ديانا غرز الدين- القسم الثقافي
هل تؤمن بمقولة ” حصيلة الدموع تبقى ثابتة دائما” ؟ هذا ما قالته سيدة سويسرية ذكية للكاتبة الالمانية التي كتبت مذكراتها على مدى شهرين من العام ١٩٤٥ .
” في الواقع ، لا يهم بأيّ رب يؤمن شعب ما، او مقدار صافي دخله، ان كمية الدموع، الالم و الغضب، التي يدفعها كل انسان للحياة، تظل ثابتة. فالشعوب المرفهة تتخبط في العصبية و الملل، و آخرون، يتعرضون لتعذيب غير مسبوق”.
احيانا، تقف الكاتبة مندهشة من قدرتها على التحمّل، التي بها تحاول ان تسجّل وقائع ذلك الزمن الأبدي. على وقع القنابل التي تهتز لها جدران البيت، كتبت:” اذا انهدم العالم من حولك، فحُطامه سيُبقيك شجاعًا”.
مذكرات الصحافية الالمانية مارتا هيلرس عن سقوط برلين بيد الاتحاد السوفيتي في أواخر الحرب العالميه الثانيه اثارت ردات فعل سلبية بين اواسط النقّاد و القرّاء على السواء. ففي كتابها الشهير “امرأة في برلين” وصفت الجوع و نوبات الخوف والاغتصاب و تداعياته. كذلك وصفت شخصيات و طبائع الجنود السوفيات بشكل موضوعي من دون اي مشاعر كره او غضب او رغبة بالانتقام. جرَّدتهم من القابهم و اعادتهم الى حظيرة الانسانية حيث حلَّلت دوافع أعمالهم من منطلق انهم بشرٌ مثلنا، فيما صوَّرت جُبنَ رجالهن الالمان و استسلامهم السريع ما اثار زوبعة من الانتقادات ضد الكتاب.
اكثر ما يميز مذكراتها هو الإصرار على وصف شعور الجوع و الخوف من الموت جوعا. و الانشغال الدائم في البحث عن الطعام . في الحرب، حسب قولها، “ينزل المرء الى المستوى العام من الشكل و المحتوى حيث ينغمر في العواطف الجمعية. و العزلة المتغطرسة التي سارت بها حياتي الخاصة عادة، دخلَتْ في صراع مع الرغبة في ان اكون مثل الاخرين تماما، في ان انتمي الى معاناة الشعب و التاريخ.”
“غدا سوف اذهب للبحث عن نبات القريص و احاول العثور على بعض الفحم، ما يفصل بيننا و بين الموت جوعا هو مؤونتنا الصغيرة، انا قلقة جدا عليها مثل ما يقلق رجل ثري على امواله.”
و عن شح الطعام بشكل دائم كتبت:
” يبدو ان تسليم اللحوم قد انقطع مجددا، هذا يضايق النساء اكثر من الحرب برمّتها، هذه هي قوتنا نحن النساء، تدور في رؤوسنا دائما المشاكل الآنية، نشعر بالسعادة اذا استطعنا ان نهرب من القلق حول المستقبل الى المشاكل اليومية، و نغض النظر عن رؤية الأشياء الكبيرة”.
أمَّا فيما يخصُّ موضوع الاغتصاب ايام الحرب، فقد اضاءت الكاتبة بشكل متحفظ، و احيانا مع بعض التفاصيل، على العلاقة المعقدة بين المغتصب/المحتل الروسي، و النساء الالمانيات. منهن من اضطرت الى مقايضة الجنس مقابل بعض الطعام، و غيرهن فضَّلن الانتحار شنقا، و اخريات كانت حظوظهن اقل فتركت تلك الافعال بهن ندوبا لا تشفى مدى الحياة.
“الجسم الذي استوليَ عليه ضد ارادته، يظل يتألم ردًا على ذلك”
“هاتان الفتاتان سُرقت منهما ثمارُ الحب الاولى، و من تبدأ من النهاية، و بمثل هذه الطريقة الحيوانية، سوف لن تعرف ابدا فيما بعد، ماذا يعني ان ترتعش مع اول لمسة من رجل”.
برأي الكاتبة ان ظاهرة الاغتصاب الجماعي علاجها جماعي ايضا، ” كل امرأة تساعد الاخرى، لانها بالحديث عمَّا حصل معها، تُعبّر عن مشاعرها، و تعطي الفرصة للاخريات لبث تجاربهن، و هكذا تتخلص من التفكير في الماضي “.
تعرضت مئات الالاف من النساء الالمانيات للاغتصاب و الاجهاض و الامراض الجنسية في فترة الحرب. هذا الكتاب موجز لقباحة و همجية الحروب . نشرته الكاتبة تحت اسم “مجهول” خجلا و خوفا من مقاطعة المجتمع. مارتا هيلرز كاتبة و صحافية ألمانية ( ١٩١١ _٢٠٠١) زارت العديد من البلدان الأوروبية و درست في السوربون الفرنسية و عملت في عدة صحف اميركية و أوروبية.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…