روزيت الفار-عمّان
“التّقدّم بالعمر” عمليّة طبيعيّة كانت لزمن قريب قَدَرَاً محتّماً يطال البشر ومعظم الكائنات الحيّة والفطريّات عدا البكتيريا والنّباتات المعمّرة وبعض الكائنات البدائيّة البسيطة. كذلك المجتمعات تشيخ. لا تحدث الشّيخوخة عند عمر معيّن بل تنساب تدريجيّاً عبر سنوات العمر مروراً بمنتصفه؛ المرحلة الّتي تبدأ آثارُها فيها بالظّهور. فنلاحظ بدءاً لانحدار وظائف الجسم وهيكله وسلوكه؛ أبرزها وقف قدرته على الإنجاب. تحدث الشّيخوخة نتيجة تراكم للتّغيّرات البيولوجيّة والجسديّة والنّفسيّة والبيئيّة. ببساطة، هي بطء أو توقّف انقسام وتجديد خلايا جسم الكائن الحي وفقدان هويّتها كخلايا ثم موتها. يتبع ذلك زيادة في خطر الأمراض حيث أنّ ثلثيّ الوفيّات الّتي تُسجّل يوميّاً يعود سببها لأمراض مرتبطة بالشّيخوخة.
كان لعالم الجينات الأمريكي –وحاليّاً أحد الشّخصيّات المئة الأكثر تأثيراً على مستوى العالم والمشرف على مختبر الجينات في كليّة الطّب بجامعة هارفرد- البروفيسور “David Sinclair” كتبٌ ومؤلّفات ومقابلات مصوّرة مهمّة “بعلم الجينات والتّعمير واستعادة الشّباب” جاءت جميعها لشرح كيف تتم عمليّة الشّيخوخة ولماذا يجب علينا إيقافها، وأوضح إمكانيّة ضبطها واستعادة مرحلة ربيع العمر وتمديدها. يقول ديفيد سينكلير بأنّ مستويات الشّيخوخة ثلاثة:
أسباب الشيخوخة:
يقول سينكلير بأنّ عدد جينات الانسان حوالي ال 24000 منها (50) فقط مرتبطة بطول العمر “Longevity” -محطّ اهتمام تجاربه بالمختبر- حيث أصبح بالإمكان أخذ خلايا من نفس الدّماغ -كباقي خلايا أعضاء الجسم- وتشييخ هذه الخلايا ثمّ إعادتها لشبابها من جديد. أي أصبح بمقدورنا التّحكّم ببنية الجسم وبالتّالي وظائفه بمعنى السّيطرة على شيخوخته وتمديد مرحلة شبابه ليعيشه كحقيقة وواقع فعليّ وليس فقط بالشّعور.
يضيف ديفيد بأنّه يمكن التّحكّم بالشّيخوخة كذلك
ويقول البروفيسور ديفيد بأنّه بإمكان تلك الممارسات؛ إضافة للتفكير بإيجابيّة والتّواجد مع الأصدقاء والنّوم السّليم أن تزيد 14 سنة للعمر. ولا تزال التّجارب العلميّة مستمرة وهي تبشّر بالتّوصّل -وبخلال سنتين- لمعرفة متى سيموت الشّخص ولتمديد فترة حياته ليس من حدود الشّيخوخة؛ بل بإرجاع عقارب الزّمن للخلف وتمديد حياته من هناك ليعيش ويرى أحفاده، بل أحفاد أحفاده لما قد يصله لعمر المئة عام وأكثر.
صحيح أن الأعمار بيد خالقها، لكن الصحيح أيضا أن الله خلق لنا الدماغ كي نتعلم ونتطور، وأن الإنسان الأول كان يعيش أكثر من اليوم ولعلّنا دمّرنا مسألة طول العمر بسوء استخدام الطبيعة وبجهلنا بكيفية حماية أجسادنا، وبقلة الحركة (التي في بعض المرات تتسبب بالجلطات)، وبعدم التفكير الإيجابي.
وإذا كانت أعمارُنا مكتوبة ومقدّرة كما تقول الأديان السماوية، فإننا لو التزمنا بما يقوله الطب والعلماء، فعلى الأقل نعيش حياة أفضل وبصحة أكثر جودة.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…