هنيّة للمرة الأولى في الرباط بحماية ملكية
أيمن مرابط – الرباط
في زيارة هي الأولى من نوعها للمملكة المغربية، وصل اليوم، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى العاصمة المغربية الرباط، حسبما أعلنته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي.
وأفادت الأمانة أنه سيتم خلال هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من حزب العدالة والتنمية، إجراء مباحثات بين وفد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وقيادة الحزب حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، كما تتضمن الزيارة لقاءات مع أحزاب سياسية مغربية أخرى.
مصادر إعلامية كشفت أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كلف بعضاً من أفراد حرسه الخاص بالإشراف على أمن قيادة حركة حماس، خلال زيارتهم للمغرب
برافق هنية، وفدا من أعضاء المكتب السياسي للحركة ، هم: نائب رئيس الحركة، صالح العاروري، و موسى أبو مرزوق، ومحمد نزال، وحسام بدران، وعزت الرشق. وتستمر الزيارة 4 أيام ويتخللها لقاءات مع هيئات وطنية متعددة.”
تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من العدوان الأخير على غزة الذي ساهم في كشف سُحب الضباب التي عرفتها العلاقات بين المغرب وحماس، بعد إعلان الأول عن إعادة فتح مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط “الذي لم يتم إيجاد مقر رسمي دائم له”، وهو الأمر الذي رفضته الحركة، وهاجمت المغرب بسببه في وقت سابق.
فيما ساهم الموقف المغربي إبان العدوان على غزة والقدس وحي الشيخ جراّح الذي بلغ حد تهنئة حزب رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني حركة حماس والشعب الفلسطيني بالانتصار واستضافة الحزب نفسه خالد مشعل في مهرجان افتراضي، في تذويب الخلاف بين الجانبين، وتثبيت الدعم الكامل واللامشروط للقضية الفلسطينية.
ويقول عبد العزيز أفتاتي القيادي في حزب العدالة والتنمية “إن هذه الزيارة ستسر أصدقاء المقاومة وفلسطين والمغاربة أيضا، وستزعج الأعداء على رأسهم الصهاينة”.
أضاف أفتاتي في تصريح خاص لموقع “لعبة الأمم” أن “زيارة هنية كانت منتظرة منذ مدة طويلة، وننتظر زيارات من كل الفصائل الفلسطينية سواء التي بغزة أو الضفة الغربية”، لافتا إلى أن “هذه الزيارات تظهر الموقع المحوري للمغاربة في دعم القضية ودورهم المركزي في لم شمل الفلسطينيين تحت سقف واحد”.
وتُعد هذه الزيارة الثالثة لقيادة حركة حماس إلى المغرب، إذ سبق أن زار رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، خالد مشعل، المغرب مرتين، في 2012 و2017، كما أن الرباط تحولت إلى محطة شبه دائمة لقيادات الحركة.
وحول توقيت زيارة هنية للرباط، أشار القيادي الحزبي إلى أن ” هذا التوقيت، يؤكد المكانة الخاصة للمملكة المغربية لدى الفلسطينيين، حيث هي في مقدمة الدول الداعمة والمحتضنة للقضية، وهم “أي الفلسطينيون” يقدرون بشكل جدي هذا الاحتضان اللامشروط”، واصفا إياها بأنها “زيارة فلسطين قاطبة للمغرب قاطبة بنطاق واسع، وهي تشريف للمغاربة”.
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة استمرار المملكة في “تصدر مشهد الإسناد والدعم الدائم للأشقاء الفلسطينيين، والتعاون وتكثيف الجهود لتثبيت هذا الدور البارز في الساحة العربية والدولية دون أي خلفيات أو حسابات سياسية ضيقة”.
وذكر أفتاتي في ختام حديثه أن “فصائل المقاومة الفلسطينية منذ أول يوم، لم ينخرطوا في أي شيء يمكن أن يسيء للمغرب وشعبه، ويُحسب بشكل أكيد لحركة حماس موقفها المعادي لمشاريع التقسيم والانفصال رغم كل الضغوط التي تتعرض لها”، الأمر الذي يبقي العلاقات الثنائية معها ومع الفصائل الأخرى ممتازة ولا يشوبها أي توتر.