مجلس حاخامات أميركا يطالب بايدن بوقف الابادة
في اليوم الدّولي لذكرى المحرقة اليهوديّة (الهولوكست)، قام مجلس الحاخامات الأمريكي المعروف بميله صوب السلام، بتوجيه رسالة إلى الرّئيس الأمريكي جو بايدن؛ يدعوه فيها لوقف دعمه لإسرائيل في حربها على غزّة؛ مُعتبرًا هذه الحرب؛ حرب إبادة بحق الفلسطينيّين. وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز نص هذه الرسالة، وهنا ترجمتها بقلم الزميلة روزيت الفار:
“عزيزي الرّئيس بايدن،
كحاخامات أمريكيّين، نكتب إليكم بحزن عميق وغضب.
يصادف غداً ( امس) اليوم الدّولي لإحياء ذكرى المحرقة (الهولوكوست) والّذي علينا أن نكرّم فيه؛ أرواحَ الملايين من النّاس الّذين قضوا خلال الإبادة الجماعيّة الّتي ارتكبها النّظام النّازي والّتي شملت 6 ملايين من أسلافنا اليهود، وهي الصّدمة الّتي لا يزال صداها يتردّد في مجتمعاتنا وبين عائلاتنا إلى يومنا هذا. نتذكّرها بوقت متزامن مع ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة جماعيّة تُنفّذ بحقّ الفلسطينيّين وللأسف، بمساعدة وتحريض من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، مدركين حجم القسوة الّتي على اليهود تحمّلها أو استيعابها حين يرون دولة يهوديّة تقوم بهذا السّلوك.
نحن مضطرّون للحديث بشفافيّة أخلاقيّة الآن عمّا يحدث للفلسطينيّين. ونفعل ذلك ليس من أجل ماضينا؛ بل بسببه.
نعلم علم اليقين ما يعنيه سماعنا عن مسؤولين إسرائيلييّن وهم يجرّدون شعباً بأكملِه من صفته البشريّة وينعتون أفراده بالحيوانات، ونشاهد قوّات جيشهم تمارس أعمال قتل جماعي لعشرات الآلاف من هذا الشّعب وتدمّر، وبطريقة ممنهجة، البنى التّحتيّة المدنيّة والمؤسّسات الثّقافيّة والجامعات والمستشفيات وتمنع عنه عمداً؛ الغذاء والدّواء والمأوى الآمن.
هناك لحظات علينا فيها أخذ قرارات أخلاقيّة حاسمة.
فمن تعاليم التّوراه، وكما أفاد سفر التّثنية 19-30: “لقد وضعت أمامكم خياري الحياة والموت. النّعمة واللّعنة. اختاروا الحياة والنّعمة”.
لقد اخترت يا بايدن؛ الموت.
فبدلاً من أن تستخدم سلطتك الواسعة لمنع وإنهاء هذه الإبادة، فإنّك لجأت إلى مساندتها والتّحريض عليها بتسليحها وتمويلها وخلق غطاء دبلوماسيّ لها.
فإن كان قولك: “لا يمكن لذلك أن يحدث مجدّداً” يحمل أيَّ معنى؛ فعليه أن يحمل معنى الشّموليّة وأن ينطبق على الجميع. “Never again” must mean “Never again for anyone”
يُشار الى ان المجلس المذكور كان قد أكّد دعمه الطّلب الّذي تقدّمت به جنوب أفريقيا مؤخّراً امام محكمة العدل الدّوليّة والّتي اتّهمت فيه إسرائيل بانتهاك اتفاقيّة عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعيّة والمعاقبة عليها. كما وأوضح دعمه لمنظّمات حقوق الإنسان والفلسطينيّين داخل وخارج وطنهم المحتل؛ برفع قضيّة ضدّ بايدن لفشله في منع هذه الإبادة بل بدعمها وتمويلها.
في الواقع لم يكن المجلس وحيدًا بين الأصوات اليهودية التي اعترضت على الحرب، فالصّوت اليهودي من أجل السّلام. Jewish Voice for Peace – JVP وهي منظّمة حقوقيّة ناشطة بالولايات المتّحدة الأمريكيّة، تأسّست بالعام 1996 على يد توني كوشنر ونعوم تشومسكي، اليهودي المعتدل وصديق الفلسطينيّين، تدين حرب الابادة أيضًا، وتركّز على الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهي بذلك تستوحي عملها من التّقاليد اليهوديّة من أجل السّلام والعدالة الاجتماعيّة وحقوق الإنسان لدعم تطلّعات الإسرائيليّين والفلسطينيّين نحو الأمن وتقرير المصير، وتسعى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضّفّة والقطاع (قطاع غزّة) والقدس الشّرقيّة. معادية للصّهيونيّة المتطرّفة وتقرّ بحقّ العودة للفلسطينيّين.
وفي العاشر من الشهر الجاري ،اعتصم عشرات الحاخامات اليهود داخل أروقة مجلس الأمن الدوليّ في نيويورك، مطالبين بوقف فوري ودائم للحرب الإسرائيلية على غزّة، وحثوا إدارة الرئيس بايدن على عدم استخدام حق النقض الفيتو . نظّمت هذا الاعتصام منظمات يهودية بينها “الصوت اليهودي من أجل السلام” و”يهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية” و”حاخامات من أجل وقف إطلاق النار”. وشارك فيه 36 حاخاما، حملوا لافتات ضد الحرب على غزة ورددوا شعارات تطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وجاء في كلمة ألقتها إحدى المشاركات بالاعتصام “نحن هنا لدعم الأمم المتحدة للتحرك من أجل وقف إطلاق نار دائم في غزة، وللمطالبة بتنحي الولايات المتحدة عن طريق الأمم المتحدة لاتخاذ عمل عاجل لحماية أرواح الأبرياء. نحن هنا لأن الأمم المتحدة هي المكان المناسب للقيام بتحركات حقيقية لوقف إطلاق النار ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها خلال الحرب”.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…