كيف يفكّر بوتين بأميركا والصين وسورية والسعودية؟

تختصر حوارات المُخرج الأميركي اوليفر ستون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبرز أفكاره في قضايا العالم، ففي الكتاب الحامل عنوان  The Putin Interviews”مقابلات بوتين” معلومات كثيرة ومهمة حول نظرة الرئيس الروسي للعالم وللولايات المتحدة الاميركية والغرب الأطلسي والصين وكذلك لسورية والخليج  والشرق الأوسط والدين والحياة.. ربما العودة اليها اليوم بعد اجتياحه لمناطق واسعة من أوكرانيا تُفيدنا في التعرّف عليه أكثر،  ونختار منها العناوين التالية: 

اميركا والصين :

  • يقول بوتين : نحن لا نحتاج الى اتفاقيات خاصة للتقارب مع الصين، فنحن دولتان تتشاركان أطول حدود في العالم، وتعاوننا هو أمر جيد للشعبين الصيني والروسي. نحن لا نحاول بناء حلف عسكري، لكن علاقاتِنا الاقتصادية والتجارية تتطور على نحو مضطرد. ونحن نطور سويا مشاريع الطرق العابرة لسيبيريا وسكك الحديد والتي تناسب تماما إرادة الصين بإعادة احياء طريق الحرير
  • عن أميركا:  نحن لا نريد مواجهات مع الولايات المتحدة الأميركية وانما تعاونا وتنسيقا من موقع الند للند لا التبعية. ونعارض أي تدخل خارجي لقلب الأنظمة ونتمسك بالشرعية الدولية.

سورية:

يقول الرئيس الروسي :

  • علينا تنسيق الجهود الروسية- الأميركية، نحن نقنع الحكومة السورية وعلى أميركا اقناع شركائها في التحالف، وبالتالي نُصبح قادرين على إيجاد حلي سياسي للصراع.
  • الأمر الأهم الواجب عمله في سورية، هو التوصل الى اتفاق سياسي، وبفضل جهودنا عزّزنا المؤسسات الحكومية، ووجهنا ضربة قاسية جدا للإرهابيين، مع الإشارة الى ان جذور داعش مرتبطة ب ٨٠ بلدا.
  • ان سورية تعيش صعوبات سياسية كبيرة في الداخل لا يُمكن تجاوزها بلا حوار مع المعارضة. نحن نرى ان الرئيس بشار الأسد يريد حوارا ، لكن من الضروري ان تكون عند الطرف الآخر إرادة مماثلة.
  • نحن نسمع من يقول ان على الرئيس الأسد الرحيل عن السلطة، ونجيب بالسؤال التالي :” ماذا سيحصل بعد ذلك؟” لا احد يبدو قادرا على الإجابة، لأنه ببساطة لا يوجد جواب على هذا السؤال. لذلك اعتقد ان افضل طريقة للتقدّم هي عبر الوسائل الديمقراطية، والأكثر منطقية بينها هو دستور جديد يوافق عليه الرئيس الأسد، وأكرر هنا ان هذا الدستور الجديد يستطيع ان يمهّد لانتخابات سابقة لأوانها.
  • ان الأكثر أهمية الآن، هو الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية والشعب السوري، وخلق الشروط المناسبة لعودة اللاجئين الى بيوتهم.
  • ان هدفنا هو دعم السلطات الشرعية، لمنع أي تفكك للدولة السورية، وللحؤول دون تحول سورية الى ليبيا ثانية او صومال آخر.
  • ان هذا مهم لنا، ذلك ان اكثر من ٤٥٠٠ شخص من روسيا و٥٠٠٠ من دول آسيا الوسطى يقاتلون في سورية. وهذا خطر على بلادنا
  • حين قيل انه بعد تحرير حلب سيصار الى تصفيات عرقية، قررت ارسال فرقة من الشرطة العسكرية الروسية من شمال القوقاز وخصوصا من جمهورية الشيشان ومن جمهوريات أخرى الى حلب، وكانوا كلهم من السُنّة، قمنا بذلك طبعا بموافقة الرئيس الأسد. وقد طلب منا ممثلو المعارضة المسلحة في واحد من أرياف حلب بأن نعزّز ذلك . وقد ذهب مفتي من جمهورية الشيشان أيضا الى هناك.
  • نحن طبعا بحاجة الى دعم أميركا والسعودية الأردن ومصر لتحقيق الحل السياسي وذلك بعد ان شجعنا الحوار الثلاثي بينا وبين ايران وتركيا.

