ملاحظات أوليّة على طوفان مفصليّ قد يمتد إلى الخارج
سامي كليب:
يحتاج ما حصل في فلسطين اليوم قليلاً من الوقت لمعرفةِ كلّ أسبابِه ورصدِ تطوّراته المُحتملة في الداخل والخارج، لكنّ الأكيد أنّه أمرٌ غير مسبوق، وأنّ النجاح بالتحضير له بعيدًا عن أعين إحدى أهم استخبارات العالم، وتنفيذه بدقة من البرّ والبحر والجوّ، وأسرِ عددٍ كبير من الإسرائيليين بين مستوطنين وغيرهم، أمورٌ تفترض أنّ ما بدأ لن ينتهيَ قريبًا، وأنّ المنطقة أمام حدثٍ مفصليّ قد يمتدُّ إلى لُبنان وسوريا وصولاً إلى إيران.
وهذه أبرز الملاحظات الأوليّة:
السؤال المحوريّ الآن، بعد أن تحاول إسرائيل تصوير المعركة على أنّها ” إرهاب” ضدّها، وبعد أن يتقاطر الغربُ إلى دعمِها، كالمعتاد، على اعتبار أنّها حمامة سلام مُعتدى عليها، ماذا سيحصل؟
نتنياهو بحاجة الى الانتقام ردًّا لبعض الاعتبار، والجيش الإسرائيلي والاستخبارات يحتاجان ردًّا للتخفيف من الصدمة الوجوديّة لشعبهم. ليس مُستبعدًا إذًا أن نشهد في الساعات والأيام المُقبلة ارتفاعًا في مستوى التصعيد العسكري تحت ما اسمته اسرائيل ” السيوف الحديديّة” ( وكأنما هناك سيوف خشبية!!)، يتركّز على الداخل وعلى قادة كتائب القسّام. وقد يرفع نتيناهو مستوى المواجهة عبر اتهام دولٍ وأحزابٍ خارجيّة بدعم ما حصل من حزب الله إلى دمشق فإيران، ويقوم بتنفيذ عملياتٍ مفصليّة لاحقًا، ما قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب. وهُنا لا بُدّ من سؤال عمّا إذا ما كان الذي قامت به كتائب القسّام مُنسّقًا مُسبقًا مع أطراف في المحور، وما إذا كانت هذه الأطراف تُريد هي الأخرى الانخراط في ما هو أوسع؟ ربما ليس من صالِحها التدخّل الآن خصوصًا إذا بقي الفلسطينيون قادرين على الإمساك بزمام المبادرة. لكن لا شيء سيمنع في لحظة معينة وربما قريبا فتح كوّة في منطقة مزارع شبعا، وربما لاحقا في الجبهة الجنوبية لسورية… يبدو هذه المرة أن المحور يتحرّك على نحو متّصل لكن بشكل متدرّج، واذا شعر بالحاجة الى التدخل لن يتردّد مهما كانت النتائج.
لكن عملية الأسر الواسعة التى نفّذها الفلسطينيون ضد إسرائيليين عسكريّين ومستوطنين ، ستفرض التفاوض عاجِلاً أم آجلاً، وهذا سيحصل حتمًا بعد محاولة إسرائيل الانتقام، لانَّ التفاوض من موقع الضعف سيكثف مفاعيل الصدمة الوجوديّة.
هي لحظة مفصليّة إذًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وربما العربي الإسرائيلي حتّى ولو كانت الاعنف حاليًّا، وذلك لو أحسن النظام الرسمي العربي انتهازَها للضغط مع بعض الحلفاء الدوليّين غير المنحازين لإسرائيل، لفرض نمط جديد من التفاوض، يُجبر إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتُها القدس، ويوقف زحف المستوطنات، ويفك الحصار عن غزة وغيرها، ولربّما تغيّر وجه المنطقة.
هذا طبعًا إذا تخلّت إسرائيل عن بعضِ غرورِها واقتنعت بأن العنف سيزيد عزيمة الفلسطيني لإزالة الاحتلال وليس العكس.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…