آدامز الرئيس المقبل لبلدية نيويورك: سأتقاعد في إسرائيل

نيويورك-لعبة الأمم
لا شك أن أحد المُخرجين الأميركيين الكبار، سيروي يوماً ما، قصة إيريك آدامز في فيلم سينمائي كبير. فالرجل الذي سيُصبح بعد فترة قصيرة ثاني رئيسٍ من أصول أفريقية لأهم وأكبر المدن الأميركية نيويورك بعد دافيد دينكينز، عاش قصة حياة زاخرة بالأحداث المهمة.
آدامز البالغ من العُمر اليوم 60 عام، كان في ريعان شبابه، وتحديدا في الخامسة عشرة من العمر، حين أوقفته الشرطةُ مع أخيه، وأنهال رجالُها بالضرب المبرّح على خصيتيه حتى بالَ الدمَ. وبدلا من الحقد والانتقام، قرّر بعد سنوات أن يدخل الى الشرطة نفسها، ليبدأ من داخلها مسيرة إصلاح وتغيير قناعات عنصرية.
أمضى آدامز عشرين عاما في صفوف الشرطة النيويوركية وترقّى في مراتبها حتى وصل الى رتبة عاليا وهو يواصل الكفاح ضد العنصرية والبطش، ثم قرّر الانتقال الى العمل السياسي، فترشّح لعضوية الكونغرس الأميركي وهو في الثالثة والثلاثين من العمر، ودخل الى مجلس شيوخ مدينة نيويورك ثم أصبح رئيسا لمقاطعة بروكلين، وهو منصب لم يحتله أي شخص من أصول افريقية قبله.
حقق آدامز في خلال مسيرته العسكرية والسياسية حتى الآن سُمعة جيدة في مجالات تطوير مدينة نيويورك وتخفيف العنصرية وفرض العدالة ومحاربة التمييز، ثم أصيب بداء السُكّري الذي كاد يُفقده عينيه ويؤدي الى بتر قدمه، لكنه اعتمد حِمية غذائية وكثّف ممارسةَ الرياضة حتى أنقذ نفسَه، فصار واحدة من اساطير الخيال الجماعي النيويوركي. وهذا ما جعله يحقّق فوزا ممتازا في الانتخابات الأولية في الحزب الديمقراطي لمركز رئيس بلدية نيويورك حيث حصل قبل نحو أسبوع على 50 % من الأصوات، وهو ما يجعله سائرا بثقة نحو تحقيق الفوز النهائي بعد أيام.
لكن المناصب تحتاج الى لوبيات ومراكز ضغط قوية وليس فقط الى حسن النوايا في أميركا وغيرها. ولذلك درج إيريك آدامز على مغازلة اللوبيات المؤيدة لإسرائيل والتي لها حضور قوي في نيويورك. وحين سُئل قبل فترة عن إسرائيل قال:” أحبها واحب شعبها ومطبخها وكلّ ما فيها، وسوف اشتري لي مكانا على أرضها كي أمضي سنوات التقاعد وآخر العمر هُناك” ، وحين سُئل في أي منطقة من إسرائيل تريد أن تقيم قال : “على هضبة الجولان طبعا” ، لكنه عاد واعتذر عن هذا الخيار وقال إنه كان يمزح بشأن الهضبة، وذلك لان حزبه وخلافا لدونالد ترامب لم يرتكب بعد حماقة ترامب في تشريع الاحتلال الإسرائيلي للجولان.
لا تُلامُ طبعا اللوبيات الإسرائيلية التي نجحت عميقا في جذب معظم المُرشحين الى كسب رضاها، وإنما يُلام العرب الذي لم ينجحوا حتى الساعة في التأثير على انتخاب عضو بلدية واحد وليس على مرشح كبير. لكن الجدير ذكره أيضا أن آدامز محبوب من الجاليات في مدينته بما فيها الاسبانية والعربية والافريقية وغيرها.
وصوله الى رئاسة بلدية أهم المدن الأميركية ومركز المال وناطحات السحاب، سيكون حدثا كبيرا في سياق محاربة التمييز والعنصرية، خصوصا أنه سيأتي بفريقي يضم عددا لا بأس به من ذوي الأصول الافريقية، وفق وما عُرف حتى الآن. وهو سيكون ثاني رجل من اصول افريقيا يتولى هذا المنصب الهام بعد دافيد دينيكنز الذي تولى هذه البلدية في العام 1980