هكذا تتخلص من سموم الجسد وتحمي صحتك
هكذا تتخلص من سموم الجسد وتحمي صحتك
روزيت الفار-عمّان
يستخدم الكثيرون “الطّعام” كآليّة للتّعامل مع المشاعر؛ كالقلق والتّوتّر أو لإطالة مدّة الاستمتاع بتناوله. يمكن لذلك أن يفيد على المدى القصير؛ غير أنّه سيخلّف مزيداً من مشاعر النّدم والإحساس بالذّنب حين يؤدّي لزيادة بالوزن ويؤثّر بصحّة الشّخص العامّة؛ فتتضاعف حينئذٍ مشاكله النّفسيّة والجسديّة.
يعرّف علم النّفس بأنّه علم السّلوك. فهو دراسة لكيف ولماذا يفعل النّاس ما يفعلون. أمّا بالنّسبة لتعامل النّاس مع الطّعام (سيكولوجيا الأكل Food Psychology) فهو دراسة نفسيّة لكيفيّة اختيار الأشخاص لطعامهم وسلوكيّاتهم عند تناوله. تشمل تحديد أنماط الأكل لديهم وإيجاد طرق لتغيير سلوكيّاتهم. كذلك للتّعريف بأنماط التّفكير المدمّرة للذّات والّتي تساهم في عرقلة التّحكّم بالوزن وتقديم طرق لعلاجها. كاضطّرابات الإفراط بالأكل، فقدان الشّهيّة، النّحول والسّمنة. وبشكل عام؛ تهدف سيكولوجيا الطّعام لجعل الشّخص قادراً على إحداث توازن بين إلتزامه بنمط أكل صحّي وبين التّحدّيات (المغريات) الّتي تمنعه عن ذلك.
العوامل الّتي تؤثّر في نظرتنا نحو الطّعام وسلوكنا في تناوله.
– ثقافيّة مجتمعيّة تتعلّق بنظرة النّاس للشّخص النّحيل أو السّمين.
– مرتبطة بالحالة الاقتصاديّة والمعيشيّة للفرد.
– نفسيّة تتعلّق بعقليّة الشّخص وبصحّته النّفسيّة.
يستخدم علماء وخبراء النّفس ما يسمّى بنهج السّلوك المعرفي في العلاج لكونِهِ يتعامل مع أنماط التّفكير والسّلوك ويقدّمون بعض النّصائح. ويتناول:
- تحديد استعداد الشّخص للتّغيير.
- تعليم كيفيّة المراقبة الذّاتيّة، وكيفيّة جعل الفرد أكثر وعياً بمحفّزات الأكل وباختيارات أنواع الطّعام وكمّيّاتها.
- استخدام وسيلة “الإلهاء” لتشتيت الفكر وشغف الأكل؛ واستبداله بممارسات صحّيّة. كالقراءة وممارسة الرّياضة والمشي أو تعلّم أحدى المهارات.
- كسر المحفّزات المرتبطة بالأكل وتحديد تناوله بمكان واحد، كطاولة الطّعام، وعدم توفير خيارات طعام غير صحّيّة في متناول اليد؛ واستبدالها بأصناف صحّيّة.
- إيجاد الدّعم الاجتماعي. أي إحاطة نفسك بأشخاص داعمين.
- استخدام عبارات إيجابيّة عند التّحدّث لنفسك بدل العبارات السّلبيّة المدمّرة للإرادة والذّات. فمثلاً: “أدرك أنّي مفرط بالأكل وأحتاج إلى التّفكير في إيقاف هذا الوضع” وأسأل نفسي، “هل أنا جائع حقّاً أم أنّه مجرّد شغف وسيمر؟”، “أنا احتاج لفهم سبب هذا الإفراط وعليّ وضع خطّة للتّعامل معه ويجب أن تنجح”.
- الحرص على أن تكون واعياً أثناء تناول الطّعام ومدركاً لما تأكله ولكميّته. فمثلاً عدم الأكل أثناء مشاهدة التّلفاز وعدم تناوله من الطّبق الرّئيسي.
