آخر خبرثقافة ومنوعات

نصائح علمية تخفّف التوتر وتزيد السعادة

روزيت الفار-عمّان 

 في ظل الظّروف الحياتيّة الصّعبة الّتي أصبح يعيشها الفرد؛ وبما تتطلّبه من سرعة في الإنجاز والحركة، ومن مجهود جسدي وفكري لإثبات وجوده وبقائه داخل إطار المنافسة بغية تأمين حدِّ أدنى من العيش يمكّنه من الاستمرار في الحياة، أصبح الفرد يواجه مسؤوليّات مضاعفة وحالة من الفوضى الفكريّة والعاطفيّة عليه أن يعيشها داخل نفسه وخارجها، تشكّلت نتيجة لتراكم الأفكار والمعلومات اللاّزمة وغير اللّازمة وتخزينها داخل دماغه لفترات طويلة من الزّمن وتركها دون تنظيف.

برز على إثرها الكثير من المشاكل المتعلّقة بالتّوتّر والقلق والخوف من المستقبل وارتفاع مستوى الطّاقة السّلبيّة لديه، انعكست جميعها على حيويّته ونشاطه وأدائه بعمله وتعاملاته.

لحسن الحظ؛ أنّ هناك عدّة وسائل لتخليصه من تلك الحالة وتحرير دماغه من تلك الفوضى وإعادته لوضعه الطّبيعي المتوازن.

في برنامجها ومساقاتها التّعليميّة والتّوعويّة؛ تقول الخبيرة ومعالجة السّلوك المعرفي “ستيفاني بينيت فوت Stephanie Bennett Vogt” أنّه بإمكاننا إزالة تلك الفوضى بمزج سليم لثلاث أساليب، هي:

  1. تنظيف الأجواءSpace Clearing

وهذا أسلوب يصحُّ تطبيقه على الهياكل الماديّة كالبيوت وأمكنة العمل، وكذلك على الأشخاص في حال أردنا تخليص أذهانهم ممّا يشوبها من أفكار ومعلومات تحتلّ مكاناً لكنّها قليلة القيمة وعديمة الجدوى. يقول خبراء النّفس أنّ الفوضى بالمكان الّذي يعيش أو يعمل به الفرد يساهم بخلق فوضى ذهنيّة وعاطفيّة لديه، وأنّه ليس هناك أسوأ من مكان يعجّ بالفوضى يعيش   فيه الانسان إلاّ ما يعيشه بداخله من فوضى وتشتّت ذهنيّ وعاطفيّ. حين يتعلّق الأمر بالأمكنة؛ تكون عمليّة التّنظيف عبر التّخلص من المقتنيات القديمة غير المفيدة الّتي لم تُستخدم لمدة طويلة حيث أنها تحتل حيّزا يمكن توفيره للأغراض الأكثر قيمة وأهميّة. ينطبق المفهوم  ذاته على الدّماغ البشري. فإن رغبنا بالمحافظة على سلامته وبقائه بحالة جيّدة، علينا القيام بعمل صيانة دوريّة له عبر الاستغناء عن كلّ الأفكار والمعلومات الصّغيرة الّتي تشغل مكاناً من شأنه التّضييق على الأفكار المهمّة خاصّة وأنّه بات بالإمكان نقل بعض تلك المعلومات على الورق أو باستخدام إحدى تطبيقات التّكنولوجيا الحديثة لتسجيل كل ما يريد أن يتذكّره الشّخص لاحقاً، كالمواعيد وأرقام مهمّة أو أفكار عن مشاريع مستقبليّة وغيرها.

يقول علماء الطّاقة؛ إنه يُمكِننا تطهير الأماكن عبر تخليصها من جميع محتوياتها القديمة الجالبة  للطّاقة السّلبيّة وبتهويتها وإدخال النّور لها ووضع نباتات طبيعيّة جديدة وإشعال أنواع شموع معطّرة للجوّ؛ وجميعها أمور تساهم في طرد الطّاقة السّلبيّة ورفع مستواها الإيجابي في الأمكنة ولدى الأشخاص.

