انتشرت اخبار عاجلة في وسائل الاعلام تحت عنوان ” الصين تدعو مواطنيها إلى تخزين مواد غذائية استعدادا لحالة طوارئ لم تحددها ” ما اوحى للمتابعين ان الصين تستعد لمواجهة مخاطر معينة وشيكة . لكن يبدو أن أسباب ذلك مختلفة تماما عن الشائعات التي انتشرت كالنار في هشيم وسائل الإعلام الغربية.
وفي تصريح لموقع لعبة الأمم، قال رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين ، وهو استشاري متخصص في بحوث سياسات مجلس الدولة الصيني لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا ، “ان هذا القرار يهدف الى تدارك ومنع حصول اي ازمة مستقبلا في حالات الطوارىء التي قد تحصل في الصين في اي وقت نتيجة تفشي اي فيروس او حصول اي كوارث طبيعية او اي ازمات أخرى ،وهذا القرار طبيعي جدا حيث تضع القيادة الصينية مصلحة الشعب في المقدمة وكافة قطاعات الدولة تعمل دائما كخلية نحل من أجل ضمان رفاهية الشعب وتامين حاجياته وحمايته من اي مخاطر” .
وأضاف ياسين”، الحقيقة ان قرار الحكومة الصينية هو التوجيه بضرورة تشجيع الأسر الصينية على تخزين كمية معينة من الضروريات اليومية حسب احتياجاتهم لتلبية احتياجات الحياة اليومية وحالات الطوارئ.”
وفي شرحه لتفاصيل القرار، قال ياسين انه بحسب النبأ المنشور على موقع وزارة التجارة الصينية في 1 تشرين الثاني (نوفمبر)، فقد صدر إخطار بشأن ضمان استقرار العرض والثبات في أسعار الخضروات وغيرها من الضروريات في السوق لهذا الشتاء والربيع المقبل. حيث اشترط المنشور أن تُدعم جميع السلطات المحلية وتشجع مؤسسات تداول المنتجات الزراعية الكبيرة على إقامة علاقات تعاون وثيقة مع قواعد إنتاج المنتجات الزراعية مثل الخضروات والحبوب والزيوت وتربية المواشي والدواجن وتوقيع اتفاقيات التوريد والتسويق طويلة الأجل ، كما يجب شراء الخضار الغير قابلة للتخزين سلفاً ، وذلك تفادياً لإغلاق مصدر البضائع ، ويجب ضمان استمرار سلسلة التوريد في المستوى المطلوب وضمان كفاءة التوصيل للمنتجات المحلية والمنتجات المستوردة ، وبين منتجات الشمال ومنتجات الجنوب ، وبين منتجات المنشآت المغلقة ( البيوت البلاستيكية و المصانع ) ومنتجات الهواء الطلق (المزارع و الحقول ) بالاضافة الى تحسين نطاق وإدارة احتياطيات اللحوم المحلية حيث يتعين على المقاطعات الشمالية استكمال خطة احتياطي الخضروات الشتوية والربيعية لهذا العام في الوقت المحدد ، كما يتعين على المقاطعات الجنوبية إنشاء وتحسين احتياطيات الخضروات وفقًا لظروفها الخاصة ، ووضع جدول بالضروريات اليومية مثل اللحوم والخضروات لتكملة إمدادات السوق لتوريد احتياطيات في الوقت المناسب .
و شدد اخطار وزارة التجارة الصينية على ضرورة تشجيع الأسر على تخزين قدر معين من الضروريات اليومية حسب احتياجاتها لتلبية احتياجات الحياة اليومية في حالات الطوارئ ، بالاضافة لتعزيز بناء شبكة التوصيل في حالات الطوارئ ، وتحسين مراكز ومنافذ التوزيع في حالات الطوارئ ، وضمان قنوات توصيل سلسة وفعالة ، والاستفادة الكاملة من مزايا الشبكة للمؤسسات التجارية ذات السلسلة الكبيرة لضمان التشغيل العادي لشبكة التوريد التجارية في الفترات التي يزداد فيها الطلب وحالات الطوارئ ؛ و التشديد على نشر المعلومات في الوقت المناسب عن العرض والطلب وأسعار سوق السلع الأساسية لتحقيق الاستقرار في السوق .
كما انه عند اتخاذ تدابير إدارية للاغلاق بسبب الوقاية من الأوبئة ومكافحتها ، يجب نشر المصدر والعنوان ومعلومات الاتصال وغيرها من المعلومات الخاصة بمنافذ التوريد المضمونة بسرعة لتلبية احتياجات الشراء للسكان من الضروريات اليومية في حالات الطوارئ ؛ وتعزيز نظام ما بعد المسؤولية ، والتنفيذ الصارم لنظام العمل والقيادة على مدار 24 ساعة ، وضمان التواصل السلس ؛ تعزيز الإشراف والتفتيش ، وتعزيز التحقيق والدوريات ، وإيجاد المشاكل في الوقت المناسب واتخاذ الإجراءات الفعالة.