سامي كليب
قال الزعيم التاريخي للصين ماوتسي تونغ، “إنَّ إسرائيل وتايوان قاعدتان للاستعمار في آسيا، حيث أسَّس الغربُ إسرائيلَ ضدَّ العرب، وتايوان ضدّ الصين”…ليس ربما من قَبيل الصُدف إذًا، أن تكثّف الصين مناوراتِها العسكرية العقابية حول تايوان بعد أن عبّر الرئيس التايواني الجديد عن نزعة استقلالية، وترفع في الوقت نفسه، مستوى ووتيرة دورها في الشرق الأوسط والخليج بحيث تنجح في جمع إيران والسعودية على أرضها، وها هي اليوم تدفع الأطراف الفلسطينية والفصائل للمصالحة أيضًا على أرضها وتوقيع اتفاق هام جدى لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الحرب على غزة، وذلك بعد فترة قصيرة على استقبالها 4 قادة عرب للمشاركة في افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصينيّ العربيّ.
نص اتفاق الفصائل الفلسطينيّة في الصين الذي أُعلن اليوم على :
باتت الصين ترتبط بالعرب بمصالح كُبرى وبحجمِ تبادل تجاري فاق 350 مليارَ دولار أي بزيادة 40 % عن الأعوام الماضية، وصارت شريكًا أولاً لدول عربية كانت تاريخيًّا أقرب الى الولايات المتحدة الأميركيّة وبريطانيا مثل السعودية والإمارات. وهي إذا ترتبط أيضًا بإسرائيل بعلاقات قويّة، الاّ أنَّ موقفها الثابت لم يتزعزع حيال الحقّ الفلسطينيّ بدولة فلسطينية عاصمتُها القدس الشرقيّة، والمطالبة بمؤتمر دوليّ للسلام بهدف حلّ النزاع، ومناصرة للحق الفلسطيني في مجلس الأمن.
تُريد الصين أن تكون وسيطًا في الصراع المستمر منذ أكثرَ من سبعة وسبعين عامًا، وحين استضافت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ، اجتماعًا لوزراء خارجية السلطة الفلسطينية وإندونيسيا ومصر والسعودية والأردن لإجراء محادثات تهدف إلى “تخفيف التصعيد” في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، جاهرت مُجدَّدًا بهذه المواقف.
وهي المواقف نفسها التي ترسّخت في القمّة العربيّة الصينيّة في السعوديّة، والتي حملت عنوان «قمة الرياض العربية – الصينية للتعاون والتنمية»، حيث تمّ التأكيد على التالي:
بالتزامن، نصَّ إعلان الرياض على أن الدول العربية تتمسك بشدة بمبدأ الصين الواحدة، وتدعم الصين في حماية سيادتها ووحدة أراضيها، وتؤكد مجددًا أن تايوان جزءٌ لا يتجزأ من أراضي الصين.
كذلك فإنَّ العلاقاتُ الإسرائيلية الصينية تطوّرت على نحوٍ كبير في العقدين الماضيين رغم الضغوط الأميركية الهائلة على إسرائيل لمنعها من ذلك أو للحدّ منه ، قبل أن تتراجع هذه العلاقات بعد جائحة كوروبا، ثم تتقهقر أكثر بعد الموقف الصيني العادل حيال فلسطين.
وهذه نظرة سريعة على علاقات الصين بإسرائيل:
انطلاقًا مما تقدم، يمكن القول إنَّ الصين تتربّع على عرش العلاقات النامية جدًا مع العرب من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، وهي بالتالي، لا تستطيع فقط جمع الفصائل الفلسطينيّة، لكن يُمكنها أيضًا العمل حثيثًا على إعادة إطلاق مسار تفاوضي أكثر عدالة من الذي عرفناه منذ تسعينيات القرن الماضي، وأقرب الى الواقع، وإلى منح الفلسطينييّن حقهم، وإقناع الاحتلال بأنَّ الحروب ما عادت مفيدة له. لكن هل سيتركها الأطلسيّ تتقدم على مواقعه التقليديّة؟ على الأرجح لا ، الا اذا كان في ذلك مصلحة حقيقية لإنقاذ إسرائيل من كبواتها.
ولذلك، ربما على الدول العربية انتهاز هذه الفرصة الصينية الكبيرة، والعمل مع بكين على رفع مستوى الضغوط، اذا كانت فلسطين فعلاً مهمّة لهم
أ.د ماريز يونس ( أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية) في ذلك الصباح، لم يكن…
Des salles d’asile à l’école maternelle ! Nadine Sayegh-Paris Evoquer l’école nous fait directement penser à…
سامي كليب افتتاحية-الصراحة افضل الاستقبال الاستثنائي الذي أحيط به الرئيس جوزيف عون في السعودية، والذي…
Du natron au sapo, pour arriver au savon ! Nadine Sayegh-Paris Le savon, produit d’hygiène et…
مرح إبراهيم ثلاثة أشهر مرّت على اللحظة النفسيّة التي جسّدتها ليلة الثّامن من كانون الأوّل…
سامي كليب: كتب عالِم النفس الشهير سيغموند فرويد منذ عقودٍ طويلة : " إن الإنسانَ…