  1. الإدراك أو الوعي الكامل بالذّات والمحيط Mindfulness

وهو أسلوب علاجي وترفيهي خاصّ بالأشخاص يكون فيه جُلُّ التّركيز على اللّحظة الحاضرة وقبول الفرد لذاته الكليّة من أفكار ومشاعر عاطفيّة وأحاسيسه الجسديّة، وقبوله أيضاً للآخرين ولمحيطه المادّي كما هم عليه دون تأويل أو إصدار أحكام، وتكون لديه نيّة العودة لتلك الممارسة وتكرارها باهتمام وانتباه كاملين. ويعتبر هذا الأسلوب أحد أساليب المعالجة النّفسيّة والسّلوكيّة النّاجحة. من تطبيقاته: رياضات “التّأمّل” و “اليوغا” الرّوحانيّة؛ وتتم ممارستها باستخدام أساليب تنفّس خاصّة ومحدّدة، وتكون المخيّلة موجّهة من قِبل مرشد للتّأكّد من تحقيق الوعي والإدراك العميق لما تحسُّه وتشعر به بداخلك وبمن حولك وبمحيطك المادّيّ بكل رحابة صدر وقبول. تنتهي العمليّة بالاسترخاء الجسدي والهدوء الذّهني ما يساهم في التّخفيف من الضّغط والتّوتّر والعودة لحالة التّوازن المرجوّة.

  1. أسلوب كايزن الياباني Kaizen Method 

أسلوب يهدف بجوهره إلى التّحسين كمنهج مستمر وتدريجي بآلية بسيطة؛ مفادها البدء بخطوات صغيرة لكنّها مستمرّة وثابته؛ بهدف الوصول لتغيير حقيقي كبير نحو وضع أفضل “كايزن، كلمة ذات مقطعين: Kai -zen وتعني؛ التّغيير – الأحسن. وهو منهج أوجده اليابانيّون، ارتبط أساساً بالأعمال التّجاريّة، وفي شركة تويوتّا بالذّات، أساسه التّحسين الشّامل الّذي يغطّي جميع مَن هم داخل المؤسّسة أو الشّركة من أعلى مسؤول الى أبسط عامل، وكذلك جميع النّشاطات والعمليّات الّتي تتم فيها؛ بغية وقف الهدر والاستغناء عن كلّ الأمور الغير ضروريّة الّتي تضيف تكلفة وتحدث فوضى دون أن يكون لها أيّة جدوى أو إضافة نوعيّة للمُنتج.

والتّحسين هنا أمر يجب أن يستمر مهما بدا الأمر للحظةٍ جيداً. فالجيّد دائماً يصبح أفضل، وما هو “أفضل” يمكنه أن يصبح “الأفضل”. فأسلوب كايزن سهل لكنّه يتطلّب إلتزاماً طويل الأمد.

خرج هذا النّهج عن إطاره الأساسي المرتبط بالأعمال التّجاريّة إلى باقي المناحي الحياتيّة على اختلافها وتنوّعها ولباقي دول العالم؛ وأصبح منهجاً بإمكان أيّ فرد أو هيئة أن تتبعه في أيّة عمليّة تغيير يريدونها سواء على الصّعيد المادّي الجسديّ كالتّحكّم بالوزن أو وقف التّدخين والبدء بممارسة الرّياضة لتحسين نوعيّة الحياة، أو النّفسي للتّخلص من الضّغوطات واسترجاع الهدوء والتّوازن. وكذلك أصبح يُدرّس ويطبّق كأسلوب علميّ في المدارس والمعاهد والجامعات العالميّة.

لم يبق لنا عذر بعد هذا في عدم الاهتمام بذواتنا، ولنعلم أنّ الاهتمام بمن نحبّهم يبدأ بالاهتمام بأنفسنا.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button