سامي كليب
مشكورة الدول التي اعترفت وتعترف بالدولة الفلسطينية، فهذا حقٌ فلسطيني طال انتظاره، وأن تاتي متاخرًا افضل من ألاّ تأتي أبدا، كما يقول المثل الفرنسي. ولكن دعونا نطرح عددًا من الاسئلة المحورية :
* لماذا جهابذة التشريع العرب لم ينتبهوا عام 1947 مع صدور قرار التقسيم 181، إلى أنَّ النص لم يذكر دولة فلسطينية، بل ذكر دولة عربية تقوم إلى جانب دولة يهودية . وربط قيام دولة فلسطينية بموافقة الطرفين ، أي ان توافق إسرائيل ؟
•لماذا حين أعلنت الحركة الصهيونية قيام “دولة إسرائيل” في 14 أيار/ مايو 1948 استنادًا إلى القرار، لم تُعلن القيادة العربيّة العظيمة أو الفلسطينية قيام “دولة فلسطين” .
* لماذا تأخر إعلان قيام دولة فلسطين حتى 15 تشرين الثاني / نوفمبر 1988، حين أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر “إعلان الاستقلال” وإقامة “دولة فلسطين” على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
* لماذا لم يفلح مليارا عربي ومسلم بفرض فلسطين عضوًا كاملاً في الأمم المتحدة، وانتظر الفلسطينيون المقهورون في ارضهم والخارج حتى تشرين الثاني / نوفمبر 2012 للحصول فقط على صفة “دولة مراقب غير عضو” ، هل عجزوا كلهم عن الضغط على واشنطن لعدم استخدام حق النقض الفيتو ؟
ماذا عن الحاضر ؟
دعونا نتجاهل قليلا مصائب التاريخ ، فأهمية الاعتراف اليوم هي أنَّ هذا الشعب الصابر الصامد والمكافح منذ 77 عامًا بمختلف الوسائل، صار عنده تأكيدٌ رسمي من معظم دول العالم بأنّ فلسطين دولة ذات سيادة، وليست مجرد “كيان” أو “سلطة”.
هذه الخطوة تزيد الضغط على واشنطن وإسرائيل وتعزّز مكانة فلسطين في المؤسسات الدولية والمعاهدات.وتسعى لكسر احتكار الولايات المتحدة وإسرائيل لفرض روايتهما القانونية بأن “الدولة الفلسطينية غير موجودة بعد”، وتؤكد أنّ الصوت العربي بالتعاون مع دول غربية وشرقية قادر على صنع الفرق لو توحّد العرب .
لكن يبقى 3 اسئلة جوهرية :
أولاً كيف سيُنفّذ القرار على أرض الواقع بينما الاحتلال يطرد أهل غزة، ومعظمهم بالأصل مُهجّر إليها، ويقضم ما بقي من الضفّة، وسيطر تمامًا تقريبًا على القدس . أين ستقوم؟
ثانيًا إذا كان ضمير معظم دول العالم صحا بعد 77 عامًا من القهر والقتل والتدمير، وأنَّ هذه الصحوة، فرضتها قوافل ضحايا الابادة من الأطفال والأمّهات والمدنيين الأبرياء ، وفرضها ارتفاع مستوى السخط في الرأي العام العالمي، فهل تجرؤ هذه الدول على المضي قُدُمًا ، عبر فرض قرارات حاسمة ضد اسرائيل وقطع العلاقات معها او فرض عقوبات .
ثالثًا ، كيف ستكون ردة فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب على السعودية وفرنسا اللتين تجرأتا إلى حد المغامرة المحمودة في عقد مؤتمر حلّ الدولتين في نيويورك ؟ هل ينتهز الفرصة ليكون صانع سلام كما يدعي فيذهب باتجاه المطالب العربية والدولية ويشجع بالتالي على توسيع الاتفاقات الإبراهيمية ، ام يستمر في تبني وجهة نظر نتنياهو التي لن تدمر المنطقة فقط بل مصالح أميركا وصورتها أيضًا .
دعونا إذًا نفرح باعتدال بخطوة الاعتراف دون مغالاة، لانَّ ما حصلت عليه فلسطين والعرب من المجتمع الدولي منذ 77 عامًا لا يوحي بكثير من الثقة .
La pompe de terre : une invention qui fit jaillir l’eau de l’histoire Nadine Sayegh-Paris…
بقلم : بيار جاكمان في مجلّة Politis منذ الهجوم البري الذي شُنّ غداة عملية حماس…
سامي كليب ثمة مؤتمراتٌ تدفع إلى الملل من لحظاتِها الأولى،…
Le sang, cette mosaïque invisible qui coule dans nos veines ! Nadine Sayegh-Paris De l’Antiquité aux…
عن دراسة بعنوان : تزييف التاريخ: السياسة البغيضة لإحصاء ضحايا غزة ريتشارد هيل وجدعون بوليا*…
نجاي ديوب-داكار سجّلت القارة الأفريقية خلال النصف الأول من عام 2025 أسرع معدل نمو في…