Categories: آخر خبر

ماكرون بعد جونسون أمام فضيحة مُزعزعة لحكمه

باريس ميراي حدّاد

بعد استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وربما انتهاء حياته السياسية داخل حزبه وخارجه على وقع عدد من الفضائح، اندلعت في باريس والعالم أمس فضيحة جديدة تطال عددا من المسؤولين الغربيين وبينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

اسم الفضيحة الجديدة ” Uber files ” ( وثائق أو ملّفات أوبِر” ، وذلك بعد ان نجح التجمّع الدولي لصحافيي الاستقصاء ICIJ في الكشف عن مراسلات بين ماكرون حين كان وزيرا للاقتصاد ومسؤولي شركة النقل Uber بغية تسهيل عملها في فرنسا، ويبدو ان الرئيس الفرنسي كان قد طلب من هذه الشركة العابرة للقارات كتابة مذكّرات بنفسها لنقلها الى نواب الأغلبية وإدراجها في إطار ما يُعرف باسم ” قانون Thevenoud”، أو حتى استصدار قرارات لصالح الشركة عبر مراسيم رئاسية .

ووفق المعلومات التي نشرتها أيضا صحيفة لوموند الفرنسية وإذاعة فرنسا وهما شريكان في التجمع الدولي لصحافيي الاستقصاء، فان ماكرون تدّخل شخصيا لصالح Uber، طالبا من وزارة المالية الفرنسية تهدئة تحقيقات الإدارة الفرنسية العامة للمنافسة والاستهلاك وقمع التزوير.

انتشرت هذه الفضيحة كالنار في الهشيم في مستهل الولاية الثانية للرئيس ماكرون والتي يواجه فيها أصلاً وضعا سيئا نظرا لفقده الغالبية في الانتخابات التشريعية ومواجهة منافسة شرسة من اليمين المتطرف وتجمّع اليسار والخضر والبيئة، ووصلت الاتهامات ضده الى حد قول رئيسة فريق نواب ” فرنسا المتمرّدة” بقيادة جان لوك ميلانشون ان ” ماكرون ينهب البلاد” وقال نوّاب شيوعيون ان ماكرون كان يسهل ويطور عمل أوبر في فرنسا على حساب قوانيننا ومكتسباتنا الاجتماعية وقوانين العمال وحقوقهم، وكذلك فتح اليمين المتطرف النار على الرئيس الفرنسي. 

وما ان كرّت سبحة الاتهامات والمطالبات بتحقيق دقيق ضد رئيس الدولة، حتى سارع قصر الاليزة، وكما كان مُنتظرا، الى نفي الأمر، لكن هل ينفع النفي فعلا؟

لا شك ان هذه القضية وضعت سيد الاليزة في وضع لا يُحسد عليه أبداً، وسيكون لها تفاعلات قضائية وسياسية واجتماعية واخلاقية كثيرة وجدّية خصوصا ان هذا الفريق الصحافي الدولي غالبا ما يستند الى وثائق وايمايلات ومراسلات موثوقة لا يرقى اليها أي شك.

هل تقضي الفضيحة على مستقبل ماكرون؟ ما زال الجواب سابقا لأوانه، والرجل له باع طويل بالسياسة وكواليسها وسيحاول القيام بأقصى ما يُمكن لابعاد التهمة عنه، لكنها لا شك  زعزعت ما بقي من صلابة ولايته الثانية منذ بدايتها.

lo3bat elomam

Recent Posts

La pompe de terre : une invention qui fit jaillir l’eau de l’histoire

La pompe de terre : une invention qui fit jaillir l’eau de l’histoire Nadine Sayegh-Paris…

4 أيام ago

إعترافً بفلسطين ولكن !!!!

سامي كليب ‏مشكورة الدول التي اعترفت وتعترف بالدولة الفلسطينية، فهذا حقٌ فلسطيني طال انتظاره، وأن…

6 أيام ago

مجلة بوليتيس الفرنسية : تدميرٌ ممنهج لغزة وطرد السكّان حتميّ

بقلم : بيار جاكمان في مجلّة Politis منذ الهجوم البري الذي شُنّ غداة عملية حماس…

أسبوع واحد ago

بنغازي وفرحة اللقاء بالزملاء

       سامي كليب       ثمة مؤتمراتٌ تدفع إلى الملل من لحظاتِها الأولى،…

أسبوع واحد ago

Le sang, cette mosaïque invisible qui coule dans nos veines !

Le sang, cette mosaïque invisible qui coule dans nos veines ! Nadine Sayegh-Paris De l’Antiquité aux…

أسبوعين ago

دراسة غربية صادمة:680 الف ضحية في غزة

عن دراسة بعنوان : تزييف التاريخ: السياسة البغيضة لإحصاء ضحايا غزة ريتشارد هيل وجدعون بوليا*…

أسبوعين ago