الجزائر قريبًا عاصمة عالمية للغاز
حيدر حيدورة-الجزائر
استكملت الأجهزة الأمنية و الإدارية المختصة الاستعدادات لقمّة الغاز المقرر عقدُها في 29 شباط /فبراير الجاري، حتّى 2 م آذار/ مارس المقبل في العاصمة الجزائرية. وذلك كي تجري في أحسن الظروف و بما يضمن نجاحها و يحقق نجاحًا إضافًّا للجزائر في إطار إنجازات سابقة مثل انعقاد القمة العربية العام الفائت.
من المنتظر أن تُعزّز هذه القمة الهامة التعاون بين الأعضاء الإثني عشر لهذا المنتدى العالمي، في وقتٍ أصبح الغاز الطبيعي ركيزةً أساسيّة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة مع ضمان استقرار أسواق هذه الثروة و التطرّق إلى الأمن خاصة بعد حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني ضد أهل غزة و الرد الذي يقوم به الحوثيون انطلاقًا من اليمن تضامُنا مع غزّة، والذي أدّى إلى عدم استقرار الإبحارِ بين باب المندب و قناة السويس.
و خلال ندوة حول القمة عقدت في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالجزائر قال مدير المعهد الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد :” إن الجزائر تدافع في مسارها الدائم من أجل توحيد الجهود بما يخدم مصالح الجميع من دول منتجة و دول مستهلكة”، مؤكّدًا على تجربة الجزائر الرائدة في الحوار و تقريب الآراء و هذا ما سيؤدي إلى تعزيز دورها على الصعيد الدولي.
الخبير الأردني المختص ممدوح سلامة اكّد من جهته أنَّ قمة الجزائر ستعرف نجاحا ضخما، لأن الأهداف التي تُعقَد من أجلها تكمن في الحفاظ على مصالح الدول المنتجة و المصدرة للغاز في العالم، و مصالح المستهلكين ايضاً، أمام بعض المساعي التي تهدف الى الإبقاء على الأسعار منخفضة وهو ما يؤثر على التنمية في الدول المنتجة.
هذا ما أكّد عليه أيضًأ البروفسور الجزائري شمس الدين شيتور، مُعتبرًا أن التحدي الرئيسي للقمة هو رفعُ سعر الغاز بسبب تراجعه مؤخّراً، وشدّد على ضرورة تدخل أعضاء المنتدى الاثني عشر بشكل مشترك لإعطاء سعر حقيقي و معقول يُرضي المنتج و المستهلك.
يُشار إلى أنَّ الجزائر تحتل المرتبة الثانية من بين الدول المصدرة للغاز الطبيعي في العالم عن طريق الأنابيب نحو الاتحاد الأوروبي وتُمثل حصَّتُها 19٪ بعد النرويج التي جاءت في المرتبة الأولى بحصة 54٪ بينما حلّت روسيا في المرتبة الثالثة ب17٪.
كذلك فإنَّ الجزائر تمتلك أنبوبًا لنقل الغاز نحو إيطاليا وآخر نحو إسبانيا و سيكون لها دورٌ كبير في إنجاز أنبوب من نيجيريا إلى أوروبا و يمرّ عبرها.
يحرص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون شخصيًّا على التحضيرات الخاصة بـ إنجاح هذه القمة السابعة خاصة أنها ستعرف مشاركة العديد من الرؤساء وبينهم الرئيس الإيراني و الرئيس الفنزويلي وممثل شخصيّ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين و أمير قطر. ويأمل الرئيس تبّون بأن يتمَّ الاتفاقُ على تشكيل منظّمة عالمية للغاز مثل منظمة الأوبك التي تدافع عن مصالح الدول المنتجة. ومن المُنتظر أن يكون إعلان الجزائر خلال القمة عاكِسًا تطابق الرؤية و الموقف المشترك للدول الأعضاء حول مختلف المسائل المرتبطة بالغاز انتاجًا و استهلاكاً على مثال دور الغاز في الانتقال الطاقوي و أهمية المنشآت الغازية النظيفة و الاستثمارات كمورد طاقوي نظيف و موثوق كبديل للطاقات الملوثة للجو.
من المعروف أنّ انتاج الدول المشاركة يمثل 70٪ من احتياطات الغاز العالمية و الجزائر تتميز بالاحتياطات الثالثة عالميا من حيث بترول العز الصخري و الذي يقدر ب 20 ألف مليار متر مكعب، و لم يبدأ حتى الآن اسغلاله نظرًا لتكلفته العالية و تأثير استخراجه على البنية التحتية و تلوث البيئة الجوفية .
القمة السابعة للغاز هذه، تتزامن مع ذكرى الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس الراحل هواري بومدين في 24 فبراير 1971 و أعلن فيه تأميم قطاع المحروقات الجزائرية، الأمر الذي أدى إلى استرجاع الجزائر حقولها النفطية والغازية من الشركات الفرنسية،وهو ما أثر إيجابا على الخزينة الجزائرية، و سمح بتحقيق المخصصات القادمة التي كانت تهدف إلى تنمية الاقتصاد الوطني، و دعم الشركات العمومية التي تم تمويلها من عائدات النفط، و ساهم في بناء قاعدة صناعية محلية كبرى. و كان أيضا لقرار التأميم دورٌ كبير لاحقًا أثناء حرب أكتوبر 73 و القرار العربي الشهير باستعمال سلاح النفط ضد كل حلفاء العدو الصهيوني و الذي للأسف لم يُعاد استعماله مرة أخرى دعما لقضية فلسطين و لقضايا العرب العادلة.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…