باريس-لعبة الأمم
أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو اليوم اليوم خمسة مواقع ثقافية عالمية على قائمة التراث العالمي، وبينها منطقة “حمى” السعودية”. وفي تعريفها لهذه المنطقة السعودية ، قالت الاونسكو في بيانها :
” تقع حمى في منطقة جبلية قاحلة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وعلى أحد أقدم طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وتتضمن منطقة حمى الثقافية مجموعة كبيرة من الصور المنقوشة على الصخور التي تصوِّر الصيد والحيوانات والنباتات وأساليب الحياة لثقافة امتدت على 7 آلاف عام دون انقطاع. وكان المسافرون والجيوش، الذين يحلُّون في المكان، على مرِّ العصور وحتى وقت متأخر من القرن العشرين، يتركون خلفهم الكثير من الكتابات والنقوش على الصخور التي بقي معظمها محفوظاً على حاله.
وتأتي الكتابات على الصخور بعدة خطوط منها خط المسند والآرامي-النبطي والكتابة العربية الجنوبية والخط الثمودي والكتابة اليونانية والعربية. كما أنَّ هذا الموقع والمنطقة المحيطة به يزخران بآثار لم يجر التنقيب عنها بعد، وهي تتكون من أرجام وهياكل حجرية ومدافن وأدوات حجرية مبعثرة وآبار قديمة. ويقع هذا الموقع في أقدم محطة معروفة لتقاضي الرسوم وهي كائنة على أحد الطرق الهامة القديمة للقوافل، حيث توجد بئر حمى التي يرجع تاريخها إلى 3 آلاف عام مضى على الأقل، والتي لا تزال تعطي المياه العذبة حتى الآن”
كذلك أدرجت اليونسكو مواقع أثرية عابرة للحدود من النمسا وبلجيكا وتشيكيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأيرلندا الشمالية، وذلك إبّان الدورة الرابعة والأربعين المنعقدة عبر الإنترنت والتي تُدار أعمالها من مدينة فوزهو بالصين.
وهي كاللآتي :
المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والنمسا، وبلجيكا، وتشيكيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، مدن المنتجعات الصحية الأوروبية الكبرى
يضم الموقع العابر للحدود الوطنية لمدن المنتجعات الصحية الأوروبية الكبرى 11 مدينة موزّعة في سبعة بلدان أوروبية، ألا وهي: بادن باي فين (النمسا)؛ سبا (بلجيكا)؛ فرانتشكوفي لازني (تشيكيا)؛ كارلوفي فاري (تشيكيا)؛ ماريانسكي لازني (تشيكيا)؛ فيشي (فرنسا)؛ باد إمس (ألمانيا)؛ بادن بادن (ألمانيا)؛ باد كيسينغن (ألمانيا)؛ مونتيكاتيني تيرمي (إيطاليا)؛ ومدينة باث (المملكة المتحدة). وتطوّرت هذه المدن كافة في محيط ينابيع المياه المعدنيّة الطبيعيّة، وتقف شاهداً على ثقافة المنتجعات الصحية الأوروبية الدولية التي تبلوَرت في الفترة الممتدة بين مطلع القرن الثامن عشر وثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهو ما أدَّى إلى ظهور منتجعات دولية كبرى أثّرت في النماذج الحضرية لمجموعات مباني المنتجعات الصحيّة مثل كورهاوس وكورسال (المباني والغرف المخصصة للعلاج) وغرف المضخات وقاعات الشرب والأروقة والحجرات المصمّمة لتسخير موارد المياه المعدنية الطبيعيّة والاستفادة منها لأغراض الاستحمام والشرب. وتشمل المرافق ذات الصلة الحدائق وغرف التجميع والملاهي والمسارح والفنادق والقصور، ناهيك عن هياكل الدعم الأساسية الخاصة بالمنتجعات الصحية. وجرى دمج جميع هذه المباني في سياق حضري شامل يتضمن بيئة ترفيهية وعلاجية تُدار بعناية في أحضان مناظر طبيعية خلّابة. وتُجسّد هذه المواقع مجتمعةً شكلاً هاماً من أشكال تبادل القيم الإنسانية والتطورات التي طرأت على مجالات الطب والعلوم والتداوي بالاستحمام والمياه المعدنية.
