المُحاسبة وغياب المعارضة، يُعبّدان الطريق أمام تبّون لولاية ثانية.
حيدر حيدورة-الجزائر
مع بداية العام الحالي بدأ العد العكسي لولاية الرئيس عبد المجيد تبّون، لتنتهي ولاية حملت معها العديد من الايجابيات على البلاد، من تحسُّن واضح للوضع الامني و محاولات جدية للحدّ من المشاكل الاقتصادية التي عرفها العالم بأجمعه بعد انتشار وباء كورونا و ما ادى اليه من ركود اقتصادي عالمي و تراجع واضح لأسعار النفط و الغاز و الذين تعتمد عليهم الجزائر بشكل كبير لتلبية حاجات البلد. و رغم ذلك اتخذت إدارة الرئيس تبّون العديد من القرارات لمساعدة المواطن العادي عبر البدء بتطبيق منحة البطالة الشهرية و التي يستفيد منها اكثر من مليون مواطن عاطل من العمل في محاولة جديدة لمساعدة هؤلاء على مواجهة مصاعب الحياة اليومية.
أفسحت السنة الاخيرة لولاية الرئيس عبد المجيد تبون في المجال بشكل طبيعي للتفكير و التحضير لعهدة رئاسية ثانية حسب ما ينص عليه الدستور الجزائري. ولم ينف الرئيس تبون خوضه لها فخلال خطابه الاخير امام مجلس النواب و الامة و الذي يعتبر حدثا جديدا في الحياة السياسية الجزائرية و عندما طالبه البعض بالترشح لها رد “فيها خير” من خلال ترك الكلمة للشعب دون تفصيل اكثر في الموضوع و واصل خطابه بشكل عادي حتى النهاية و الذي كان يتضمن حصيلة اعماله في السنوات الماضية و برنامج عمل للمرحلة المقبلة و هذا ما يؤكد عدم رفضه للمبدأ من اساسه.
في الاسابيع و الاشهر الأخيرة، قام الرئيس تبون بعزل والي ولاية غليزان و العديد من كوادر الولاية لعدم التزامهم و تقصيرهم في تنفيذ تعليمات رئاسية حسب بيان رئاسة الجمهورية دون اعطاء اي تفاصيل، كذلك تمَّ عزل وزير الفلاحة من منصبه لأنه خلال رده على سؤال لاحد الصحافيين حول اسعار الخضار و خاصة البطاطا التي اعتبرها الصحافي غالية على جيب المواطن، طالبه الوزير بتغيير مكان سكنه حتَّى يشتريها بسعر ارخص، و عندما انتشر الفيديو بين الوزير و الصحافي تم عزل الوزير مباشرة من منصبه و تعيين شخص اخر مكانه.
في الايام الاخيرة ايضا عزل الرئيس تبون رئيس جهاز الشرطة و تم وضع العديد من ضباط امن مطار وهران غرب البلاد و مسؤولي ادارة المطار في السجن بعد حادثة فرار احد المواطنين الى فرنسا عبر التسلل الى غرفة عجلات احدى الطائرات الجزائرية و عثر عليه في مطار باريس بحالة صحية خطيرة فامر الرئيس تبون جهاز امن المخابرات الداخلي التحقيق مباشرة بالحادث و اكتشفوا العديد من الثغرات الامنية و طالبوا باتخاذ اجراءات ردعية سريعة و الذي لم يتأخر الرئيس تبون باتخاذها.
على الصعيد السياسي و بعد تغيير قيادة حزب جبهة التحرير الوطني اثر المؤتمر الاخير للحزب في الاسابيع الاخيرة و الذي يعتبر اكبر حزب في البلاد و تأكيد القيادة الجديدة على الدور الهام الذي يؤديه الرئيس تبّون من اجل استقرار و تطور الجزائر و استعادة دورها في العديد من المحافل الدولية اضافة الى الموقف المعروف لحزب التجمع الوطني الديموقراطي المؤيد لسياسة الرئيس تبون منذ بداية عهده و حتى حزب حركة البناء الاسلامي التي يتزعمها عبد القادر بن قرينة الذي لم يترك مناسبة الا و أشاد فيها بدور الرئيس تبّون في استعادة هيبة الدولة ووضعها على الطريق الصحيح بعد محاولة انحرافها لصالح الطغمة المالية في اواخر عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة اضافة الى الغياب التام للأحزاب الاخرى عن الساحة السياسية مثل حركة المجتمع الاسلامي التي غيَّرت قيادتها في الاشهر الاخيرة و جبهة المستقبل ايضا التي عرفت خلافات داخلية ادت الى انسحاب العديد من كوادرها و انسحاب رئيسها عبد العزيز بلعيد عن القيادة. ˛
كل هذه الأمور، من محاسبة المسؤولين الذين ارتكبوا اخطاء و عزلهم، إلى غياب المعارضة السياسية الجديّة، إضافة إلى التأييد الشعبي الكبير للرئيس عبد المجيد تبون في مواقفه الدائمة المناصرة للشعب الفلسطيني و مقاومته الباسلة، فتحت الطريق له من اجل الفوز بعهدة ثانية حتى يكمل مشروعه السياسي و يسترجع للجزائر دورها الكبير على الساحتين العربية و الدولية خاصة و انها التحقت مع بداية العام في عضوية مجلس الامن للأعضاء غير الدائمين و الذي ينتظر منها ان تلعب دورا كبيرا لصالح القضية الفلسطينية و الشعوب المناضلة في العالم.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…