السعودية :

يقول بوتين :

  • علمنا بشكل حثيث على تطوير علاقاتنا مع السعودية، وقد احتفلنا مؤخرا بذكرى انطلاق أولى العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا والتي تعود الى العام ١٩٣٠، حين زار جد الملك الحالي الاتحاد السوفياتي للمرة الأولى.
  • مراحل عديدة شهدها تطور علاقاتنا، لكني أستطيع القول اليوم انه ورغم خلافاتنا ( السابقة) بشأن القضية السورية، صارت علاقاتنا ممتازة ومن الممكن جدا تطويرها كثيرا في المستقبل.
  • ان الولايات المتحدة الأميركية تسعى لفرض الديمقراطية على العالم اجمع، ولا اعتقد ان ممالك الخليج تُرحب بذلك، ولكي أكون صادقا، فاني لو كنت مكان قادة الخليج لفكّرت مليّا بالخطوة الأميركية التالية. واعتقد انهم يفكّرون بذلك. فلو كنت منسجما مع نفسك في التفكير بالديمقراطية، عليك التفكير بما سيأتي بعد سورية وليبيا ومصر. من الأفضل بالتالي الاخذ بعين الاعتبار التقاليد والتاريخ وخصوصيات كل دولة. من الصعب جدا ان تضع بنى حكومية صالحة للعمل في مكان، وتنقلها الى مكان آخر. من الأفضل بالتالي التعامل مع ما هو قائم باحترام كبير، وحتى لو شئت ان تدعم مسارا سلميا، فعليك ان تقوم بذلك بهدوء، وان لا تفرض من الخارج أي أمر.
  • يعترف بوتين بوجود تنافس نفطي بين السعودية وروسيا، لكنه يقول :” نعم يوجد بعض التنافس، وهذا طبيعي، ولكننا حين نتحدث عن دولة كبيرة تملك حقول نفط ضخمة ودورا كبيرا مثل السعودية او روسيا، فحينها يجب التنسيق والتعاون.

الشرق الأوسط وإسرائيل :

هنا يبدو بوتين واضحا تماما، فهو لا يُميّز بين دولة وأخرى في دول الشرق الأوسط وانما يريد التعاون مع الجميع.

  • يقول :  ان كل دول المنطقة شركاؤنا، ونحن نريد رؤية شركاء ثابتين ومستقرّين، ولا نريد لعلاقاتنا مع دولة ان تثير مشكلة لعلاقاتنا مع دولة أخرى ، وعلينا ان نبقى أحرارا في القيام بخياراتنا.
  • تاريخيا، لدينا علاقات ممتازة مع كل دول المنطقة، وهذا مهم جدا، وإذ نأخذ بعين الاعتبار التناقضات الدبلوماسية الموجودة، فاننا لا نتدخل في ذلك.

حوارات اوليفر ستون مع فلاديمير بوتين امتدت من ٢٠١٥ الى ٢٠١٧، ومن يقرأها اليوم يُدرك ان هذا الرئيس لا يناور، وانما ينفذ ما يقول مهما كانت النتائج. 

lo3bat elomam

Recent Posts

غيمةَ العطر..اسكبيها

مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…

4 days ago

Et si le maquillage n’était pas seulement une affaire de femmes !

Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…

5 days ago

هآرتس: لم نحقق شيئًا، ولم نهزم أحدًا، واقتصادُنا منهار وشبابُنا يهاجرون

ترجمة عن صحيفة هآرتس  لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…

5 days ago

ملتقى أبو ظبي: وهم الاستقرار في عالم مضطرب ولكن….

 ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…

6 days ago

Quand changer l’heure devient une affaire d’état !

Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…

2 weeks ago

ماذا سيفعل ترامب في فلسطين واوكرانيا

  Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…

2 weeks ago