آخر خبر

ماذا بعد هجوم الحزب والرد عليه

سامي كليب

ينقسم الناس حاليًّا في لبنان ودولٍ عربية ، بين قائلٍ بأنَّ هجوم الحزب أصاب أهدافًا حسّاسة وأنَّ الأمين العام للحزب سيتحدث عنها الليلة، وبين قائل بأنَّ إسرائيل استبقت الهجوم وأصابت أهدافًا حسّاسة منعت الحزب من تحقيق أهدافه.

لا شك في أنَّ الساعات المُقبلة ستوضح أكثر من الجانبين اللُبنانيّ والإسرائيليّ، لكن ماذا في القراءة السياسية الأوسع ؟

* لا توجد حربٌ لأجل الحرب، لا بُدَّ  إذًا من هدف سياسي، وهنا تكمن المُشكلة الكبرى. مَن يُحدّد الهدف وكيف؟. هذه قضية لن تُحسم قبل انتهاء الانتخابات الاميركية، وقد لا تُحسم بعدها بسبب حرب أوكرانيا المتصاعدة. إذا التصعيد مستمر.

* ثمَّة اعتقادٌ غربيٌّ بأن روسيا وقعت في فخّ أوكرانيا، وحماس في فخّ إسرائيل، وأنَّ القتال شيءٌ والنتائجَ السياسية شيءٌ آخر. ويعتقد أصحاب هذا الرأي، بأنَّ إيران أدركت أنَّ من مصلحتها عدم الانجرار إلى فخ أوسع مماثل، ولذلك هي توازن بين كرامتها الوطنية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة على أرضها، وبين المصالح السياسية العُليا التي تفترض عدم الخروج من منطق التفاوض.

* تُدرك إسرائيل أنَّ إيران شارفت على القنبلة النووية ( ثمَّة من يقول إنَّها ربما انتجتها)، وتعرف أنّ إبقاء إيران خارج نطاق الحرب الحاليَّة لن يكون لصالحها، لأنَّ طهران ستُطوّر مع حلفائها اسلحة جديدة وتستعيد نشاطها. لذلك فإنَّ نتنياهو ( والذي يختلف مع كثيرين عنده في هذا التحليل) يعتبر أنَّ ضرب أيران الآن سيكون أقلَّ كلفة من مواجهتها لاحقا، ويعرف أنَّه لا يستطيع تحقيقَ ذلك بلا غطاء ودعم غربيّين تمامًا كما يحصل لصالح أوكرانيا.

* خلاصة القول: إنَّ العالم الآن يشهد مؤشراتِ رسمِ خرائط جديدة، وإنَّ الغرب لن يترك إسرائيل تُهزم مهما حصل، فمصيرُها مرتبط ٌبمصيره، ( وطبعا روسيا والصين ليستا بوارد القبول بهزيمة اسرائيل ايضًا بل تستهدفان أميركا) من هنا الكلام عن مستقبل غزّة بعد الحرب، وعن دور الاطلسي عند حدود روسيا بعد أوكرانيا، وعن الخطط المُعلنة والسرية للمواجهة الحتمية مع الصين.

لذلك فإن ما سيحصل في غزّة ولبنان وأوكرانيا قبل الانتخابات الاميركية سيُحدّد الكثير من معالم المرحلة المُقبلة . وهذا يفترض أن يُحسّن كلُّ طرفٍ شروطَه العسكرية ويرفع مستوى الضغط إلى اقصاه. ولا بأس بين حين وآخر من الكلام عن صفقة هنا وهدنة هُناك. ليس انتهاءُ الحرب مسألةَ أيام أو أسابيع، نحن أمام فترةٍ معقّدة جدًّا خصوصًا أنَّ الانتخابات الاميركية غيرُ واضحة الأفق، وارتفاعَ وتيرة الدعم الغربي لأوكرانيا ليس مطمئنًا حيال مستقبل هذه الحرب التي قد تأخذ أبعادًا عالمية أخطر.

lo3bat elomam

Recent Posts

غيمةَ العطر..اسكبيها

مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…

3 days ago

Et si le maquillage n’était pas seulement une affaire de femmes !

Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…

5 days ago

هآرتس: لم نحقق شيئًا، ولم نهزم أحدًا، واقتصادُنا منهار وشبابُنا يهاجرون

ترجمة عن صحيفة هآرتس  لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…

5 days ago

ملتقى أبو ظبي: وهم الاستقرار في عالم مضطرب ولكن….

 ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…

6 days ago

Quand changer l’heure devient une affaire d’état !

Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…

2 weeks ago

ماذا سيفعل ترامب في فلسطين واوكرانيا

  Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…

2 weeks ago