لجين سليمان-الصين
لم يخجل الرجال الصينيون في مقاطعة “تشونشينغ” جنوبي غربي الصين، من الاعتراف بأنّ لهم “آذانا مفروكة” أو كما تسمّى باللغة الإنكليزية “soft ear” فللمرأة حق توبيخ الرجل بشكل دائم ومستمر داخل المنزل، وفي المقابل فإنّ الرجل يهزّ رأسه بالقبول، ويقول “نعم”، مع شرط تقديم الاحترام له بشكل كبير خارج المنزل أمام الناس، فالرجل الصيني يُعنى بصورته أمام الآخرين.
وعلى الرّغم من الحكمة الصينية السائدة في الثقافة القديمة والتي تقول إن “المرأة الصامتة هي هبة من الله” إلا أن المرأة الصينية قلّما تسكت عن حقها، وفي الغالب ما يقف القانون إلى جانبها ويساندها، خاصة بعد بناء الصين الحديثة، وصعودها إلى العالمية.
إلا أن الأمر كان مختلفا قبل عام 1949، إذ كانت مكانة المرأة متواضعة جدا، فعليها أن تطيع أباها قبل الزواج ، وزوجها بعد دخول القفص الذهبي ( كما يعبّر عن الأمر في البلدان العربية من قبضة أمنية إلى قبضة أمنية أخرى)، وأما في حال أصبحت المرأة أرملة فيجب أن تتبع لأبنائها فقد كان يسمّى هذا القانون بـ “التابعات الثلاث”.
إلى أن جاء “ماوتسي تونغ” وحسّن من مكانة النساء في الصين، وحتى عام 1949 أي العام الذي جاء فيه الشيوعيون إلى السلطة كان الرجال الأغنياء يمتلكون ثلاث أو أربع زوجات، ولكن وبحسب كتاب “طريق الصين رحلة في مستقبل قوة صاعدة” لمؤلفه الصحفي البريطاني “روب غيفورد” فإنه وبعد تسلّم الحزب الشيوعي السلطة تغيّرت أحوال النساء “فأعطيت المرأة وظائف في المصانع، وبعضهن أحرزن مناصب”
كما أعطى “ماو” تشريعا يتيح للنساء طلب الطلاق للمرة الأولى في تاريخ الصين، وشجع النساء على العمل خارج المنزل، وقضى على بعض التقاليد التي كانت متبعة مثل ربط أقدام النساء كي يجذبوا الرجال بشكل أكبر، وتلقّى الطلاب تربويّا ومدرسيا نظرة جديدة للمرأة ولدورها في المجتمع، وتعرّفوا علميا على المعنى الحقيقي للمساواة بين الجنسين.
ووفقا للكتاب سابق الذكر فإن الدعاية الإعلامية آنذاك ضخّمت صورة مساواة المرأة بالرجل بشكل كبير كي يصبح الأمر واقعا فقد “أشبعت آلة الدعاية المجتمع بملصقات النساء، وهنّ يقفن كتف إلى كتف مع الرجال في الثورة”
وقد أطلق “ماو” مقولته المشهورة عام 1968 والتي كانت “النساء يرفعن نصف السماء”، فأصبحت مثلا صينيا متداولا، يتناقله معظم الصينين لاسيما في يوم عيد المرأة العالمي، فالنساء تتبادلن التهاني مصحوبة بهذه الجملة.
وبحسب بيانات منظمة العمل الدولية فإن نسبة مشاركة الإناث البالغات (أعمارهن بين 15-64) في سوق العمل وصلت إلى 60% في الصين عام 2020، وهي نسبة أعلى من الولايات المتحدة (56%)، وأكثر بثلاث مرات من النسبة الضعيفة المسجلة في الهند 20%..
كما وصلت نسبة النساء اللواتي يجدن القراءة والكتابة في الصين بين عامي 2002-2009 إلى أكثر من 90%.
وقد أظهرت دراسة حديثة شملت مسحاً لمائتي شركة صينية أن الصين سجلت أعلى نسبة في العالم للنساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية عليا في قطاع الشركات والأعمال، إذ بلغت نسبتهن حوالي 51% وهي أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 22%.
وحتى هذه اللحظة لا ينكر الصينينون دور الحزب الشيوعي في تحقيق مكانة عالية للمرأة، حتى بات التمييز بين المرأة والرجل شيئا قلما يذكر لا سيما في مراكز المدن، لا بل حتى في الأرياف تراجعت نسبة التمييز.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…