تُبنى عمليّة إدارة الوزن على وجوب إحداث تغيير في طريقة التّفكير بالأكل وبأسلوب الحياة وعلى المدى الطّويل. فلا يمكنك أن تنجح بأيّ نظام حمية مهما كان نوعه إذا كان قصير المدى.
يشرح طبيب التّغذية والتّثقيف الصّحّي الأمريكي Dr. Berg والمتخصّص في حمية “النّظام المتقطّع والكيتو” كيفيّة التّخلّص من التّأثير السّيّء للكربوهيدرات والسّكريّات والكحول وأضرارها. علماً بأنّ ارتفاع السّكر بالجسم يتلف أنسجة الجسم وخلاياه ويؤثّر على وظائف العين والكلى والجهاز العصبي بما فيها الدّماغ، وعلى الجدران الدّاخليّة للشّرايين، ويعمل كالصّدأ على تآكلها. وينصح بتناول الألياف مع أو بعد تناول الحلويّات أو النّشويّات مباشرة لتخفيف أثارها السّلبيّة المتمثّلة بزيادة مستوى الأنسولين، فكلّما زاد استهلاك الألياف قلّت استجابة الأنسولين. ويوضّح بأنّ تناول السّكاكر(Refined Sugar) يمنع أو يخفض مستوى الاستفادة من المواد المغذّية والفيتامينات وبعض المعادن الموجودة في الطّعام وأهمّها البوتاسيوم وB1. فعمليّة حرق السّكّر أو تخزينه تحتاج في عملها لاستخدام هذين العنصرين؛ ممّا يسبّب انخفاضهما؛ الأمر الّذي يؤدّي لتزايد في ضربات القلب وارتفاع بمستوى التّوتّر والضّغط. لذلك عند تناول الحلويّات يجب تعويض تلك العناصر بتناول الألياف الموجودة بوفرة في الخضار أو الخمائر الطّبيعيّة.
يعمل كلٌّ من زيت الزّيتون وخل التّفّاح وخل البلسميك على خفض استجابة الأنسولين. بمعنى أنَّنا بتناولنا لطبق من السّلطة (الألياف) يحتوي على جميع هذه المكوّنات نكون قد تخلّصنا من أضرار ما أكلناه من السّكّر أو الكربوهيدرات.
تعتبر القرفة من أفضل البهارات الّتي تعمل على تخفيض سكّر الدّم. كذلك تناول الدّهون مع الوجبات يخفض من استجابة الأنسولين. ولا يجب أن ننسى مساهمة الرّياضة والمشي في حرق السّكّر والتّخلّص من أضراره.
إنَّ اتّباع نظام الصّيام والتّباعد بين الوجبات يحفّز نشاط الجينات الخاصّة بإصلاح خلايا وأنسجة الجسم التّالفة الّتي يسبّبُها تناول السّكّر والكحول، كذلك يساعد بإنتاج الأجسام المضادّة لمحاربة الأمراض.
يمتص الدّماغ الغلوكوز مباشرة بعد تناول السّكّر للقيام بنشاطه ممّا يؤثّر على إضعاف المهارات المعرفيّة ومستوى الوعي والتّركيز. لذلك علينا استبدالها بالكيتونات -وهي المفضّلة عنده وينتجها الجسم عند القيام بنشاط بدني أو بتناول أغذية مولّدة لها مثل اللّحوم الدّهنيّة والزّبدة والمكسّرات والأفوكادو وزيت MCT- فيسارع الدّماغ لامتصاصها والاستفادة منها بدل الغلوكوز ممّا يعمل على تعزيز عمليّة الوعي والتّركيز وتحسين المزاج.
بالنّهاية، تختلف الأجسام بحاجاتها لأنواع الطّعام وكمّيّاته. لندع الفطرة، كالأطفال، تحدّد لنا ما نحتاجه دون أيّ تدخّل من جانبنا. فهم يرفضون أي زيادة وأي نوع من الطّعام خارج حاجة أجسامهم.