قراءة أوليّة لأسباب ومآلات اغتيال صالح العاروري
سامي كليب:
هذه أبرز المُلاحظات الأوليّة على اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة عبرّ الاستهداف الإسرائيلي لمقرّه المؤقت في ضاحية بيروت الجنوبيّة.
أولاً : هذا اغتيالٌ مُنتظر منذ زمنٍ يعود إلى ما قبل طوفان الأقصى، ذلك أن العاروري مستهدف إسرائيليًّا بسبب التُهم المساقة إليه من قبل الاحتلال بتنظيم عملياتٍ ضدّه، وبنسج شبكةِ علاقاتٍ خارجيّة وداخليّة مؤثرة عسكريًّا وسياسيًّا، إضافة الى الشكوك بدوره في تأليب الضفّة الغربية.
ثانيًّا: هذا الاغتيال مُنتظر بعد أن أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو أنّها ستقتلُ كلّ قادة حركة حماس وكتائب القسّام في الداخل والخارج.
ثالثاً: يأتي الاغتيال بعد أيامٍ قليلة على اغتيال إسرائيل أيضًا للقيادي في الحرس الثوريّ الإيراني السيد رضي الموسوي على الأراضي السورية. فصالح العاروروي تمامًا كالموسوي هُما من رجال التنسيق العسكري والسياسيّ في إطار المحور المقاوم، والذين يعملون مع طهران وحزب الله وغيرهِما في تنسيق ما سُميّت بوحدة الساحات.
رابعًا: يأتي الإغتيال في مرحلة مفصليّة بالنسبة لنتنياهو وإسرائيل بشكل عام، ذلك أنّه بعد ثلاثة أشهر من الحرب الضروس التي شُنّت على غزّة من البحر والجوّ والبرّ وبمواكبة استخبارية دقيقة من قِبل الاسطول الأميركي وقواتٍ أطلسيّة، ما زال الاحتلال عاجزًا عن تنفيذ الأهداف التي رفعها منذ بداية هذه الحرب، أي القضاء على حماس، وإطلاق سرح كل الرهائن. لذلك فإن هذا الاغتيال الذي يأتي في لحظة الشكوك في النجاح بالمعركة، وفي لحظة ارتفاع لغة التشكيك بنتنياهو والمطالبة برحيله والضغط للخروج من غزة والتفاوض، يُعطي نتنياهو شيئًا من المعنويات خصوصًا أنّه يعد شعبه بالقضاء على حماس ولكن بعد معركة طويلة ..
خامسًا: جاءت عملية اغتيال صالح العاروري بعدما أعلن حزبُ الله في الساعات القليلة الماضية استهدافه لأكثر من مقرٍ عسكريٍ حيويّ إسرائيلي في ثكنة زرعيت وغيرها.
الآن ما المتوقّع :
لا شك أن وقوع عملية الاغتيال في واحدة من أكثر المناطق اللُبنانية حساسيّة أمنية بالنسبة لحزب الله وحلفائه، أي الضاحة الجنوبيّة، أمرٌ لا يُمكن السكوتُ عنه، لان هذا الاختراق الأمني الكبير لهذا المعقل المدروس بدقة أمنيًا ، يعني السماح للجيش الإسرائيلي ومخابراته بالعودة الى ما كان عليه شأنُهم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي من مسلسل الاغتيالات في قلب بيروت.. فمن طال صالح العاروري في قلب الضاحية ، لا بُد أن يستطيع أن يطال أي مسؤول آخر…. ومن هنُا سيُدرس الأمر جيدا لمعرفة أين حصل الاختراق التجسسي وكيف.
من غير المنتظر إذًا الاّ يرد الحزب ومعه حلفاؤه الفلسطينيّون، ولكن السؤال، هل سيكون الردُ محدودًا أم أوسع من المتوقّع، وهل إن إسرائيل الذي نفّذت عملية الاغتيال تُريد جرّ الحزب الى حرب أوسع، أم انها ستسارع الى القول بإنها لم تغتل مسؤولا من حزب الله وإنما من حماس وان الذنب هو ذنب حماس التي تتخذ من لُبنان مسرحًا لها وهو ما أسماه نتنياهو بحماسستان.
أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان قد هدّد سابقا، بأن اغتيال أي مسؤولي من الحزب أو من الفلسطينيين او السوريين أو غيرهم من أطراف المقاومة في لُبنان يعني استهدافا للحزب، وهو بالتالي لا يستطيع السكوت على هذه العملية التي وقعت حيث الكثير من مقاره الحزبية والسياسية والإعلامية والأمنية.
متى وكيف سيكون الرد، هذا يبقى مرهونًا بتخطيط الحزب وحلفائه، وبدراسة حدودِه، وذلك لعلهمه بأن الهدف قد يكون جرُّهم الى ما هو أوسع بتوقيت إسرائيلي.
هل يُمكن عدم الرد، في الواقع هذا الأمر سيكون شبهَ مُستحيل لأنه يعني أن معركة إعلامية وسياسية سُتخاض بشراسة ضد الحزب وتتهمه بالعجز عن الرد وبأنه لا يُريد فتح المعركة ولا يلتزم بشعار وحدة الساحات.
لذلك يُمكن القول بأن الساعات والأيام القليلة المُقبلة، مفتوحة على أكثرّ من مجهول، وكلُّها ليست سهلةً مهما تقاطرت منذ هذه الساعة المساعي الدوليّة والإقليمية للتهدئة.
فالرد له ثمنٌ كبير وعدم الرد له ثمن قد يكون أكبر.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…