على دروب الحرير، مشينا
هناء الصالح
هناك كتب نقرؤها ونحكم عليها. وهناك كتب تحكُم علينا. هذا ما حدث لي بالفعل عند لقائي بالكتاب. وكان الحكم مُبرمًا. الغلاف انيقٌ جدًا. تلاعبت انامل الفنانين بالصورة، فجمع الغلافُ بين تلك الاصيلة وبين ما ابدعته مخيلتُهم ولمساتُهم. فكانت بالنسبة لي اولَ الدروب نحو الحلم والدهشة.
تتوسّط الكتاب مجموعةٌ من الصور توثق اللحظات الجميلة والتي طبعت في ذهن الكاتب ذكرى مميزة من كل رحلة تحدث عنها في الكتاب.
“دروب الحرير”, هو انعتاق نحو عوالم أخرى، تسكن الروح على مفارق هذه الدروب فلا ترى فيها سوى الجمال.
لماذا ادب الرحلات؟ لم تعد المعرفة مقيدة بسلاسل من الماضي. فالتطور التكنولوجي جعل من الحصول على المعلومات التي نريدها امرا يسيرًا وبغاية السهولة. ولكن هناك شيئًا من السحر الحلال الذي يُصيبنا عندما نقرأ لسامي كليب. هو يختار من اللغة أجملَها واسلسَها وأطرفَها للوصول إلى القلب والعقل. تفرَّد بأسلوب شيّق، فكانت كتاباتُه وحكاياه خزانةً لجواهر الكلام وغرابة المواقف. بالإضافة الى انَّه من بين الذين البسوا هذا النوع لبوسا عصريا فجعلوا منه ادبًا لن يندثر.
تنوَّعت الرحلات وتلوَّنت بألوان بلادها. من سويسرا الى هولندا الي روسيا والصين ثم الجزائر فتتارستان والعراق والأردن وسورية وغيرها وغيرها…
تخلَّلت هذه الرحلات محطاتلٌ ثابتة بين الفصول. فكان ل “لبنان كما نُحبه” تسعَ محطّات. تدور بمعظمها في فلك القرية اللبنانية وبالتحديد قرية الكاتب. فتنقلنا من خلالها بين “نوستالجيا” الماضي بكل ما كان يختزنه من عراقة واصالة وعادات وتقاليد وبين حاضر ما زال ينهل من ذاك الماضي ما يضمن لساكني القرية العيش بحبّ والفة.
عن الامّ والابّ والعمّة الطيّبة وزوجها وزوجة العمّ التي تتقن اللغة الإنجليزية نقلنا سامي كليب بمهارة بارعة الي أجواء من الحنين والدفء وأماكن حيث لا يوجد الا الحبّ. اما الصابونة، فتلك حكاية أخرى…
كيف لصابونة ان تكون أداةً للفرح؟ في احدى المحطات تحدث الكاتب عن صابونة زيت اهديت اليه منذ وقت بعيد. استغرب كيف لصابونة ان تأخذ كل هذه الابعاد فتسمو وترتقي وبأسلوب يشبه الاعجاز تلبس الصابونة وجهًا من وجوه القداسة، ففيها “لمسة الامّ وحنانها”.
وكعازف ماهر يتنقل برشاقة وخفة بين نغمة وأخرى من دون ان يحدث أي نشاز، تنقل سامي كليب بالحديث من الرحلة التي قام بها مع صديقه فيصل جلول وزوجته الى الحديث عن الصديقين والزواج والحب الذي بالرغم من السنين لم يتبدل بينهما. هي امور إنسانيّة لم يغفل الكاتب التطرق اليها بأسلوبه المدهش. فكان ان روى لنا قصة السائق اللبناني الذي ترك المانيا لانَّ زوجته لم تستطع اللحاق به . ففضَّل العودة للبقاء الى جانبها. اما ذاك السائق الجزائري والذي هو بالأساس طبيب اسنان آثر ان يترك مهنة الطب ويبقي مع زوجته في باريس.
كيف لكاتب ان يتحدث عن وطنه في كتاب مصنّف ادب الرحلات؟ يبدو لنا الامر غريبا بعض الشيء.
ربما لكثرة ترحاله، أصبحت العودة إلى الديار تشبه رحلة استكشافية، ولكن مع الفارق انه يعود بهذه الرحلة الى الماضي الجميل تارة والى اخبار مثيرة ترتبط بالحاضر تارةً أخرى.
حكم علي الكتاب، فأسرني. يا ليتني أستطيع الحكم على الكاتب بان لا يتوقف عن الكتابة والإنتاج الادبي.
فلتكن دكتاتوريا، يا سامي كليب ولتأخذنا حيثما تريد. فلا عيب في الدكتاتورية إنْ اصلحت فكرا ورممت حبا أو رسمت قوس قزح في سماء العقل والروح.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…