سامي كليب:
ليس نجيب ميقاتي الذي كُلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية أمس سياسياً انتحارياً، ولا هو من النوع الذي يهوى مغامرات “حافة الهاوية”، وليس وضعُ لبنان المُنهار حاليا من النوع الذي يُغري أي شخص بتولّي رئاسة حكومته، فما الذي استجدّ بين ليلة وضحاها لكي يقبل ميقاتي “كرةَ النار” هذه، ويتحدث بثقة عاليا ( في مقابلته مع الزميلة نايلة توني في النهار) عن ضمانات أميركية وفرنسية، وعن سعيه لرأب الصدع العربي للبنان والشروع في انقاذ الكهرباء ومشاريع أخرى؟
كل هذا وارد وقد يكون فيه بعض المغالاة، لكنه ليس الأهم في تليين مواقف الأطراف الداخلية. ربما الأهم حاليا هو ما جرى مؤخرا وما قد يجري في لبنان في الأسابيع القليلة المُقبلة، فهو فقط الذي دق ناقوس الخطر بوجه كل الأطراف وجعل ضرورة الإسراع بالتكليف حتمية، ومحاولة تذليل عقبات التأليف ممكنة، لا حتمية.
وأبرزها التالي:
كان من الصعب تركُ لُبنان ينهار، والضغط الدولي يزداد، والشارع يغلي، وذكرى تفجير المرفأ تمرّ بسلام، لو بقي الانسداد السياسي على حاله، ولم يجر الاتفاق سريعا على اسم جديد بدلا من الرئيس سعد الحريري. فاذا كان حملُ المرأة يتطلب 9 أشهر عادة للولادة، فإن الانسداد الذي استمر 9 أشهر بعد تكليف الحريري كان سينفجر حتماً بوجه الجميع.
معروفٌ عن الرئيس ميقاتي براعتُه في تدوير الزوايا، وأنه توفيقي، وبأنه يستطيع أن يزور واشنطن وباريس والرياض وطهران وحتى دمشق لو تطلب الأمر ذلك، وأنه لا يطلب زعامة كبرى خارج حدود الشمال، وهذا لا شك سيُساعد في المرحلة المقبلة، لكن السؤال الأبرز : هل اكتملت شروط التسويات الخارجية فعلا كي تنجح حكومة ميقاتي العتيدة في القفز فوق صراعات المحاور في الداخل؟ وهل سيحصُل دوليا وعربيا على ما حُرم منه الحريري قبل التسويات الكبرى الإقليمية والدولية؟
الأمر ما زال بالغ الصعوبة حتماً، وميقاتي يُراهنُ ليس فقط بسمعته ولكن أيضا بمستقبلة الانتخابي في الشمال، لذلك فهو إما يضمن النجاح قبل أن يبدأ، أو يتراجع في اللحظة المناسبة ويقلب الطاولة، خصوصا ان الحلول الاقتصادية والاجتماعية تدخل في نطاق المستحيلات بعد الانهيار المُريع للبلد. ولذلك هو قدّم امكانية حل مشكلة الكهرباء على غيرها، لادراكه بأن الشعارات السياسية الكُبرى ما عادت تنفع أمام حاجات الناس.
الأيام القليلة المقبلة ستوضح هل أن الأطراف جميعا خائفة من ذكرى 4 آب والتحقيق والانتخابات فتُسهّل، أم أننا ما زلنا في صراع المحاور، فتُعرقل. هنا بالضبط، وهنا فقط، يكمن مستقبل التأليف ونجاحه، وهذا سيبرز خصوصا من خلال مواقف الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني جبران باسيل ومن خلفهما حزب الله في الساعات المقبلة في قضية التأليف. لعل ميقاتي يُدرك جيدا حاجة الأطراف جميعها له في هذه اللحظة فيزيد الدلال.أما رئاسة الحكومة التي تولاّها مرتين قبل الآن فهي ليست هدفا بحد ذاتها، إن لم تخدم الوطن، وتخدم خصوصا شعبيه ميقاتي في الانتخابات المقبلة. يبقى أن كلامه عن ان المجتمع المدني لم يقدّم مشروعا، سيثير لا شك ضده قوى على الارض.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…