الحزب يُهدّد وإسرائيل تضرب، أتندلعُ الحربُ؟
سامي كليب:
حين كتب القائد السابق لسلاح المشاة الإسرائيليّ اللواء رونين إيتسيك أنّ الجيش الإسرائيلي بات يفضّل سياسة “المعركة بين الحروب” على خِيار الحرب المفتوحة والمواجهة المُباشرة، كان يعني تمامًا تلك الضربات التي تستهدفُ القوات الإيرانية وقواتِ حزب الله في سوريا، وعددًا من الاغتيالات والاختراقات السيبرانية أو العسكرية في العُمقِ الإيراني.
غالبًا ما تقولُ إسرائيل إنَّها لا تستهدفُ الجيش السوري، وإنّما الصواريخ الإيرانية المتّجهة إلى حزب الله. تقولُ ذلك ليسَ حُبًّا بسوريا، بل لعدمِ إثارة روسيا التي رسمت معها خطوطًا حُمرًا بهذا الشأن منذ اندلاع الحرب السورية، بحيث يغضُّ الرئيس فلاديمير بوتين الطَرْفَ عن استهداف القوات الإيرانيّة والصواريخ، شرطَ عدمِ الاقتراب من القواعد الروسيّة أو من الجيش السوريّ.
ووفقَ معلوماتٍ مُتداولة، فإنّ الأخطر في الاستهداف الأخير، ليس منطقة الكسوة وجبل مانع، ولا ضرب رادار في السويداء مضاد للطائرات، بل الوصول بالقصف الصاروخيّ إلى قلب منطقة كفرسوسة التي فيها مربّعات أمنيّة، وربما كان فيها مسؤولون إيرانيون أثناء القصف.
لم يكن من قَبيلِ الصُدفةِ ثالثًا أن يكون هذا الكلامُ الإسرائيليّ مُطابِقًا تمامًا لما قالته وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا لصحيفة ” الشرق الأوسط” أثناء توجّهها قبلَ أسبوعين الى السعودية والإمارات العربيّة المُتّحدة بعد استقبال باريس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أكّدت أنّ: “إيران تُهدّد محيطَها الإقليميّ وتسعى إلى زعزعة استقراره. وتعمل مباشرةً في البلدان المجاورة لها وعبر وسطاء يحققون مصالحها، وإنّ هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار آخذةٌ في التصاعد. ويتجلّى الأمرُ بوضوح عند النظر في جميع المِلفات التّي تشمل الملفَ النووي بطبيعةِ الحال، وكذلك الزيادةَ الهائلةَ في ترسانة الصواريخ الإيرانيّة والطائرات المسيَّرة عن بُعد،
وأكرّر أننا عازمون على التصدي لها”.
واضحٌ إذًا أنّ المنطقة التي تشهدُ حاليًّا عودة ل ” المعارك بين الحروب”، ستعيشُ مرحلةً أكثر اضطرابًا على خط إسرائيل-إيران وحلفائهما، ذلك أنّ انخراط طهران بالحرب الأوكرانيّة ودعمَها لموسكو بالطائرات المُسّيرة، إضافةً إلى ما تمّ الاتفاقُ عليه في خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى الصين في الأيام الماضية، عواملُ كافية كي يشعر الإسرائيلي المُحرج في وضع الداخليّ، أنّ ثمة فُرصة مُـتاحة حاليًّا بغطاء دوليّ، لتكثيف الضربات على إيران المُحرجة أيضًا داخليًّا وحلفائها.
هل يُمكن أن تنتقل ” المعارك بين الحروب” الى حربٍ أوسع؟
الجواب المبدئي، هو أنّ ليس في مصلحة أحد حربٌ واسعةٌ الآن، لكن احتمال الانزلاق في أيّ لحظة ممُكن.
نقرأ مثلاً في كتاب فرنسيّ صدر في أواخر العام الماضي، بعنوان ” حربُ الظلّ بين إسرائيل والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الجيشُ الإسرائيليُّ ضدَّ محور المقاومة الإيرانيّ” للباحث Oren Chauvel ، التالي:
الكتاب الفرنسي الذي صدر قبل ترسيم الحدود البحريّة بين لُبنان وإسرائيل، يضع مجموعة سيناريوهات للحرب، وبينها أن تكون شاملة لكلّ المحور، أيّ من الداخل الفلسطينيّ مرورًا بلُبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى إيران، لكنه يُشير بالمقابل إلى كوارثيّة كلّ ذلك، وإلى الخطر الجديد المتمثّل بالطائرات المُسيّرة. يبدو أنَّ المسيّرات هي الخطر الأكبر حاليًّا مع الصواريخ والنووي، ولذلك يتمّ تشكيل جبهة واسعة من أميركا الى أوروبا فإسرائيل ضدّ طهران، الأمر الذي يشي باضطرابٍ أكبر على عدد من الجبهات، وذلك فيما ترشح معلومات عن عودة إيران والسعوديّة الى جولة جديدة من المحادثات.
سامي كليب: كتب عالِم النفس الشهير سيغموند فرويد منذ عقودٍ طويلة : " إن الإنسانَ…
Le système métrique et le pied du roi ! Nadine Sayegh-Paris Combien de mesures, de…
Et si le cœur n’était pas vraiment un cœur ! Nadine Sayegh-Paris Comme tout le monde…
ديانا غرز الدين سؤال غريب ، من يصنع من؟ هل الواقع يصنعنا ام نحن نصنعه؟…
روزيت الفار-عمّان أنطونيو غرامشي الذي تأثر به كثيرون ومنهم المفكّر إدوارد سعيد؟ كيف يمكننا إسقاط…
حيدر حيدورة-الجزائر في ظل ازمة حادة تعرفها العلاقات الجزائرية الفرنسية لم تشهدها منذ الاستقلال حتى…