آخر خبر

    الرئيس تبون يخسر 3 أشهر ليربح 5 سنوات

    الرئيس تبون يخسر 3 أشهر ليربح 5 سنوات

حيدر حيدورة-الجزائر

في خطوة فاجأت كل من يهتم بالشأن الجزائري داخليًا و خارجيًا قرر الرئيس عبد المجيد تبون اجراء انتخابات رئاسية قبل 94 يوماً من موعدها الدستوري و حدد يوم  السابع من سبتمبر القادم موعدا لها بعد اجتماع في مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية ضمّ رئيسي مجلس الامّة و النواب و قائد أركان الجيش و رئيسي الحكومة و المحكمة الدستورية إضافة إلى رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات و وزير الداخلية.

القرار غير المتوقع و المفاجئ لاقى بُعيد الإعلان عنه   ترحيب اهم الأحزاب السياسية مثل حزب جبهة التحرير الوطني و حركة مجتمع السلم و التجمع الوطني الديمقراطي التي اتفق قادتُها على   ان القرار جاء عكس ما روّج له بعض الإعلام الفرنسي في الأسابيع الماضية إضافة إلى بعض ما جاء في الصحافة المغربية عن نية الرئيس تبون تأجيل الانتخابات الرئاسية عن موعدها الرسمي نتيجة لخلافات داخل أروقة السلطة.

 أكدت الأحزاب كذلك ان القرار يضمن استمرار الإصلاحات الدستورية و الاقتصادية التي بدأها الرئيس تبون خلال ولايته الحالية و يضمن أيضاً استمرار عمل مؤسسات الدولة.

 وطالبت حركة مجتمع السلم عبر رئيسها عبد العالي حساني بتوفير جو انتخابي نزيه يضمن شفافية الانتخابات و يسمح بالوصول إلى جزائر نامية و متطورة رغم أنه حتى الآن لا يوجد مرشحون فعليون لهذا المنصب.

قبل أسابيع من هذا القرار الرئاسي،  و نظراً لان الانتخابات الرئاسية كانت مقررة قبل نهاية السنة الحالية، كان لسفراء بعض الدول الأوروبية كفرنسا و اسبانيا إضافة إلى السفيرة الأمريكية جولاتٌ على قيادات الأحزاب الجزائرية الموالية و المعارضة للسلطة الحالية لاستمزاج آراء و مواقف هذه الأحزاب من الانتخابات و السؤال عن المرشحين المحتملين لها.

 وفي هذا السياق، كشفت لويزة حنون زعيمة حزب العمال ان السفيرة الامريكية إليزابيت اوين سألتها صراحة عمّا اذا كانت عازمة على الترشّح لهذه الانتخابات أم لا.

  من جهته،الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف اوشيش أعلن أن الجبهة معنية  بالاستحقاق الرئاسي و لكنها لم تقرر حتى الآن ان كانت ستشارك عبر أمينها الأول أم عبر الاتفاق على شخصية وطنية أخرى تحظى بتوافق العديد من الأحزاب عليها.

 أما حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض فقد طالب بحوار جدي بين مكونات الطبقة السياسية المعارض للسلطة من أجل الاتفاق على مرشح يحظى بتأكيد أغلبية الجزائريين.

المرشحة الوحيدة  المُعلنة حتى الآن هي رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير و الرقي زبيدة عسول، والتي أعلنت ترشيحَها قبل أسابيع رغم أنًّها كانت دائمًا من أبرز المعارضين و الرافضين للمشاركة في المواعيد الانتخابية مع السلطة الحالية.

بعض المعارضين قالوا إنَّ أسبابا داخلية و طارئة حتَّمت إجراء الانتخابات المسبقة ،وربط البعض منهم  ذلك بموعد الزيارة المتفق عليها بين الرئيسين  الفرنسي و الجزائري إلى باريس خلال تشرين الأول/أكتوبرالمقبل.

يريد الرئيس تبون ان تكون هذه الزيارة بداية لتصحيح العلاقات المتوترة مع فرنسا، ويفضّل ان يقوم بها و هو رئيسٌ منتخب لا مرشح للانتخابات و هذا ما يفتح الباب واسعًا أمام تأويلات كثيرة لمعارضيه داخل الجزائر و بأنّه يسعى للحصول على ضوء أخضر فرنسي للفوز بعهدة ثانية.                    

الأكيد أن الأسابيع المُقبلة ستكون عامرة بالأحداث و القرارات ذات العلاقة بالموعد الانتخابي، و في حين يرى البعض ان قرار تعجيل إجراء الانتخابات الرئاسية سيسمح للرئيس تبون بالانسحاب من الحياة السياسية نظرا لسنه الذي قارب 78سنة، و يريد بالتالي فتحَ المجال لشخصيات أخرى كما فعل الرئيس السابق اليمين زروال.                                     فإنَّ الأغلبية ترى ان الرئيس  تبون بدأ منذ أشهر حملته الانتخابية من أجل عهدة ثانية يكمل فيها مشروعه السياسي و الاقتصادي خاصة و انَّ الجزائر تعرف استقراراً سياسيًا و اقتصاديًا يشهد لها الجميع به.

وقد و بدأت  الجزائر فعليًّا باستعادة حضورها على الساحات كافة عربيًا و افريقيًا و عالميًّا رغم بعض الإخفاقات التي عرفتها خاصة بعد عدم إمكانية دخولها إلى منظمة البريكس في خلال العام الماضي، و خيبة الأمل التي عرفتها الجزائر بعد ان كان الجميع يعتقد أن الأمور أصبحت في الجيب، و أنَّ الحلفاء الروس و الصينيين لن يتركوها وحيدة بالمنافسة أمام بعض الدول التي كانت تتنافس على دخول هذه المنظمة الاقتصادية العالمية.

في جميع الأحوال يجب الإشارة إلى أنَّ المتابع للشأن الجزائري يرى أن الرئيس تبون يحظى بشعبية كبيرة عند الجزائريين، ولا شكَّ في أن  موقفه الداعم والثابت والحاسم حيال فلسطين وقضيتها ومقاومتها، يُشّكل في الوقت الراهن، إضافةً كبيرة لشعبيته، ذلك أنًّ الدعم الكبير والشامل الذي تحظى به المقاومة الفلسطينية في الشارع الجزائري لا حدود له على كافة المستويات شعبيَّا وسياسيًّا و دبلوماسيًّا. وحتى الان لا توجد أي إشارات لمرشحين جدين محتملين لمنصب رئاسة الجمهورية و هذا ما ستكشفه الأيام و الأسابيع القليلة القادمة.

lo3bat elomam

Recent Posts

غيمةَ العطر..اسكبيها

مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…

4 days ago

Et si le maquillage n’était pas seulement une affaire de femmes !

Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…

5 days ago

هآرتس: لم نحقق شيئًا، ولم نهزم أحدًا، واقتصادُنا منهار وشبابُنا يهاجرون

ترجمة عن صحيفة هآرتس  لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…

5 days ago

ملتقى أبو ظبي: وهم الاستقرار في عالم مضطرب ولكن….

 ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…

6 days ago

Quand changer l’heure devient une affaire d’état !

Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…

2 weeks ago

ماذا سيفعل ترامب في فلسطين واوكرانيا

  Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…

2 weeks ago