ما.

 “في النهاية، كان الأمر يتعلق بالحبّ هذا العام في “كان”، وذهبت السعفة الذهبية إلى قصة حبّ تفجر بطريقة غامضة ورقيقة فكرة الرومانسية على طريقة سندريلا، بينما تؤمن بها إيماناً راسخاً”، وفق ما لخّصت الغارديان البريطانية.

الفيلم من إخراج الأمريكي شون بيكر – الذي سبق وأن نال فيلمه “ريد روكيت” شرف الاختيار الرسمي في كان عام 2021،  ويتناول تقلبات العلاقة بين راقصة تعري شابة وابن أحد الأوليغارشيين الروس. “نوع من ‘بريتي وومن’ المضحك” الذي يبقى انتصاره “مفاجئاً”، بحسب الصحيفة الاسبانية “إيل كورييري ديلا سيرا، “بالنظر إلى الصفر تسامح مع الكوميديا في المهرجانات”.

لكن هذه “أول سعفة ذهبية يفوز بها مخرج أمريكي منذ ‘شجرة الحياة’ لتيرينس ماليك في 2011” وهي حظيت بـ “نجاح واسع” عند عرضها، بحسب ما أشارت لوس أنجلوس تايمز. وكما هو الحال مع الأربع سعفات الذهبية السابقة، فإن الكوميديا الحالية استفادت من دعم الموزع الأمريكي المستقل نيون – صانع الملوك الجديد في هوليوود.

وتؤكد المجلة الإسبانية إلبايس أنَّ فوز “أنورا” “لا جدال فيه”. فهذا الفيلم وفق ما ذكرت رئيسة لجنة التحكيم،  الأمريكية، غريتا جيرويغ،  زاخرٌ بالإسانية، ومفعم بالأمل الذي أنعش قلوب لجنة التحكيم وأغلبية المحترفين المعتمدين في كان”.

لا “أفلام كبيرة براقة”

 نجح شون بيكر، البالغ من العمر 53 عاماً،  كذلك في كسب إعجاب الجمهور في حفل الختام بإلقاء مرافعة عن السينما في الصالات، فقال “علينا أن نحارب لصنع أفلام تُعرض في الصالات حيث نتشارك الفرح والحزن، والخوف، والضحك. ويجب أن يتذكر العالم أن مشاهدة فيلم على هاتفك المحمول أو في المنزل ليست الطريقة (الصحيحة) لمشاهدة الأفلام”، أضاف.

 لكن صحفًا أخرى مثل Le temps قالت :”إنّ مهرجان كان 2024  جاء فقيراً نسبياً بالأفلام الكبيرة البرّاقة التي ستخلد في الزمن”، لكن لجنة التحكيم قدمت مع ذلك “قائمة جوائز جميلة، سياسية وملتزمة، تعكس بشكل خاص المكانة البارزة التي أصبحت تحتلها النساء أخيراً في عالم السينما والمجتمع، رغم أنه لم يكن  هذا العام في المسابقة سوى أربع مخرجات دُعين للمنافسة”.

كانت نسخة هذا العام من مهرجان “كان”  لجمهورٍ انقسم بشأن خياراته، حيث لم يكن هناك “أي مفضل واضح”، وحيث “فقط بعض الأفلام” نالت “استحساناً شاملاً من النقاد”، بحسب هوليوود ريبورتر. من بين هذه الأخيرة، “بذور التين البري” للإيراني محمد رسولوف، الذي حصل على جائزة خاصة مصممة خصيصاً، خارج الجوائز المعتادة.

قرار أثار استياء صحيفة لو سوار، على غرار قائمة جوائز تفتقر إلى “الراديكالية”. “من خلال إنشاء جائزة خاصة للجنة التحكيم للفيلم، يبدو أن لجنة التحكيم وقعت في مأزق. فهذه الجائزة سياسية بحتة وليست فنية”، وفق الصحيفة البلجيكية نفسها.

“إنها طريقة لتحية شجاعة المخرج لصنع هذا الفيلم الاحتجاجي الذي يدعو إلى الحرية مهما كانت الظروف، إلى درجة دفع الثمن الباهظ، ولكن ماذا عن موهبته التي لا يمكن إنكارها كمؤلف؟ وضعه في قمة قائمة الجوائز كان سيكون عملاً راديكالياً، صفعة قوية للملايين ولكل نظام استبدادي”، أضافت الصحيفة.

صحيفة “لا ليبر بلجيك” قالت إنّ لجنة التحكيم “كادت تفوّت الفيلم الكبير للمهرجان”. فالجميع “كان يتوقع السعفة الذهبية” لمحمد رسولوف، الذي “اكتفى في النهاية بجائزة تعزية، جائزة خاصة للجنة التحكيم تم إنشاؤها لهذه المناسبة. الخيبة كانت كاملة”.

جائزة واحدة يبدو أنها حظيت بالإجماع، على العكس: جائزة التمثيل النسائي، التي مُنحت لممثلات الفيلم الموسيقي لجاك أوديار “إميليا بيريز”. من بينهن، الإسبانية كارلا صوفيا غاسكون، أول ممثلة متحولة جنسياً تفوز بجائزة في كان، التي ألقت خطاباً “ثورياً”، حسب إلبايس.

وأهدت جائزتها “لكل الأشخاص المتحولين، الذين يتحملون الكثير من الأذى كل يوم”. كانت متأثرة وحماسية في نفس الوقت، حذرت أن “غداً، سيكون هناك الكثير من التعليقات الفظيعة من أشخاص مروعين يقولون أشياء رهيبة عنا. لكن لدينا جميعاً القدرة على أن نصبح أشخاصاً أفضل. إذاً، سنرى ما إذا كنتم ستقررون التغيير، أيها الأوغاد!”.

خطاب نال إعجاب الجمهور و صحيفة “إلموندو” التي قالت “لقد حان الوقت لقول ذلك، فنحن نشعر بقليل من الخجل من التعبير المبتذل، من نقص الخيال، من الكليشيه… لكن لا يمكننا تجنب ذلك. لقد ولدت نجمة. ها قد قلناها”.

ترجمة عن صحيفة لوكورييه انترناسيونال

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button