قالت الصحف

بين العقّاد وعبدالناصر

فاروق جويدة

 

رغم أن العقاد كان من قمم حزب الوفد قبل قيام ثورة يوليو ورغم أنه كان مبهوراً بزعيم الأمة سعد زغلول وكان كاتب الوفد الأول فإنه وقف مع ثورة يوليو فى بدايتها.. بل أنه كتب مقدمة كتاب فلسفة الثورة أول ما كتب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. وبعد أن أطاحت الثورة بالأحزاب السياسية وكان فى مقدمتها حزب الوفد وسجنت رموزه النحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين.. اختلف العقاد مع الثورة وبدأ يكتب بعيداَ عن السياسة وأتجه إلى أفكاره وكتاباته الدينية فى العبقريات وضاقت عليه سبل الحياة حتى اضطر أن يبيع جزءا من مكتبته.. وكان يكتب مقالا أسبوعيا فى أخبار اليوم وحين علم أنيس منصور أن العقاد يعانى ظروفاً مادية ذهب إلى مصطفى أمين وطلب للعقاد مبلغا تحت الحساب وحمل معه مائتى جنيه ولكن العقاد رفض أن يأخذ المبلغ .. كان كبرياء العقاد من أهم سلوكياته عندما حصل على جائزة الدولة التقديرية وكانت اعلى الجوائز المصرية فى ذلك الوقت.. ذهب إلى مكان الحفل ليتسلم الجائزة من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ولكن رجال الأمن أوقفوه ورفضوا دخوله .. وما كان منه إلا أن أخذ التاكسى الذى كان يستقله وعاد إلى بيته أمام تأخر حضور العقاد خرج يوسف السباعى إلى الأمن وسأل هل جاء العقاد فقالوا له إن رجلا طويل القامة لا نعرفه يرتدى طربوشا جاء ولم نسمح له بالدخول لأننا لم نعرفه وكان يركب «تاكسى» وأخذه ومضي.. وانطلق يوسف السباعى وشاهد طربوش العقاد فى التاكسى وأوقفه وعاد به إلى الحفل وتسلم الجائزة.. ووقف العقاد أمام عبدالناصر وقال فى خطبته الشهيرة إن الدولة التى تكرم النابغين من أبنائها هى فى الحقيقة تكرم نفسها.. هذا هو العقاد كان كبرياؤه دائما قضية حياته.. هذه هى النماذج التى زينت حياتنا بالشموخ والنبل والترفع ربما دفعت ثمن مواقفها ولكنها قدمت من فكرها وحياتها دروسا فى القدوة والعطاء.. وحين تطل النجوم فى السماء وتزهر الحدائق وتعلو أصوات العصافير نذكر زمانا منحنا الجمال والصدق والجلال..

————————————–

الكاتب: فاروق جويدة-مصر 

بدأ حياته إعلاميا في الأهرام  العريقة حتى وصل الى رئاسة تحرير قسمها الثقافي

يُعتبر من أهم الوجوه الشعرية العربية

نُقل المقال عن موقع الإهرام 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button