سامي كليب
حقّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في جولته القصيرة أمس على الكنيست الإسرائيلي وشرم الشيخ المصريّة، أكثر ممّا انتظر. فهو لن يجدَ في أي مكانٍ في العالم، مثلَ هذا التصفيق والمديح اللذَين يُذكّرانِ بتصفيق مجلس الشعب السوريّ مثلاً في عهدَي الرئيسين حافظ وبشّار الأسد أو الرئيس صدّام حسين وغيرهم، أو بتصفيق شعوب عربيّة أخرى حين تلتقي بالقائد المُفدّى في عصر الخطابات الحماسيّة الشعبويّة التي لم تؤد سوى إلى الهزائم تلو الهزائم. وقد انتشى ترامب بكلّ هذا المشهد السوريالي الذي عوّض له قليلاً عن خسارة جائزة نوبل للسلام.
الواقع أنّه ما كان لهذا المشهد أن يتحقّق، ولا للحرب أن تتوقّف لولا العوامل التاليّة:
نظرًا لكلّ هذا ولاقتراب الانتخابات التشريعيّة في الولايات المتحدة، اتخذ الرئيس ترامب قرار وقف الحرب، وفرضه فرضًا على نتنياهو. هذا ممتاز كي يتنفس أهلُّ غزّة، ويحصلوا على الغذاء والدواء، ويدفنوا شهداءهم، لكنْ هل كلُّ الكلام الكبير حول السلام واللحظة التاريخية والصفحة الجديدة في الشرق الأوسط واقعي؟
من الصعب الاقتناع بذلك، إذا ما قيس بتجارب الماضي، فإسرائيل وعلى مختلف أنواع حكوماتها، افشلت كلَّ المساعي العربيّة للسلام. ومنذ مؤتمر مدريد مرورًا بأوسلو والقمّة العربيّة في بيروت عام ٢٠٠٢، وصولاً إلى الاتفاقات الإبراهيميّة، لم تقدّم إسرائيل أيَّ شيء للسلام، بل استمرت بقضم الأرض وقتل البشر وتعزيز سرطان المستوطنات وزجّ آلاف الفلسطينييّن في المعتقلات.
وإذا كان ليس مُستبعدًا أن يخترع نتنياهو أيَّ سببٍ لاستئناف الحرب ضدّ غزة، أو لتفجيرها مُجدَّدًا ضدَّ لُبنان وإيران، فإنَّ المطلوب عربيًّا انتهاز هذه اللحظة العاطفية الكُبرى من التضامن مع فلسطين، ومن الجنوح ولو الطفيف عند ترامب صوب تحقيق السلام، والعمل على توسيع قاعدة الضغوط لتشمل ليس فقط الدول الأوروبيّة بل الصين وروسيا أيضًا، بغية الضغط على إسرائيل لتغيير نهجها كي لا تخسر كلّ مصالحها، وإقناع إدارة ترامب بأنّ الفرصة مؤاتيه لقيام دولة فلسطينيّة ولو منزوعة السلاح والكثير من الصلاحيات في الوقت الراهن، وكذلك اقناع الجانب الفلسطينيّ بضرورة تشكيل قيادة فلسطينيّة جديدة وموحَّدة تقود غزّة والضفّة، بما يحافظ على مصالح الشعب الفلسطينيّ ويخاطب الرأي العام العالمي بلغة جديدة، بدلاً من الاقتتال الغبيّ بين الفلسطينيّين الذي فرش السجّاد الأحمر للاحتلال.
غير ذلك، سيبقى مجرّد مهرجان خطابيّ، كان بطله الوحيد دونالد ترامب الذي قد يغيّر رأيه في أي لحظة.
أدّى سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى تغيّر جذري في طبيعة الوجود…
إيمانويل أداماكيس، الذي مثّل طويلاً الكنيسة الأرثوذكسية، هو اليوم متروبوليت خلقيدونية، أحد أقدم الكراسي الأسقفية…
جان ماري غينو – موفد خاص لصحيفة لوفيغارو إلى أنقرة ذكّر البابا، أمام الرئيس التركي…
Le privilège du blanc. Rituel d’élégance et de diplomatie dans l’ombre du Vatican Nadine Sayegh-Paris…
Les « Pyramides » d’Idlib. Héritage oublié de la Syrie byzantine ! Nadine Sayegh-Paris Au cœur…