طه حسين وجوخة الحارثي نجما معرض القاهرة للكتاب
محمد سليمان فايد-القاهرة
وفي يومه الثالث يكرّم المعرض في دورته ال 53 عند الثانية من ظهر اليوم الكاتب والمفكّر الكبير الراحل طه حسين عبر ندوة يشارك فيها كتّاب عرب ويونانيون، كما ستكون الكاتبة العمانية جوخة الحارثي ضيفة المساء في ندوة ثقافية فكرية، اضافة الى لقاء فكري مع الكاتبين والباحثين د. احمد مرسي ود. عبد العزيز المسلم.
يشار الى أن الكاتبة والأديبة العُمانية تُعتبر حاليا واحدة من أبرز الكتّاب الخليجيين والعرب الذي لابداعهم صدى عربي ودولي،وهي تتربع على عدد من الروايات والكتب الفكرية الهامة، نذكر منها الجسد في شعر الحب العربي: التراث العذري، الذي نشر في أيار/مايو 2021 ضمن منشورات جامعة أدنبرة. وديوان أبي الحكم الشيخ أحمد عبدالله الحارثي ، وكتاب ملاحقة الشموس وهو منهج التأليف الأدبي في كتاب خريدة القصر للعماد الأصفهاني.
وهي كانت اول عربية تفوز بجائزة ” مان بوكر الدولية” منذ استحداثها في العالم 2005، وذلك لأفضل عمل أدبي مترجم للغة الإنكليزية عن روايتها “سيدات القمر” التي تروي بقالب أدبي وتاريخي وفكري مُمتع وعميق تاريخ السلطنة بعد الاستعمار.
الروائية العمانية السيدة الحارثي حاصلة على عدد آخر من الجوائز والتكريمات الدولية والعربية، وتُترجم أعمالها الى اللغات العالمية الاساسية من انكليزية وروسية وصينية والمانية وفرنسيا وغيرها
كما أنها فازت بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، فرع الآداب في 2016، وكانت ضمن اللائحة القصيرة لجائزة الشيخ زايد لعام 2011، فرع المؤلف الشاب.و حصلت على جائزة أفضل إصدار عماني في مجال أدب الطفل لعام 2010، وجائزة أفضل إصدار عماني في مجال الرواية لعام 2010. وذلك بعد أن احتلت في العام 2001 المركز الثاني في مجال المجموعة القصصية، لجائزة الشارقة للإبداع العربي-الإصدار الأول، عن مجموعتها القصصية مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل.
والى انتاجها الادبي والفكري القيّم، تعمل الحارثي أستاذة مشاركة في قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، وتقيم محاضرات وندوات على المستوى العربي والاقليمي والدولي.
المعرض الذي يُعقد في ظروف مُريحة هذا العام، بعد تراجع الخطر الكبير الذي شكله كورونا في العامين الماضيي، وفي أعقاب تحسن الأوضاع الاقتصادية، يحمل كما يبدو رسائل ثقافية وسياسية خاصة. ففيه من خلال عنوانه البارز تأكيد على ” الهوية والشخصية المصريتين” اللتين يُشدد عليها الرئيس عبد الفتّاح السياسي منذ تولّيه السُلطة وذلك في أعقاب الاهتزازات الثقافية والفكرية التي عانت منها البلاد في ظل أفكار اسلامية مُتشددة قبل سنوات، وفيه أيضا سؤال عن دور الثقافة في مستقبل مصر والوطن العربي والعالم. وهي اسئلة ثقافية وفكرية تحمل أيضا أبعادا سياسية في لحظّة اعادة تشكيل الثوابت المصرية على قواعد حديثة تحفظ التاريخ وتخاطب المُستقبل بلغة عصرية وعلمية وفكرية تنويرية لا ظلامية.
وهنا لا بُد من التأكيد على ثوابت عروبة وافريقية مصر ودورها المحوري والريادي الذي عاد الى تجدّده في محيطة وعبر الساحة العربية والعلاقات الدولية، وذلك بعدما جرى التركيز والاهتمام بالأوضاع الاقتصادية التي عانت كثيرا. كما أن دعوة اليونان كي تكون ضيف شرف له ثقله الثقافي والتاريخي والحضاري عبر مسيرة البشرية جمعاء، وذلك لما تُشكّل اليونان من موروث ثقافي وفلسفي وفكري في العقل البشري بشكل عام كحضارة كبيرة، ولما كان للعرب أيضا عبر التاريخ دورٌ في تشكيل جسور بين الفلسفات والأفكار اليونانية الكُبرى والعالم الغربي من خلال النقل الترجمة وغيرهما. كما أن اليونان ومصر المحيطتين بالبحار ومعابر مياه وثروات بحرية ونفطية وتجارية تعاونتا كثيرا في السنوات الماضية لتطويق عدد من الأزمات والحد من طموحات البعض في التقدم على حساب الدول العربية خصوصا في منطقة البحر الأبيض المتوسط وصولا الى الخليج.
يُشار الى أن 1063 ناشرًا من 51 دولة يشاركون في هذا المعرض، الذي يقام تحت رعاية الرئيس المصرى عبد الفتّاح السياسي ، وقد افتتحه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ترافقه الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة،وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين، كما شارك عدد من السفراء ورجال الفكر والثقافة والإعلام، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، و “نيقولاوس جاريليديس”، سفير اليونان بالقاهرة.
وتشهد الدورة الحالية إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ “موسوعة مصر القديمة” لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي “ما” و “رؤية”.