فرنسا، منارة كوردوان
تنتصب منارة كوردوان فوق هضبة صخرية تقع في المياه الضحلة للمحيط الأطلسي عند مصب الجيروند، في بيئة غير مؤاتية إلى حدٍّ كبير ومعرَّضة بشدة للعوامل الجوية. وقد بُنيت بالأحجار الجيرية البيضاء المنحوتة في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، حيث صمَّمها المهندس لويس دي فوا وأدخل عليها تعديلات المهندس جوزيف تولير في أواخر القرن الثامن عشر. ويعتبر برج المنارة الضخم من روائع التشوير البحري، تزينه الأعمدة الجدارية الناتئة والمقرنسات. وتجسد المنارة المراحل الهامة للتاريخ المعماري والتكنولوجي للمنارات، إذ بُنيت بغية الاستمرار في التقليد المتَّبع في بناء الفنارات المشهورة في العصور القديمة، لتكون مثالاً على فن بناء المنارات في فترة تجددت فيها الملاحة، وأدَّت فيها الفنارات دوراً هاماً كنقاط علام على اليابسة وكأدوات للسلامة. وأخيراً، تشهد زيادة ارتفاع المنارة في أواخر القرن الثامن عشر والتغييرات التي أُدخلت على حجرة الضوء فيها، على التقدم الذي طرأ على العلوم والتكنولوجيا في ذلك العصر. وقد استلهمت في أشكالها المعمارية من النماذج القديمة ومن الأسلوب المتكلِّف لعصر النهضة ومن النمط المعماري الخاص بالمعهد العالي للجسور والطرق في فرنسا.
ألمانيا، مرتفع ماتيلدنهوة في درامشتات
أسَّس دوق هسن الأكبر، إرنست لودفغ، في عام 1897 مجمع دارمشتات للفن على مرتفع ماتيلدنهوة، وهو أعلى نقطة مطلة على مدينة درامشتات التي تقع غرب وسط ألمانيا، ليكون مركزاً للحركات الناشئة في مجال العمارة والفنون والحِرف. وقد صمَّم الفنانون الأعضاء في المجمع الأبنية فيه لتكون بيئات تجريبية للعيش والعمل فيها على نسق مطلع طراز الحداثة. وقد جرى توسيع المجمَّع خلال المعارض الدولية المتلاحقة التي أقيمت في عام 1901 و1904 و1908 و1914. وهو يشهد اليوم على بواكير فن العمارة الحديثة وتخطيط المدن وتصميم المناظر الطبيعية، التي تأثرت جميعها بحركة الفنون والحِرف وبحركة انفصال فيينا. وتتألف الممتلكات المتسلسلة من جزئين مكونين لها يضمَّان 23 عنصراً، مثل برج العرس (1908) وصالة المعارض (1908)، وبستان أشجار الدلب (1833، 1904-1914)، والكنيسة الروسية “مريم المجدلية” (1897-1899)، وحوض أزهار الزنبق والنصب التذكاري لغوتفريد شواب (1905)، والعريشة والحديقة (1914)، وسرادق الحديقة “معبد البجع” (1914)، ونافورة إرنست لودفغ والمنازل ومحترَفات الفنانين التي يبلغ عددها 13 والتي بنيت داخل مجمع دارمشتات للفن ومن أجل المعارض الدولية. ويضمُّ المجمع عنصراً إضافياً يتألف من مجموعة من ثلاثة منازل بنيت من أجل المعرض الذي أقيم في عام 1904.
إيطاليا، سلاسل اللوحات الجدارية في بادوفا التي تعود إلى القرن الرابع عشر
يتألَّف الموقع من ثمانية مجمَّعات دينية وعلمانية تقع ضمن أسوار مدينة بادوفا التاريخية، وهي تضمُّ سلسلة من اللوحات الجدارية التي رسمها عدة فنانين بين عامي 1302 و1397 بناءً على طلب عدة رعاة للفن وهي موجودة داخل أبنية ذات وظائف مختلفة. وعلى الرغم من ذلك، حافظت هذه اللوحات الجدارية على وحدة الأسلوب والمحتوى، ومن بينها سلسلة اللوحات الجدارية لجوتو في ” كنيسة سكروفيني”، التي تعتبر بداية حدوث تطور ثوري في تاريخ اللوحات الجدارية، وسلاسل من اللوحات الجدارية التي تعود لفنانين آخرين، مثل بيترو وجوليانو دا ريميني وغوارينتو دي آربو، وجوستو دي دينابوي وآلتيكييرو دا زيفيو، وجاكوبو أفانزي وجاكوبو دا فيرونا. وتبيِّن هذه المجموعة من سلاسل اللوحات الجدارية تطوُّر الفن الجداري خلال قرن من الزمن، كما تنمُّ عن تولُّد زخم إبداعي وطريقة فهم جديدة لتصوير المكان.
من المقرر أن يستمر إدراج المواقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي حتى 28 تموز/يوليو.